الأخبار

هل تكون سرت الهدف القادم للجيش الليبي

هل تكون سرت الهدف القادم للجيش الليبي

الميليشيات المسيطرة على مدينة سرت الليبية تشتكي قلة الدعم المادي واللوجستي.

يثير قرب انتهاء معركة تحرير جنوب ليبيا من الجماعات الإرهابية والعصابات التشادية، تساؤلات بشأن وجهة الجيش المقبلة في حين تتواتر الأنباء بشأن إرسال قوة عسكرية لسرت.

يترقب الليبيون الخطوة القادمة للجيش الليبي التي من المتوقع أن تكون سرت، بينما يستعد لإعلان تحرير الجنوب كليا من الجماعات الإرهابية وعصابات المعارضة التشادية المسلحة.

ويبدو أن المجموعات المسلحة المسيطرة على مدينة سرت (قوة حماية سرت) والموالية لحكومة الوفاق قد استشعرت خطر اقتراب الجيش حيث أطلقت صيحات فزع متتالية بشأن ضعف إمكانيتها، مناشدة الجهات التابعة لها بدعمها لوجستيا وعسكريا.

ونظم عناصر قوة حماية سرت الأحد وقفة احتجاجية طالبوا فيها المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق بتوفير الدعم المالي واللوجستي.

وحمّلت القوة المجلس الرئاسي وحكومته العقبات التي ستنتج في حال لم تتم مُساندتهم بشكل جادّ واستمر المجلس الرئاسي في تجاهل مطالبهم. وتسيطر القوة على المدينة منذ تحريرها من تنظيم داعش نهاية عام 2016.

وأعلنت القوة الثلاثاء أنها استعانت بـ50 سيارة مسلحة أرسلتها قوة مكافحة الإرهاب، فيما استدعت هي 50 سيارة أخرى من قواتها الاحتياطية لدعمها في مهامها الموكلة إليها.

وبررت الاستعانة بتلك السيارات بالتصدي لفلول تنظيم داعش، لكنّ متابعين ربطوها بالأنباء المتواترة بشأن تقدّم أرتال عسكرية تابعة للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، من الشرق في اتجاه الغرب.

تهميش السراج لقوة حماية سرت المنـحدرة من مصراتة، يعزز تكهنات بوجود اتفاق مع الجيش لتسليمه سرت سلميا

ونشر مؤيدون للجيش صورا للمئات من السيارات المسلحة، في منطقة البريقة قالوا إنها تتبع القيادة العامة للجيش وتتجه غربا، دون تحديد وجهتها.

وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة عن إرسال تعزيزات عسكرية وصفتها بالضخمة من مختلف أنواع الأسلحة والذخائر والآليات والضباط والجنود تجاه المكان المعلوم والمحدد مسبقا من قبلها. وقال نشطاء إن تلك التعزيزات ستتجه على الأرجح نحو سرت.

ويثير تهميش حكومة الوفاق للميليشيات المسيطرة على سرت والمنحدرة من مدينة مصراتة، تكهنات بشأن إمكانية وجود اتفاق مع الجيش لتسليمه سرت سلميا، كما أن مطالبتها بصرف مرتبات عناصرها المتوقفة منذ 2017، تشير إلى عدم وجود اعتراف رسمي بها كقوة تتبع الجيش أو الشرطة.

وتذكر تصريحات قيادات قوة حماية سرت، بسيناريو انسحاب اللواء السادس التابع لحكومة الوفاق من مدينة سبها. وانسحبت تلك القوات إلى مكان غير معلوم بمجرد اقتراب الجيش من مدينة سبها نهاية يناير الماضي.

وقال آمر اللواء السادس حميد العطابي إن خروجهم كان بسبب عدم قدرة قواته على مواجهة ما وصفها بـ” قوات حفتر” وذلك نظرا إلى فارق التسليح بين الجانبين، متهما حكومة الوفاق بالمشاركة في تسليم الجنوب لحفتر وذلك لعدم دعمها قواته من الجانبين المادي واللوجستي. وفي المقابل، تحدثت مصادر من مدينة مصراتة لـ”العرب” عن تحشيد لميليشيات موالية للجماعات الإسلامية المتطرفة متحالفة مع الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية المطلوب دوليا، إبراهيم الجضران. وقالت المصادر إن تلك القوات كانت تستعد لمهاجمة منطقة الجفرة الواقعة تحت سيطرة الجيش منذ مايو 2017.

ورجّحت تلك المصادر أن يكون إرسال الجيش لأرتال عسكرية نحو الغرب، مناورة لتشتيت انتباه المجموعات المتطرفة المتربصة بالجفرة، غير مستبعدة دخوله إلى سرت في صورة ما وجد الطريق سالكة.

ونجح الجيش خلال الفترة الماضية في فتح قنوات اتصال مع مدينة مصراتة ذات الثقل السياسي والعسكري، غرب البلاد. لكن المدينة مازالت مخبأ للتيارات الإسلامية المتطرفة المعروفة بعدائها المطلق لحفتر، وترفض أي تسوية يكون طرفا فيها، وتتمسك بالقتال.

ويرى مراقبون أن هامش المناورة أمام المجموعات المعادية للجيش أصبح ضيقا، لاسيما مع انشقاق تيار الإسلام السياسي بين مؤيد للاتفاق الذي جرى بين خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في أبوظبي، ورافض له. ونص الاتفاق على إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

وقوبل الاتفاق بترحيب حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا، بينما أعلن حزب الوطن الذي يقوده الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج والمتهم بدعم المتطرفين، رفضه له.

Thumbnail

وتزايد الحديث مؤخرا عن وجود اتفاق بين حفتر والسراج على دخول طرابلس بشكل سلمي، لتخليصها من الميليشيات، التي تشن عليها حكومة الوفاق وتحديدا وزير داخليتها فتحي باشاغا حربا، الذي قال إن هناك جهات تعرقلها، ملمّحا لمحافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، الذي يطالب الجيش بدوره بإقالته من على رأس المصرف ويتهمه بدعم الإرهابيين من أموال الليبيين.

وكان نائب رئيس الأركان التابع لحكومة الوفاق سالم جحا أكد الأسبوع الماضي أن قواتهم لن تطلق رصاصة واحدة ضد الجيش الليبي، مؤكدا على سعيهم إلى استكمال مسار عملية توحيد المؤسسة العسكرية شرقا وغربا.

وسبق للرجل الثاني في الجيش الليبي ورئيس الأركان عبدالرزاق الناظوري أن أكد في تصريحات صحافية يناير الماضي ان الجيش سيدخل طرابلس عن طريق الحوار، وليس مقاتلا.

وسيطر الجيش على الجنوب، بعد حوالي شهرين من إطلاق عملية عسكرية لتطهيره من الجماعات الإرهابية وعصابات المعارضة التشادية. وباستثناء بعض الاشتباكات مع العصابات التشادية تمت السيطرة على المنطقة التي تسمى أيضا إقليم فزان، بشكل سلمي وسط ترحيب السكان.

وأعلن الجيش الاثنين دخوله إلى منطقة وادي عتبة سلميا وبدون أي اشتباكات. وأشارت شعبة الإعلام الحربي التابعة لعملية الكرامة، إلى إن قواتها دخلت وادي عتبة ضمن عملية تطهير المنطقة الجنوبية من العصابات الإجرامية والإرهابيين.

وكانت قوات الكرامة، قد أعلنت الجمعة السيطرة على منطقة أم الأرانب، دون أي مواجهات.

وقال قائد غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش اللواء ركن عبدالسلام الحاسي الثلاثاء إن القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر سيعلن تحرير الجنوب خلال الأيام القليلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى