الأخبار
لندن تخلط أوراق السلام اليمني بتفسير جديد لاتفاق الحديدة
لندن تخلط أوراق السلام اليمني بتفسير جديد لاتفاق الحديدة
مطالبة بريطانيا بتسليم الحديدة لجهة محايدة تثير غضب الحكومة اليمنية.
بريطانيا بعد ما أظهرته خلال الأيام الماضية من إيجابية في التعاطي مع الملف اليمني ومن وضوح في الرؤية بشأن الأزمة اليمنية محمّلة الحوثيين مسؤولية تعطيل حلّها، عادت سريعا لتضفي الغموض ولتزرع الشكوك حول حقيقة تحرّكاتها في اليمن والأهداف التي تسعى لتحقيقها من وراء تلك التحرّكات.
عدن (اليمن) – عادت لندن لتثير التساؤلات بشأن دخولها بتركيز كبير على خطّ الأزمة اليمنية في تناغم مع حراك المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وهو دبلوماسي بريطاني تحوم شكوك حول تأثّره بالخط السياسي لبلده الأصلي خلال معالجته للأزمة.
وبعد أن أبدت الحكومة البريطانية وضوحا في الموقف من المتمرّدين الحوثيين، باعتبارهم الطرف المعرقل للسلام في اليمن من خلال عدم التزامهم باتفاقات السويد الأخيرة بشأن مدينة الحديدة، داعية إياهم على لسان وزير الخارجية جيريمي هانت للانسحاب من المدينة، عادت لتخلط الأوراق مجدّدا، عن طريق الوزير نفسه ومن خلال تفسير للاتفاق وصف بالغريب من قبل الحكومة اليمنية.
ورفضت حكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربّه منصور هادي تصريحات بريطانية حول ميناء الحديدة تطالب بتسليم الميناء لـ“سلطة محايدة”، معتبرة أن في ذلك “تفسيرا غريبا” يبتعد كليا عن مفهوم اتفاق السويد.
وجاء الموقف الحكومي اليمني في بيان لوزارة الخارجية نشرته، الثلاثاء، ردا على تصريحات لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، في مقابلة مع وسائل إعلام، تطالب بـ”انسحاب الحوثيين من ميناء الحُديدة وتسليمه لجهة محايدة” لم يحددها.
وقال البيان إن الحكومة اليمنية تبدي استغرابها من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية البريطاني لكونها تأتي “في سياق يختلف عما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم، أو حتى ما دار من نقاشات في زيارة هانت الأخيرة للمنطقة”.
وقام الوزير البريطاني، الأحد الماضي، بزيارة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ضمن جولة له في المنطقة بهدف إنقاذ اتفاق ستوكهولم بشأن مدينة الحديدة.
وبدا خلال الفترة الأخيرة أنّ بريطانيا بصدد تطوير موقفها بشكل إيجابي مما يجري في اليمن من خلال وضع الأزمة في إطارها الأشمل والأصحّ والذي يتّصل بالدور الإيراني في المنطقة وتوظيف طهران لوكلاء لخوض صراع على النفوذ من بينهم جماعة الحوثي المتمرّدة.
وظهر ذلك بوضوح من خلال تصريح صحافي لسفير المملكة المتحدة في اليمن مايكل أرون شدّد فيه على أنّ سلامة المملكة العربية السعودية الكاملة وخلو اليمن من أي تأثير إيراني هما أهم أهداف بريطانيا في اليمن، معتبرا أن لا تسوية سياسية قادرة على إنهاء الحرب دون تحقيق ذلك. كما ربط الدبلوماسي البريطاني تصنيف لندن لحزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية بدعم الحزب وتسليحه لميليشيا الحوثي.
اتهام لوزير الخارجية البريطاني من قبل الحكومة اليمنية بالخروج عن سياق ما دار معه من نقاشات خلال جولته الأخيرة في المنطقة