الأخبار
هجوم دبلوماسي على حكومة الوفاق يكبل حركة السراج
هجوم دبلوماسي على حكومة الوفاق يكبل حركة السراج
عملية طوفان الكرامة تكسب دعما دوليا متصاعدا، والجيش الليبي لديه من الإمكانيات ما يسمح له بتدمير السفن المهربة للأسلحة والمعدات.
يتقلص رصيد رئيس حكومة الوفاق فايز السراح شيئا فشيئا لصالح الجيش الليبي وقائده خليفة حفتر الذي بات يحظى بالدعم الإقليمي والتأييد الدولي لعملية طوفان الكرامة لاستعادة السيطرة على طرابلس وإنهاء الانقسام وفوضى الميليشيات في خطوة ستؤدي إلى معالجة مواضيع وقضايا أخرى عالقة على غرار الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا.
تزايدت التحركات السياسية التي يقوم بها المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، بالتوازي مع عملية تحرير طرابلس من قبضة المتطرفين والكتائب المسلحة والمرتزقة.
حقق كلاهما اختراقات ومكتسبات جديدة أقلقت حكومة الوفاق ورئيسها فايز السراج، وأضعفت موقف الجهات والقوى الداعمة له، والتي كان يعول عليها في تبني رؤيته لفرض نفوذ تيار الإسلام السياسي والمتعاونين معه.
ووصل عدد من مستشاري المشير خليفة حفتر إلى واشنطن مؤخرا، استعدادا لزيارة سيقوم بها قائد الجيش الليبي للولايات المتحدة قريبا لإجراء مباحثات مباشرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أجرى اتصالا هاتفيا مع حفتر الشهر الماضي، ثمّن فيه دوره في مجال مكافحة الإرهاب وتفكيك تحالفات المتطرفين مع حكومة الوفاق.
وأكدت مصادر ليبية لـ“العرب” أن الدعم الرئاسي الأميركي للجيش الليبي سيستمر بالصورة التي تمكنه من القضاء تماما على نفوذ الإرهابيين، وفتح باب الأمل لتسوية سياسية تتجنب الأخطاء التي ارتكبها غسان سلامة رئيس البعثة الأممية في ليبيا، وانحيازها لفريق على حساب آخر، وتصميمها على فتح طرق جانبية لتمكين القوى الإسلامية بأي ثمن.
تأتي زيارة حفتر لواشنطن بعد أيام من زيارة قام بها إلى روما، ناقش فيها مع جوزيبي كونتي رئيس وزراء إيطاليا الكثير من القضايا السياسية والأمنية، وبعد زيارة منتظرة لباريس للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، بما يؤكد الرهانات الكبيرة على التوجهات التي يتبناها حفتر، وزيادة فرص تأييده كصمام أمان للاستقرار في الدولة الليبية ومحيطها الجغرافي.
فشل الوفاق
فشل في البحث عن الدعم الدولي
كشفت مسارات العملية العسكرية في طرابلس عن انفضاض الكثير من قادة الميليشيات عن المشاركة في المعارك، بعد أن تلقت كتائبهم ضربات قاصمة الأيام الماضية، وظهرت ملامح تذبذب وارتباك وابتعاد دوائر سياسية كانت مواقفها تمثل دعما لحكومة الوفاق فترة طويلة.
وأكدت جولة السراج الأوروبية الأخيرة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل احتفظت لنفسها بمسافة بعيدة عنه، وأحجمت عن تقديم مساندة سياسية واضحة لحكومته. ولم يكن اللقاء مع تيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية بالحرارة المتوقعة واتخذ طابعا روتينيا.
وتعزز موقف ماكرون في تحميل السراج فشل العملية السياسية والوصول لهذا المأزق. ناهيك عن تراجع جوزيبي كونتي عن تقديم دعم سياسي سخي لحكومة الوفاق، بعدما تأكدت روما أن دعم واشنطن اتجه بقوة ناحية حفتر، وهي إشارة تفرض التجاوب معها من جانب حلفاء الولايات المتحدة، وفي مقدمتهم روما.
زيارة حفتر إلى واشنطن تؤكد الرهانات الكبيرة على التوجهات التي يتبناها وزيادة فرص تأييده كصمام أمان لاستقرار الدولة الليبية