الأخبار
رفع العتب.. المشترك الوحيد بين الفرقاء اليمنيين المتوجهين إلى السويد
رفع العتب.. المشترك الوحيد بين الفرقاء اليمنيين المتوجهين إلى السويد
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: الحل الطويل الأمد في اليمن هو حل سياسي.
الحراك الكثيف المدفوع بإرادة دولية قوية في عقد جولة محادثات جديدة بين الفرقاء اليمنيين في السويد، لا يعني تأمين النجاح لتلك المحادثات والوصول من خلالها إلى الهدف المنشود وهو إيجاد مخرج سلمي للأزمة ووقف الحرب الدائرة في اليمن. فالإعداد للمحادثات لا يبدو جيدا، والأسباب التي أدت إلى فشل جولتي الكويت وجنيف لا تزال قائمة، ولا تطور ملموسا في مواقف أيّ من فرقاء الصراع يمكن البناء عليه.
عدن (اليمن) – يتوجّه الفرقاء اليمنيون، مطلع ديسمبر الجاري إلى السويد، بهدف مشترك ليس بالضرورة التوافق على مخرج سلمي للأزمة ووقف الحرب في اليمن، بقدر رفع العتب وتجنّب تحمّل تبعة تعطيل جولة المحادثات الجديدة التي دفعت نحوها جهود أممية، ووقفت خلفها إرادة دولية بموافقة إقليمية.
ويدرك كلّ طرف في النزاع؛ الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران، مدى تشبّث الطرف المقابل بأهدافه ومطالبه واستحالة زحزحته عنها، ما يعني استحالة التوصّل معه إلى توافق حول السلام.
وأعلن الحوثيون أنّهم سيُشاركون في مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بالسويد، في حال “استمرار الضمانات” بخروجهم وعودتهم إلى اليمن. كما سبق للحكومة اليمنية أن أعلنت موافقتها على المشاركة في المحادثات.
وبدأت المواقف الدولية وتصريحات كبار المسؤولين في الدول المتدخلّة في الملف اليمني بتهيئة الأجواء النفسية لتقبّل فشل جولة محادثات السويد على غرار جولة جنيف الماضية التي أجهضت قبل أن تبدأ بسبب تغيّب الحوثيين عنها، وأيضا على غرار محادثات الكويت التي استمرّت قرابة الثلاثة أشهر وانتهت صيف سنة 2016 دون تحقيق نتيجة تذكر.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تلعب بلادها دورا كبيرا في الدفع نحو عقد محادثات سلام بين الفرقاء اليمنيين، والتي يتولى مواطنها مارتن غريفيث منصب مبعوث أممي إلى اليمن ويقود جهود التقريب بين هؤلاء الفرقاء “إنّ الحل الطويل الأمد في اليمن هو حل سياسي، وسوف نشجع كل الأطراف على البحث عن ذلك والعمل من أجله”.
ومن جهته خفّض الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش سقف التوقعات بشأن تحقيق اختراق، في أمد قريب لإنهاء الحرب في اليمن.
وقال للصحافيين في بوينس أيرس بالأرجنتين حيث شارك في اجتماعات قمّة مجموعة العشرين “لا أريد أن أرفع سقف التوقّعات كثيرا، لكنّنا نعمل بكدّ من أجل ضمان أن نتمكّن من أن نبدأ محادثات سلام مجدية هذا العام، مضيفا “كما تعرفون هناك نكسات”.
ولا تبدي الحكومة اليمنية رضاها عن المعالجات الأممية للملف اليمني، ولا عن تحرّكات غريفيث التي تقول إنّها تشجّع المتمرّدين على فرض الأمر الواقع بالمخالفة لقرار أممي واضح يعتبرهم طرفا معتديا ويحمّلهم مسؤولية ما حدث في اليمن بعد انقلابهم على سلطاته وغزوهم لعدد من مناطقه.
يدرك كل طرف مدى تشبث الطرف المقابل بمطالبه واستحالة زحزحته عنها ما يعني استحالة التوافق معه حول السلام