الأخبار

دعوة سعودية لتطويق أزمة السفارة بين البحرين والعراق

الرياض – دعت المملكة العربية السعودية كلا من العراق والبحرين إلى تجاوز الأزمة الناتجة عن تعرّض مقرّ السفارة البحرينية في بغداد الأسبوع الماضي لأعمال شغب وإنزال العلم البحريني من فوقها، الأمر الذي أغضب المنامة ودفعها إلى استدعاء سفيرها بالعراق.

وتعكس الدعوة السعودية قلق المملكة من تأثير مثل تلك الأحداث على مسار التقارب مع العراق الذي تقوده الرياض وتريد من خلاله إعادة استيعاب البلد داخل المنظومة العربية ومحاولة إخراجه من دائرة النفوذ الإيراني.

وقد بذلت الرياض جهودا في سبيل ذلك وأوفدت عددا من كبار مسؤوليها إلى بغداد كما استقبلت كبار المسؤولين العراقيين وقدّمت وعودا بمشاريع واستثمارات من شأنها أن تساهم في إعادة تنشيط الدورة الاقتصادية للعراق.

ورغم الخطاب الإيجابي للقيادة العراقية الحالية ممثلة على وجه الخصوص برئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، ورئيس مجلس النواب محمّد الحلبوسي بشأن مباركة خطوات التقارب بين العراق والسعودية والدعوة إلى إحداث نوع من التوازن في علاقة بغداد بمختلف عواصم الإقليم، إلّا أن الهاجس يظل ماثلا بشأن وجود قوى عراقية من شخصيات وأحزاب شيعية عاملة على حماية النفوذ الإيراني بالبلد وحريصة على إبقائه ضمن الفلك الإيراني وضرب أي خطوات تقرّبه من البلدان العربية بما في ذلك السعودية.

وكانت أصابع الاتهام قد توجّهت نحو إيران وأذرعها في العراق بتحريك “تظاهرات” في العراق ضدّ مملكة البحرين بسبب احتضانها ورشة اقتصادية تمّ الربط إعلاميا بينها وبين ما يعرف بصفقة القرن بشأن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

انهيار مسار التقارب بين العراق والدول العربية يعني للرياض انتصارا لإيران الساعية عن طريق وكلائها لتفجير ذلك المسار

وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، في بيان صدر الأحد، عن استنكار المملكة الشديد لما تعرضت له سفارة البحرين في بغداد من “أحداث مؤسفة” على يد متظاهرين.

وشدد المصدر السعودي “على أن المملكة وهي تعرب عن إدانتها لهذه الأحداث التي تتنافى مع أبسط قواعد الأعراف الدبلوماسية، وتخالف كافة المواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة، ترحب في الوقت نفسه بموقف الحكومة العراقية من الاعتداء المرفوض، وما اتخذته من إجراءات لتوفير الحماية اللازمة لتأمين سلامة البعثة البحرينية”.

وأهاب المصدر “بقدرة كل من البحرين والعراق على تجاوز تلك الحادثة”، مؤكدا “وقوف المملكة إلى جانب الدولتين الشقيقتين في كل المساعي التي من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.

واستدعت مملكة البحرين الجمعة سفيرها في بغداد للتشاور بعد الاعتداء على السفارة من قبل “محتجين” على ورشة المنامة، داعية الحكومة العراقية إلى حماية الموظفين والدبلوماسيين العاملين بالسفارة. ثم أعلن لاحقا أنّ السفير صلاح المالكي غادر بغداد فعلا عائدا إلى بلاده.

ولاحظ مراقبون أوجه الشبه الكثيرة بين الحادثة والاعتداءات التي تعرّضت لها مقرّات دبلوماسية سعودية في إيران أوائل سنة 2016 وأدت إلى أزمة حادّة بين البلدين لا تزال تبعاتها ماثلة إلى اليوم.

Thumbnail

ويرى طاقم الحكم الحالي في العراق مصلحة حيوية للبلد في تمتين العلاقات مع الدول العربية في فترة محاولة استعادة التوازن إثر الحرب المرهقة ضدّ تنظيم داعش والبحث عن استثمارات لمواجهة أعباء عملية إعادة الإعمار المكلفة.

وانعكس ذلك في تعدّد الاعتذارات من قبل كبار المسؤولين العراقيين لدى البحرين بعد تعرّض سفارتها للاعتداء.

وسارع الرئيس العراقي برهم صالح للاتصال هاتفيا بعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتأكيد “اعتزاز” بلاده “بعلاقاتها مع أشقائه في البحرين”، مشددا على أنه “لن يدع مجالا للنيل من الأواصر الأخوية بين الشعبين”.

وورد في بيان أصدرته الرئاسة لاحقا أنّ الرئيس صالح أكّد خلال المكالمة “استهجان الحكومة والشعب العراقيين للاعتداء المشين على السفارة البحرينية”.

وشدد الرئيس صالح على “التزام الدولة العراقية بحماية المنشآت الدبلوماسية”، مشيرا إلى أنّ هذه التصرفات لا تمت إلى المصلحة العراقية بأيّ صلة، وأن الحكومة قامت بإجراءات لمحاسبة المتورطين والمقصّرين”.

تصاعد الاحتقان
تصاعد الاحتقان

تصاعد تدريجي للاحتجاجات بجنوب العراق

الناصرية (العراق) – أضرم متظاهرون غاضبون، الأحد، النيران في مبنى الإدارة المحلية لقضاء الإصلاح بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد، احتجاجا على تردي الخدمات والفساد وسوء الإدارة. وتتزامن التظاهرة، مع احتجاجات متواصلة في محافظة البصرة جنوبي البلاد، على خلفية ضعف خدمة التزويد بالمياه والطاقة الكهربائية واستشراء الفقر والبطالة.

ويتهم المتظاهرون المسؤولين بالإدارات المحلية في محافظاتهم بالفساد وسوء الإدارة. وسجلت بعض محافظات جنوب العراق احتجاجات شعبية متصاعدة بشكل تدريجي ضد تجدد أزمة الكهرباء بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة التي قاربت الـ50 درجة مئوية. ويحتاج العراق إلى أكثر من 23 ألف ميغاواط في الساعة من الطاقة الكهربائية، لتلبية احتياجات السكان والمؤسسات دون انقطاع، بينما الإنتاج الحالي عند 18 ألف ميغاواط فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى