الأخبار

تدمير300منزلا وعشرات الضحايا من المدنيين

تدمير300منزلا وعشرات الضحايا من المدنيين حصيلة جرائم الانقلابيين في حي الدعوة بتعز

 

“سبتمبر نت”
اوغلت آلة الحرب والدمار المليشاوية في نشر الموت والدمار على نطاق واسع في احياء مدينة تعز جنوبي غرب البلاد منذ ان خاض التحالف المليشياوي لصالح والحوثي حربه العبثية على البلاد وانقلابيه على شرعية الدولة منذ اكثر من عامين ونصف العام.
ومع استمرار الحرب في المدينة بين قوات الجيش الوطني والمليشيا الانقلابية لا تزال قذائف وصواريخ الانقلابيين تمطر العديد من الاحياء السكنية مخلفة عشرات الضحايا من المدنيين وتدمير العديد من المنازل والبنى التحتية للمدينة.
لايزال ركام المباني المنهارة جراء قصف المليشيا ماثلا في كثير من احياء المدينة، في حين لايزال دم الضحايا الابرياء وارواحهم التي ازهقت بينهم مئات من الاطفال والنساء يسجلان ابشع جرائم العصر التي ترتكب بحق المدنيين العزل من قبل مليشيا علي صالح والحوثي الاجرامية.
فوق ذلك تركت المليشيا الانقلابية، مئات الألغام والمتفجرات المحرمة استخدامها دوليا مزروعة في عديد من الاحياء التي كانت تسيطر عليها قبيل تحريرها من قبل قوات الجيش الوطني وتشكل خطرا يهدد حياة عشرات المدنيين اضافة الى ما تلحقه من اضرار في الممتلكات والبنى التحتية.
لم تقتصر المليشيا الانقلابية على القصف العشوائي الذي يستهدف الاحياء الاهلة بالسكان بل ذهبت الى ما هو اكثر جرما وقبحا بتفجيرها عشرات المنازل لعدد من المناوئين لها والمنخرطين في الاعمال القتالية ضدها بصفوف الجيش الوطني في مدينة تعز.
وتحدثت تقارير حقوقية عن أن أكثر من 2000 منزلا ومباني سكنية دمّرت بشكل كلي في عدد من الاحياء السكنية في المدينة ابرزها احياء الدعوة وعصيفرة والجحملية وثعبات والعسكري والكمب والجمهوري وأحياء أخرى، نتيجة القصف المدفعي والصاروخي الذي شهدته تلك الاحياء ولا زالت المليشيا مستمرة فيه.
“سبتمبر نت” نفذ في حي الدعوة احد احياء المدينة المحرر والواقع شرقي المدينة جولة رصد فيها حجم الدمار الذي خلفته المليشيا الانقلابية في قصفها المدفعي والصاروخي الذي يطال معظم الاحياء بشكل شبه يومي.
80% نسبة الدمار
تعرض حي الدعوة قبيل تحرير قوات الجيش الوطني له، من سيطرة المليشيا الانقلابية لقصف عشوائي عنيف ومكثف ومواجهات عنيفة استمرت عدة اشهر خلف ذلك كله دمارا كبيرا في هذا الحي بلغ نحو 80% علاوة على سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين بينهم نساء واطفال.
وتحدث عددا من ساكني الحي لـ “سبتمبر نت” ان مليشيا صالح والحوثي الاجرامية حد وصفهم فجرت عددا من منازل المواطنين بالعبوات الناسفة قبيل انسحابها منها، فيما لاتزال عشرات الالغام الفردية مزروعة في عدد من منازل الحي التي انسحبت منها.
وحول عودة النازحين قالوا: إن الظروف لا تشجع حالياً على عودة العائلات إلى حي الدعوة، على الرغم من استعادته من قبل قوات الجيش الوطني الا ان مئات المنازل دمرت بالكامل ولاتزال الكثير من الالغام والعبوات الناسفة التي خلفتها المليشيا الانقلابية مزروعة في الحي.
ويقول مسؤولون في السلطة المحلية لـ ” سبتمبر نت ” إن المعارك ضد مليشيا صالح والحوثي الانقلابية في حي الدعوة وحده تسبّبت في تدمير أكثر من 300 منزلا، وأغلب البنى التحتية.
واوضحوا انه بعد أن مالت الكفة لصالح قوات الجيش الوطني، اعتمدت المليشيا الانقلابية على استراتيجية زرع الالغام والعبوات الناسفة في الشوارع، وتفخيخ المنازل والمباني، في محاولة لوقف تقدم قوات الجيش وحتى اللحظة تجري الفرق الهندسية في الجيش البحث عنها وتفكيكها.
وحول عودة النازحين الى منازلهم ان ذلك مرتبط بخطة اعادة الاعمار الذي ستنفذها الحكومة الشرعية فور الانتهاء من القضاء على انقلاب المليشيا واستعادة مؤسسات الدولة الشرعية، وان السلطات المحلية تعمل جاهدة لتوفير كل احتياجات النازحين بالعمل مع المنظمات العاملة في هذا المجال
منازل مفخخة
يقول حمدي الصوفي احد افراد قوات الجيش الوطني لـ “سبتمبر نت ” «عندما أتجول داخل منزل مهجور في حي الدعوة المحرّر لا أتجرأ على الاقتراب حتى من علبة صغيرة ».
ونوه الصوفي الذي شارك في تحرير حي الدعوة مع كتيبته ان قوات الجيش حذرت الأهالي من دخول المنازل في الحي الدعوة الا بعد التواصل مع مسؤول عسكري، لأن «معظم المنازل غير آمنة».
واضاف ان إزالة وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة لا يزال مستمرا منذ تحرير الحي، ليصبح الحي قابل للعيش من جديد وحياة ومنازل المواطنين غير مهددة بالمخاطر.
اطالة امد النزوح
ويقول مراقبون وناشطون إن العدد الكبير من المنازل المدمّرة في تعز، سوف يتسبب في إطالة مدّة النزوح، كون آلاف النازحين فقدوا مساكنهم ابرزها حي الدعوة منطقة ثعبات والجحملية والعسكري والكمب والنقطة الرابعة.
وفي السياق، أكدت الناشطة الميدانية حنان الصبري، لـ “سبتمبر نت” أن 2000 منزلا ومبنى سكني على أقلّ تقدير دمرت بالكامل، ما يعني استمرار تشريد أكثر من عشرة ألف أسرة إذا افترضنا أنّ متوسط عدد أفراد الأسرة الواحدة هو خمسة أفراد فقط هذا في حال عادوا جميع النازحين إلى مناطقهم المحررة.
وتضيف الصبري: الأيام المقبلة ربما تشهد ارتفاع هذا العدد إلى أكثر من عشرين ألف يستمرّ نزوحهم إلى حين إيجاد حلا لأزمة السكن التي خلفتها حرب المليشيا الانقلابية، مع استمرار المعارك في أحياء وقرى أخرى ما زالت المليشيا تسيطر عليها”.
في قادم الايام سوف تتصاعد أزمة الحصول على مساكن بصورة مخيفة في مدينة تعز، بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالأحياء السكنية وهذا يعني استمرار نزوح الآلاف لأجل غير مسمّى.
وكان كثير من النازحين عادوا إلي احيائهم بعد تحريرها وعثروا على منازلهم مدمّرة بالكامل، مما اضطروا إلى النزوح من جديد، بحثاً عن مأوى لهم ولأسرهم.
امام كل هذا الخراب والدمار الذي خلفته آلة الحرب التابعة للمليشيا الانقلابية في تعز يبقى السؤال ماثلا عن مصير الآلاف النازحين الذين اضطروا لترك منازلهم، والذهاب إلى مناطق أخرى، هربا من مجازر قذائف مدفعية وكاتيوشا الانقلابيين التي تستهدف المدنيين واحيائهم الأهلة بالسكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى