الأخبار
الرئيس السوداني يراهن على تقسيم الشارع للبقاء في السلطة
الرئيس السوداني يراهن على تقسيم الشارع للبقاء في السلطة
لعبة خطرة تكرّس انقسام السودانيين وتدفعهم لمواجهة بعضهم البعض.
التخويف من الفوضى وإلقاء التبعة على مؤامرة خارجية، من الوسائل التقليدية التي لجأ إليها النظام السوداني في مواجهة موجة الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله.. ما ليس تقليديا هو استقواء النظام ذاته بأنصاره في الشارع ضدّ معارضيه في لعبة تنطوي على كم هائل من المخاطر والمحاذير.
الخرطوم – تعهّد الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الأربعاء، أمام حشد ضم الآلاف من أنصاره بالبقاء في السلطة، بينما كان محتجون، يتظاهرون على بعد بضعة كيلومترات مطالبين إياه بالتنحي.
وأمام موجة الاحتجاجات المتصاعدة ضدّ نظامه، وقلّة وسائله في مواجهتها بإجراءات سياسية واقتصادية حقيقية تخفّف من احتقان الشارع، لجأ البشير إلى لعبة الشارع التي وصفها متابعون للشأن السوداني بـ“الخطرة كونها تقسّم المجتمع إلى جزأين متضادين في بلد لا تنقصه الانقسامات والصراعات”.
وتحدّى البشير معارضيه بأن يهزموه في صندوق الانتخابات وألقى باللوم على قوى أجنبية لم يذكرها بالاسم في تأجيج الاحتجاجات شبه اليومية المستمرة منذ أسابيع بسبب نقص الخبز والعملة.
وقال البشير الذي استهلّ خطابه وختمه بالرقص على موسيقى شعبية وهو يلوّح بعصاه في الهواء “نحن نؤكّد أن تداول السلطة مرحب به، لكن بطريق واحد هو القرار.. قرار الشعب السوداني. قراركم أنتم من خلال صناديق الاقتراع”.
ومن المستبعد أن تؤدّي أي انتخابات تنظّم في السودان إلى تغيير في السلطة التي نشأت أصلا عن انتخابات يصفها السودانيون بالمزوّرة.
وانتشر المئات من رجال شرطة مكافحة الشغب والجنود وعناصر الأمن الذين حملوا رشاشات، في موقع التجمّع في الساحة الخضراء، وهي مساحة واسعة ومفتوحة في الخرطوم.
وكان رجال ونساء وأطفال يحملون لافتات مؤيدة للبشير وصلوا إلى مكان التظاهرة في حافلات منذ الصباح الباكر.
وهذا أول تجمّع يعقد في العاصمة السودانية تأييدا للبشير منذ اندلاع الاحتجاجات.
السودان بمثابة برميل بارود والفوضى التي يحذر منها النظام قد تكون وسيلته الأخيرة في حال عجز عن احتواء الاحتجاجات