الأخبار

الدول الأربع تقابل تعنت قطر بأجندة إجراءات طويلة المدى

الدول الأربع تقابل تعنت قطر بأجندة إجراءات طويلة المدى

 

 

اجتماع القاهرة يؤكد عدم التسامح مع الدور التخريبي الذي تمارسه الدوحة، وواشنطن تتمسك بشرط الالتزام بمواجهة الإرهاب كأرضية لحل الأزمة.

العرب  

 

 

القاهرة – قالت أوساط مصرية مطّلعة إن نقاشات هادئة سادت اجتماع وزراء خارجية كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر الذين اجتمعوا الأربعاء لتدارس الرد القطري، لكنها أكدت أن هناك إجماعا على الاستمرار في الضغط على قطر وفق أجندة إجراءات تدريجية سيتم الرفع من وتيرتها بعد كل فترة زمنية.

يأتي هذا الهدوء في وقت اتسم فيه موقف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالارتباك والخوف من النتائج التي سيعلن عنها اجتماع القاهرة مع الاستمرار في المكابرة والنفي التام للتهم الموجهة للدوحة.

وكشفت المصادر في تصريح لـ”العرب” أن الوزراء الذين بدوا غير متأثرين بالتصريحات والمواقف القطرية التصعيدية، حذروا من أنه لا يمكن الحديث مستقبلا عن حوار أو وساطة بعد أن استنفدت الدول الأربع كل جهدها لإقناع قطر بالتراجع ومنحتها مهلتين متتاليتين دون أن تسمع منها أو ترى إشارات مشجعة على استمرار الوساطات.

وأشارت إلى أن خطة التحرك الرباعية ستبنى على مستويين، أولهما تصعيد إجراءات المقاطعة خليجيا ومصريا، وثانيهما القيام بحملة دبلوماسية لإقناع الدول الصديقة بتجاوزات قطر عن طريق ملفات موثقة والسعي لتوسيع دائرة المقاطعة لتشمل شركاء اقتصاديين في آسيا وأفريقيا وأوروبا.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المقاطعة ستستمر إلى أن تعدل قطر سياستها إلى الأفضل. فيما أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن قرار تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي سيصدر عن المجلس وحده.

عادل الجبير: المقاطعة ستستمر إلى أن تعدل قطر سياستها إلى الأفضل

وقال مصدر مصري لـ”العرب” إن الاجتماع الرباعي تجنب التعاطي مع “التنازلات الشكلية” التي لوحت بها قطر عن طريق وسطاء مختلفين ولم تكن مضمنة بالرد الرسمي الذي حمله المبعوث الكويتي، مضيفا أن التلويح بالتخفيف من حملات قناة الجزيرة ضد مصر ودول الخليج، وطرد بعض القيادات الإخوانية المطلوبة قضائيا، أو قيادات حماس من الدوحة مجرد إجراءات شكلية هدفها المناورة وربح الوقت، وهو أمر لا يبدو أن الدول الأربع ستسمح به مجددا.

وقال بيان مشترك صدر بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع إنه لم يعد ممكنا التسامح مع الدور التخريبي الذي تمارسه قطر.

وأضاف البيان الذي تلاه وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الدول الأربع تعرب عن أسفها للرد السلبي لقطر على المطالب التي قدمت لها، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذت ضد قطر جاءت لتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأربك الهدوء الذي رافق اجتماع القاهرة الطرف القطري، وهو أمر عكسته تصريحات الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي عاد إلى النقطة الصفر من القصة بإطلاق تصريحات عامة والتبرؤ من تهم كتهمة تمويل الإرهاب التي جاءت التصريحات الغربية لتثبيتها على قطر ودعوتها إلى التعاون بجدية فيها.

وقال وزير الخارجية القطري “لا ندري ما سينتج عن هذا الاجتماع، هم قدموا مطالب مؤذية وقمنا بواجبنا وقدمنا الرد عليها، والكرة في ملعبهم، هم المعتدون”. لكنه لم يخف الأزمة التي تعيشها بلاده بالكشف عن تأثر قطر بشكل سريع بالخطوات الأولية للمقاطعة.

وذكر الشيخ محمد بن عبدالرحمن في كلمة له بمؤسسة تشاتام هاوس الدولية البحثية في لندن إن تكلفة الشحن ارتفعت إلى 10 أمثالها بسبب مقاطعة السعودية وحلفائها للدوحة.

وتوقع خبراء اقتصاديون أن تتوالى الاعترافات القطرية بصعوبة المرحلة المقبلة على اقتصاد قطر خاصة إذا نجحت الدول الأربع في تحشيد شركائها الاقتصاديين وراء خيار المقاطعة وفي ضوء فشل الدبلوماسية القطرية في الحصول على مواقف داعمة لها من الدول المؤثرة دوليا.

وجددت الولايات المتحدة الأربعاء دعوتها إلى حل للأزمة القطرية الخليجية في سياق مواجهة الإرهاب. وقال بيان للرئاسة المصرية إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحث مع نظيره الأميركي دونالد ترامب الموقف المصري الخليجي إزاء قطر وتم التشديد على ضرورة مواصلة جهود التصدي للإرهاب.

خالد آل خليفة: قرار تعليق عضوية قطر سيصدر من مجلس التعاون الخليجي

وقال البيت الأبيض إن ترامب دعا للتوصل إلى حل للأزمة الدبلوماسية مع قطر في اتصال هاتفي مع السيسي، وإن الرئيس الأميركي أكد مجددا على حاجة كل الدول “لوقف تمويل الإرهاب”.

وعشية اجتماع القاهرة حذرت أبوظبي مجددا من “فراق” مع قطر التي تعتمد منذ بدء محاولة محاصرتها تجاريا عبر إغلاق الدول الأربع للمنافذ البحرية والجوية والبرية أمامها على إيران وتركيا في وارداتها الغذائية.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش في تغريدة على تويتر “إما أن نحرص على المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه وإما الفراق”.

وتوقع عبدالمنعم سعيد رئيس المركز الإقليمي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة أن تبحث قطر في الفترة المقبلة وساطة أكثر من جهة دولية على أمل تحويل الأزمة إلى شأن دولي، وتعويمها والتسويق لكونها حصارا وليست مقاطعة بسبب التورط في دعم الإرهاب.

وأوضح سعيد الذي عمل مستشارا سياسيا لأمير قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أن الدول الأربع لن تعبأ بذلك، ورجح زيادة العقوبات لإجبار النظام القطري للتراجع عن سلوكه العدواني بالتحريض على الإرهاب وتمويله واستضافة معارضين متشددين.

وأشار سعيد في تصريح لـ”العرب” إلى أن الدول المقاطعة لقطر تدرك أن الدوحة غير جادة في تنفيذ المطالب الـ13، وسوف يتم التصعيد والضغط بمستويات أعلى، ليس على النظام القطري فحسب، بل قد يصل الأمر إلى تركيا، بعدما أفصحت في العلن أنها حليفة قوية لقطر، متوقعا ضغوطا خليجية على أنقرة خلال الفترة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى