الأخبار

اقتتال عنيف يدور بين مقاتلي طالبان وحركة المقاومة

وادي بانشير (أفغانستان)- تعهد زعيم المقاومة في أفغانستان أحمد مسعود بمواصلة القتال ضد حركة طالبان التي تحاول السيطرة على وادي بانشير الإقليم الأخير الصامد ضدها بعد سيطرتها على الحكم في البلاد.

وكتب مسعود في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “لن نتخلى أبدا عن القتال من أجل الله والحرية والعدالة”. واعتبر أن طالبان “اختارت طريق الحرب”.

ويبدو أن تصريحات مسعود جاءت ردا على تقارير غير مؤكدة مفادها أن وادي بانشير وهو الإقليم الوحيد الذي لا تسيطر عليه طالبان، قد تمت السيطرة عليه وأن زعماء المقاومة فروا من البلاد.

أحمد مسعود: طالبان اختارت طريق الحرب في وادي بانشير

وفي أعقاب تلك الشائعات، أطلق مقاتلو حركة طالبان الرصاص في مراسم احتفالية في مختلف أنحاء العاصمة كابول والعديد من الأقاليم الأفغانية، طبقا لما ذكره سكان في كابول وصحافيون محليون الليلة الماضية.

ودعا المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد مقاتلي الحركة إلى عدم إهدار الذخيرة، محذرا من أن إطلاق أعيرة نارية ربما يضر بالمدنيين.

وقالت منظمة “الطوارئ” غير الحكومية التي تدير مستشفى في كابول السبت إنه منذ مساء الجمعة استقبل المستشفى عشرة مصابين بطلقات نارية كما استقبل شخصين توفيا لدى وصولهما.

ودفعت شائعات سقوط إقليم بانشير النائب الأول السابق لرئيس البلاد أمرالله صالح، الذي يقول إنه يقيم حاليا في إقليم بانشير مسقط رأسه، إلى الحديث حول تلك الشائعات. وفي مقطع فيديو نشرته قناة “طلوع نيوز” التلفزيونية الأفغانية، قال أمرالله صالح إن المقاومة ضد طالبان ستستمر.

وعلى مدى خمسة أيام تقريبا دار اقتتال عنيف بين مقاتلي حركة طالبان و”جبهة المقاومة الوطنية” حول وادي بانشير. وفشلت محادثات استمرت لفترة قصيرة في الوصول إلى حل سلمي.

وعرضت طالبان على مسعود منصبا داخل الحكومة لكنه رفض، طبقا لما ذكره فهيم داشتي أحد المتحدثين باسم حركة المقاومة. وتطالب حركة المقاومة بمشاركة سياسية عادلة لجميع الجماعات العرقية، بالإضافة إلى حماية حقوق المرأة وحرية التعبير والانتخابات.

ومنذ عودتها إلى الحكم تسعى طالبان لإظهار صورة أكثر اعتدالاً وانفتاحاً. ووعدت بتشكيل حكومة “جامعة” وأقامت علاقات في الأسابيع الأخيرة مع شخصيات أفغانية كانت معارضة لها، على غرار الرئيس السابق حامد كرزاي ونائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله.

لكن لم تتسرب أي معلومة حتى الآن عن نواياها الحقيقة ولا عن المكانة التي تعتزم منحها لممثلي المعارضة والأقليات. وستمثل تشكيلة حكومتها اختباراً لنيّتها الحقيقية بالتغيير.

وكرّرت دول عدة قولها إنه سيُحكم على النظام الجديد بناء على أفعاله. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في أن تتصرف طالبان بشكل “متحضّر”، كما أن بكين دعتها إلى “قطع” روابطها مع الجماعات الإرهابية.

وبدوره أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي سيزور قطر من الاثنين إلى الأربعاء عن أمله في أن تكون الحكومة التي ستشكلها طالبان “فعلاً جامعة”، وأن تضمّ شخصيات من خارج الحركة تكون “ممثلة للمجتمعات والمصالح المشتركة في أفغانستان”.

محادثات استمرت لفترة قصيرة فشلت في الوصول إلى حل سلمي
محادثات استمرت لفترة قصيرة فشلت في الوصول إلى حل سلمي

وشوهد رئيس الاستخبارات العسكرية الباكستانية فايز حميد السبت في كابول، حيث يُتوقع أن يلتقي مسؤولين كباراً من طالبان التي تقيم معها باكستان روابط وثيقة.

ويُنتظر أيضاً رؤية كيف ستتصرف طالبان حيال مسألة حقوق المرأة إذ أن المجتمع الدولي لا يزال يتذكر الوحشية التي تعاملت بها الحركة مع النساء أثناء فترة حكمها السابقة (196 – 2001).

وأكد القادة الجدد لأفغانستان أن هذه الحقوق ستكون محترمة. لكن هؤلاء لمحوا في الوقت نفسه إلى أن حكومتهم المقبلة قد لا تضمّ أية وزيرة، إذ أن النساء يمكن أن يتسلمن وظائف بمستويات أقلّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى