الأخبار

إصرار المدنيين على احتكار السلطة في السودان ثغرة يحاول الإسلاميون استغلالها

إصرار المدنيين على احتكار السلطة في السودان ثغرة يحاول الإسلاميون استغلالها

أوساط سياسية سودانية تقول إن موقف الحرية والتغيير ينطوي على الكثير من التصلب وتجاهل طبيعة المرحلة الحالية وخطورتها بإصرارهم على توليهم لوحدهم قيادة دفة المرحلة الانتقالية.
الخرطوم- أعلن قيادي في تحالف الحرية والتغيير في السودان الاثنين أن الخلاف مع المجلس العسكري حول رئاسة المجلس السيادي المنوط له بإدارة الفترة الانتقالية في البلاد لا يزال قائما.
يأتي ذلك مع استمرار المباحثات بين الجانبين على أمل حل هذه العقدة، خاصة وأن الأزمة لا تحتمل المزيد من المراوحة، في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة ووجود قوى محسوبة على المنظومة القديمة تحاول العودة والانقضاض على المشهد مجددا.
وقال عضو وفد التحالف في المفاوضات مع المجلس العسكري حول تسليم السلطة للمدنيين، ساطع الحاج إن “الخلاف حول رئاسة المجلس السيادي ونسب مشاركة المدنيين والعسكريين مستمر”.
واتفق المجلس العسكري الحاكم في السودان وقوى الاحتجاج على أن يستأنفا مساء الاثنين التفاوض حول تشكيلة مجلس يدير شؤون البلاد، بعد أكثر من شهر على الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

موقف المدنيين ينطوي على الكثير من التصلب وتجاهل خطورة المرحلة بإصرارهم منفردين على قيادة الفترة الانتقالية

وكانت المفاوضات قد استؤنفت حوالي الساعة 21:00 (19:00 ت.غ) الأحد، وتواصلت طوال الليل حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين. وتابع الحاج إن “الاجتماع المطول الذي انفض صباحا تخلله عصف ذهني من الأطراف (…) ونحن كقوى حرية وتغيير تمسكنا بأن يكون رئيس مجلس السيادة مدنيا وغالبية الأعضاء من المدنيين”.
وأضاف “بررنا ذلك لأن المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي لن يقبل التعامل مع حكومة عسكرية إضافة إلى المزاج الشعبي الذي يرغب في حكومة مدنية”. إلا أن المجلس العسكري تمسك بأن يكون رئيس المجلس السيادي من العسكريين، وفقا للحاج “وبغالبية أيضا من العسكريين، وبرروا ذلك بالتهديدات الأمنية التي تواجه البلاد”.
وأكد الحاج استمرار التفاوض للوصول إلى منطقة وسطى تنهي الخلاف حول المجلس السيادي خاصة وأن الأجواء التي سادت الجولة السابقة من المفاوضات كانت إيجابية. وكان المتحدث باسم المجلس العسكري شمس الدين كباشي قد أشار في مؤتمر صحافي فجر الاثنين بالقصر الجمهوري، إلى مواصلة المحادثات “آملين الوصول إلى اتفاق نهائي”. وأوضح أنه “تمت مناقشة هيكلية السلة السيادية”.
وفي تغريدة على تويتر فجر الاثنين، كتب “تجمع المهنيين السودانيين”، رأس حربة الاحتجاجات، “لا نستعجل النصر المبين”.  وأضاف أن “التفاوض مع المجلس العسكري مهما حقق من نجاحات أو واجه من عثرات فهو ليس سدرة منتهانا بل هو درجٌ سامٍ نخطوه بوسعٍ وثبات نحو تمام الوصول وكمال البناء”.
وتقول أوساط سياسية سودانية إن موقف الحرية والتغيير ينطوي على الكثير من التصلب وتجاهل طبيعة المرحلة الحالية وخطورتها بإصرارهم على توليهم لوحدهم قيادة دفة المرحلة الانتقالية.
وتشير الأوساط إلى أن هذا الموقف قد يعطي بعض المتربصين ذريعة للتشويش على المرحلة الانتقالية وربما أخذ البلاد باتجاه الفوضى، وهناك مؤشرات عدة توحي باستعداد هؤلاء للذهاب بعيدا في ذلك وهو ما ترجم في التحركات الاحتجاجية التي قادتها بعض الوجوه الإسلامية الرادكالية تحت شعار “الإسلام بالسودان في خطر”.
وتدعو هذه الأوساط إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق واقعي يأخذ بعين الاعتبار كل التحديات التي تواجه البلاد. وأعلن الاتحاد الأفريقي، الاثنين، دعمه القوي لأي اتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في السودان.
تدهور الأمن في العاصمةتدهور الأمن في العاصمة
جاء ذلك في لقاء جمع المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري، شمس الدين كباشي، ومبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لباد، بالقصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم. ونقل بيان صادر عن إعلام المجلس العسكري، عن لباد تأكيده أن الاتحاد الأفريقي يشجّع تواصل خطوات الحوار وتسريعها.
وأوضح لباد، أنه اطّلع، خلال اللقاء، على “أجواء التفاوض التي تتحسن بشكل ملحوظ بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، والخطوات الملموسة التي تم إنجازها خلال سلسلة المفاوضات التي جرت بين الجانبين”.
وكانت المحادثات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير قد عُلّقت الأربعاء 72 ساعة بقرار من رئيس المجلس العسكري الفريق عبدالفتّاح برهان الذي اعتبر أنّ الأمن تدهور في العاصمة حيث أقام المتظاهرون متاريس في شوارع عدّة، ودعا إلى إزالتها. ومنذ 6 أبريل الماضي، يعتصم الآلاف من السودانيين، أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم؛ للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى