الأخبار

الإمارات وإندونيسيا تفتحان أبواب التحالفات الاقتصادية

جاكرتا – أكد محللون أن الاتفاقيات، التي أبرمتها الإمارات خلال زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إندونيسيا، تشكل نقلة كبيرة في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وستعطي دفعة قوية لتطوير المجالات القابلة للاستثمار المتبادل.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن البلدين وقعا بحضور ولي عهد أبوظبي والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الأربعاء 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية بلغت نحو 9.7 مليارات دولار معظمها في مجالات الطاقة والاستثمار.

وتستهدف الاتفاقيات قطاعات استراتيجية في الإمارات ضمن خطط التوسع شرق آسيا وفي مقدمتها صناعة البتروكيماويات والدفاع والسياحة وتعزيز التبادل التجاري، فضلا عن الاستثمار في الثروة السمكية والشحن البحري والموانئ.

وتأتي الخطوة استكمالا للجولة، التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد في آسيا بعد أن اختتم فيها زيارة استمرت ثلاث أيام إلى الصين، شهدت توقيع 16 اتفاقية في المجالات الدفاعية والتجارية والبيئية، إضافة إلى التعليمية والجمارك والطاقة.

سلطان الجابر: التعاون الاستراتيجي بين أدنوك وبرتامينا يعزز شراكات البلدين

ومن أبرز الاتفاقيات الموقعة تلك المتعلقة بالشراكة الاستراتيجية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) مع نظيرتها الإندونيسية بي.تي برتامينا بهدف التعاون في مجال النفط والغاز في كلا البلدين.

كما أبرمت شركة شاندرا أسري للبتروكيماويات الإندونيسية اتفاقية مع شركة مبادلة للاستثمار بأبوظبي وشركة الطاقة النمساوية أو.أم.في لاستكشاف فرص في البتروكيماويات، بحسب ما قالته الشركات الثلاث في بيان مشترك.

كما تعتبر الشراكة بين مجموعة موانئ دبي العالمية ومجموعة ماسبيون غروب الإندونيسية لبناء ميناء في جاوة الشرقية، بتكلفة 1.2 مليار دولار، إحدى أكبر الصفقات في هذه الزيارة.

وأجرى الزعيمان أيضا محادثات حول زيادة الاستثمار في قطاع السياحة بإندونيسيا، والسماح لشركات البناء الحكومية الإندونيسية بالمشاركة في مشروعات بدولة الإمارات.

ونسبت وكالة أنباء الإمارات إلى وزير الدولة الرئيس التنفيذي لأدنوك سلطان الجابر قوله إن “الشراكة بين أدنوك وبرتامينا سوف ترسخ علاقات التعاون والشراكات الاستراتيجية والاستثمارات في مختلف أنحاء العالم”.

وأضاف “إندونيسيا تمتلك قاعدة صناعية واسعة وتمثل إحدى أسواق الطاقة التي تشهد نموا متسارعا لذلك نسعى لتوفير المزيد من الفرص وتطوير المشاريع التي تحقق أهدافنا الاستراتيجية المشتركة”.

وأشار إلى أن “التعاون سيعزز القيمة المضافة في كل مجالات وجوانب محفظة أعمالنا، كما أنه يدعم أهدافنا الطموحة لتوسيع نطاق استثماراتنا الدولية لترسيخ مكانة أدنوك كشركة عالمية للطاقة”.

ويتضمن الاتفاق مشاريع في أنشطة المنبع بقطاع النفط والغاز في الإمارات وكذلك التكرير والبتروكيماويات والغاز الطبيعي المسال وغاز البترول المسال ووقود الطائرات وبيع الوقود بالتجزئة في إندونيسيا.

كما سيستكشف الجانبان التعاون في مجالات النقل والتجارة والتخزين في الإمارات.

وقالت نيك ويدياواتي المديرة الإدارية والرئيسة التنفيذية لشركة برتامينا “تخطط برتامينا لزيادة طاقتها التكريرية بإضافة مليون برميل يوميا من خلال تنفيذ مشاريع الخطة الرئيسية لتطوير المصافي والمصافي محليًّا”.

وأكدت أنها على ثقة بأن الشراكة مع أدنوك تمثل إنجازا مهما لبرتامينا لتأمين إمدادات الطاقة من الخارج.

وتعد برتامينا شركة طاقة مملوكة للدولة في إندونيسيا، وتدير أعمالا متكاملة تشمل كافة مجالات ومراحل قطاع الطاقة في إندونيسيا، كما تعمل على توسعة وتعزيز حضورها في الخارج.

وقالت فجرية عثمان المتحدثة باسم برتامينا لوكالة رويترز إن “أدنوك تشارك أيضا في عطاء لبرتامينا لتحديث مصفاة باليكبابان التابعة لها”.

9.7 مليارات دولار قيمة الاتفاقيات الموقعة بين الإمارات وإندونيسيا خلال زيارة ولي عهد أبوظبي

ومن المتوقع أن تختار برتامينا، التي تمتلك 6 مصاف لتكرير النفط في البلاد بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 1.1 مليون برميل يوميا، في أكتوبر المقبل شريكا في مشروع المصفاة، الذي تُقدر تكلفة المرحلة الأولى له بنحو 3.2 مليار دولار.

أما موانئ دبي العالمية فستقوم وفق شراكتها مع ماسبيون غروب بإنشاء ميناء حاويات ومنطقة لوجستية صناعية، ويتوقع أن يتم بدء العمل على المشروع في وقت لاحق من العام الجاري، فيما يخطط لتدشين العمليات التجارية خلال النصف الأول من 2022.

ويعد المشروع المشترك، الذي ستبلغ قدرته الاستيعابية 3 ملايين حاوية سنويا، الأول من نوعه في قطاع النقل الإندونيسي بشراكة مع القطاع الخاص، تضم شريك استثمار أجنبي مباشر.

وانتهى امتياز موانئ دبي العالمية، إحدى أكبر شركات تشغيل الموانئ في العالم، في مرفأ سورابايا للحاويات في أبريل.

وتضم محفظة أعمال موانئ دبي العالمية أكثر من 78 محطة بحرية وبرية موزعة على 6 قارات بما في ذلك المشاريع الجديدة قيد الإنجاز في كل من الهند وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.

وشهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تناميا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة وخاصة على مستوى التجارة، إذ بلغت قيمة المبادلات السنوية نحو 3.7 مليار دولار خلال الأعوام القليلة الماضية.

وبحسب أرقام وزارة الاقتصاد الإماراتية، وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين إلى قرابة 2.3 مليار دولار بنهاية العام الماضي.

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تضاعف بأكثر من 6 مرات خلال الفترة الممتدة من عام 2000 حتى نهاية 2018.

ويشكل ملتقى الأعمال الإماراتي الإندونيسي حجر الزاوية في تطوير العلاقات الاقتصادية كونه يوسع مجالات التعاون بهدف استكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية في شتى المجالات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى