الأخبار

قطر تكثف الوسطاء مع السعودية وتستمر بالهروب إلى الأمام

قطر تكثف الوسطاء مع السعودية وتستمر بالهروب إلى الأمام

لائحة مطالب متكاملة لخروج قطر من أزمتها تحول دون ادعائها نصرا معنويا غير حقيقي.

العرب  

 

أين ذهب الزبائن

الكويت – قللت مصادر خليجية من فرص نجاح أي وساطة تقوم بها جهة عربية أو أجنبية لتبريد الأزمة بين دول الخليج وقطر ما دامت الأخيرة تعتمد على توسيط أكثر من جهة دولية وعربية ودون أن تقدم لها التعهدات الضرورية التي يمكن من خلالها تليين الموقف السعودي.

وأشارت المصادر لـ“العرب” إلى أن اليومين القادمين سيشهدان تقديم لائحة محددة وواضحة مطلوب من قطر الالتزام بها إذا كانت تسعى إلى حل الأزمة مع دول الجوار ومصر.

وأضافت “أن اللائحة تنطلق من المطالبات الخليجية لقطر عام 2014 والتي تعهدت الدوحة الالتزام بها، لكنها ستكون أوسع وأشمل بما يمنع التلاعب في آليات التنفيذ كما حدث في المرة السابقة”.

وأكدت أن الدول الخليجية المعنية بالمقاطعة ليست على عجل في التوصل إلى حلول سياسية ناقصة أو أن تترك فرصة للدوحة أن تفلت من المقاطعة و“ادعاء النصر المعنوي”، وهو الشأن الذي تركز عليه وسائل الإعلام التابعة لها على العكس من الحقائق على الأرض.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الجمعة إنه يجري العمل على وضع قائمة شكاوى بشأن قطر وستعلن قريبا.

وفي كلمة للصحافيين في لندن قال الجبير إنه لن يصف القائمة بأنها مطالب لكنها قائمة شكاوى تحتاج لأن يتم التعامل معها ويحتاج القطريون لعلاجها.

وأضاف أن السعودية تعمل مع الشركاء في البحرين والإمارات ومصر لإعداد هذه القائمة وتقديمها لقطر مشيرا إلى أن ذلك سيتم قريبا.

وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قد استنجد بروسيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا للتدخل لدى السعودية، لكن غياب الجدية القطرية في الوساطة جعلت مسؤولي هذه البلدان يكتفون بتصريحات عامة عن ضرورة الاحتكام إلى الحوار والتهدئة بين دول مجلس التعاون، ولم تستمر في وساطتها عدا تركيا المنحازة لقطر.

عادل الجبير لدينا قائمة مطالب يحتاج القطريون لعلاجها

 

وقال متابعون لشؤون الخليج إن السعودية، التي عرفت بسياسة النفس الطويل في التعاطي مع الأزمات، قد تضطر إلى إغلاق الباب أمام الوسطاء ما لم تعلن قطر بشكل علني عن استجابتها للشروط العشرة التي سبق أن أعلنتها الرياض لفتح باب الحوار أمام الدوحة والقبول بعودتها إلى البيت الخليجي.

وضمت قائمة الشروط السعودية، المدعومة من الإمارات والبحرين ومصر، دعوة إلى طرد أعضاء حركة حماس، وأعضاء الإخوان المتواجدين في قطر، فضلا عن إيقاف بث قناة الجزيرة، والاعتذار الرسمي لجميع الحكومات الخليجية عما بدر من إساءات من هذه القناة، ومراجعة الدوحة علاقاتها مع إيران بما يتماشى والتزامات عضويتها في مجلس التعاون.

ولفت المتابعون إلى أن الباحث عن أي وساطة يفترض أن يقدم التنازلات التي تشجع الطرف المقابل على الجلوس إلى طاولة التفاوض، وهو ما لم يتحقق خاصة مع ما يطرحه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي يراهن على وساطة فضفاضة تنتهي بإعطاء الحق لقطر والتشكيك بمشروعية المقاطعة المسلطة عليها بسبب رعايتها لمجموعات مصنفة إرهابية واستمرارها في التدخل بشؤون جيرانها.

وعلى العكس، لا تزال قناة الجزيرة مستمرة بحملتها على دول الجوار. كما لم توقف الدوحة تواصلها مع قيادات على قائمة الإرهاب الخليجية.

وأعلن سفير البحرين لدى روسيا أحمد عبدالرحمن الساعاتي عن امتلاك أدلة على دعم قطر واتصالاتها المباشرة من بعض المسؤولين مع المنظمات الإرهابية واجتماعات في لندن والدوحة ودعمها ماليا.

وتحاول الدوحة ربح الوقت واستثمار معطيات هامشية للإيحاء بنجاحها في كسر المقاطعة مثل الغمز من قناة صفقة الطائرات مع الولايات المتحدة على أنها “حياد أميركي” في الأزمة، فيما يستمر المسؤولون الأميركيون في تأكيد الفصل بين الصفقة المقررة مسبقا، وبين التزام قطر بوقف دعمها للإرهاب.

وعكست اللقاءات التي أجراها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي مع مسؤولين أميركيين بارزين بينهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون ثبات الموقف الأميركي في الأزمة مع قطر.

وأعلن الشيخ عبدالله أنه التقى ستيفن منوشين وزير الخزانة الأميركي وناقشا الجهود المشتركة لإغلاق شبكات تمويل الإرهاب و“القائمة الجديدة” التي أصدرتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين مؤخرا والتي صنفت فيها 59 شخصا و12 كيانا على قوائم الإرهاب المحظورة.

ويرى المراقبون أن سياسة الهروب إلى الأمام التي تمارسها قطر الآن لا يمكن أن تستمر طويلا بسبب التأثيرات القوية للمقاطعة عليها، ومن ثمة اضطرارها إلى البحث عن مخارج جدية للأزمة.

وأضافوا أن قطر ستجد نفسها بعد فترة في مواجهة مع المجتمع الدولي ككل الذي يتحرك بقوة لمواجهة الإرهاب، ويعمل على ضرب شبكات الدعم والإسناد التي تقف وراء تنظيمات مثل داعش والقاعدة.

ويعتبر هؤلاء أن الحرب على الإرهاب ستأخذ مدى أعمق ولن تقف عند تفكيك شبكات التمويل التي تقف قطر في محورها، وأن هذه الحرب ستبدأ بضرب الحاضنة الروحية والفكرية للتنظيمات، وخاصة الفتاوى التي تمجد العمليات الإرهابية.

وتحتضن الدوحة قائمة من المتهمين بإصدار فتاوى القتل مثل يوسف القرضاوي، فضلا عن قيادات جماعة الإخوان التي مثل فكرها حاضنة للتشدد عبر زرع أفكار تكفير المجتمع واعتزاله، وتكفير الغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى