ويجمع خبراء في الشؤون الخليجية على أن قطر تسعى لتعطيل العجلة الخليجية لصالح أجندات خارجية، لا سيما مع إيران وتركيا، وأن مقاومة الدوحة لدينامية مجلس التعاون هدفها الاستمرار في مسعاها الطويل في العقود الأخيرة لتوفير كل سبل التهديد ضد كافة دول المجلس الأعضاء.
واعتبر وزير الإعلام السعودي عواد بن صالح العواد، أن القمة الخليجية تحمل رسائل ودلالات تتجاوز الدول الخليجية لتشمل المنطقة العربية والعالم الإسلامي.
وقال العواد في تصريح لـ”العرب” إن مجلس التعاون “لا يؤثر على أبناء الخليج فقط وإنما يؤثر بما يملكه من ثقل واستقرار وقوة اقتصادية على العالم العربي والإسلامي، لذلك تتطلع كافة الدول بما فيها الدول الصديقة إلى نتائج هذه القمة التي تابعها أكثر من 300 إعلامي من مختلف أنحاء العالم”.
ولفتت مراجع دبلوماسية خليجية إلى أن قطر تتصرف بصفتها دولة كبرى تريد فرض خياراتها على الخليجيين وقمتهم. ورأى هؤلاء أن التصعيد القطري هدفه أيضا مواصلة الحملة التي تشنها الدوحة ومنابرها الإعلامية ضد السعودية بصفتها السقف الراعي لمسار التكامل الخليجي.
وشددت هذه المراجع على أن التصعيد القطري لا يعدو كونه ضجيجا يعبر عن ضيق خيارات الدوحة كما يعبر عن رهان قطر على تحولات تسعى إليها أنقرة وطهران، ويعكس توق الدوحة المستميت للاستفادة من أي ضغوط تمارس ضد الرياض في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وخلصت مصادر مواكبة لاجتماعات القمة الخليجية إلى أن المجلس عامة والسعودية خاصة حريصان على حماية مجلس التعاون ورد أي محاولات للنيل من البناء الخليجي. ورأت المصادر أن كل الخليجيين باتوا مدركين للدور القطري الذي يسعى لإرباك مجلس التعاون. وأضاف هؤلاء أن الدوحة تسعى للهروب إلى الأمام وقطع الجسور مع الجوار الخليجي للالتحاق بأنظمة الإسلام السياسي، في إيران وتركيا، الذي ترعاه وتنتمي إليه منذ عقود.