الأخبار

ظهور رئيس الأركان الأردني المتكرر رسالة طمأنة للداخل مما هو قادم

ظهور رئيس الأركان الأردني المتكرر رسالة طمأنة للداخل مما هو قادم

محللون: الهواجس التي تعصف بالمؤسسة الرسمية في الأردن لا تنحصر فقط في مسألة خطة السلام الأميركية، بل أيضا في التوتر المتصاعد في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة.
عمان – يسجل حضور لافت لقائد أركان القوات المسلحة الأردنية محمود عبدالحليم فريحات في الآونة الأخيرة، موجها جملة من الرسائل للداخل والخارج، في مقابل تراجع ظهور وتصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وحتى الطاقم الدبلوماسي ممثلا بوزير الخارجية أيمن الصفدي.
وترى دوائر سياسية أن ظهور الفريق الركن عبدالحليم فريحات المتكرر وجولاته في المحافظات الأردنية فرضتها طبيعة المرحلة الحالية، خاصة مع اقتراب الإعلان عن خطة السلام الأميركية المعروفة بصفقة القرن، والتي يخشى من ارتداداتها على الوضع داخل المملكة.
ويبدي الأردن قلقا من أن تتضمن الخطة إسقاطا لحق العودة وما يعنيه ذلك من توطين لأكثر من مليوني لاجئ فلسطيني داخل المملكة. فضلا عن إنهاء وصاية المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والتي تقرّها اتفاقية وادي عربة للسلام الموقّعة في العام 1994 بين إسرائيل والأردن.
ويجد العاهل الأردني نفسه في موقف صعب خاصة وأن بلاده لا تملك آليات مواجهة مثل هكذا ظرف، وتقول الدوائر إنه بظهور رئيس أركان الجيش يريد الملك عبدالله الثاني تأكيد التفاف المؤسسة العسكرية حوله، وإرسال رسائل طمأنة للداخل بأنه الوضع ممسوك به. وخلال مأدبة إفطار مع المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى من الضباط وضباط الصف في محافظات الجنوب كرّر رئيس هيئة الأركان الأردنية، التأكيد على أن قواته على يقظة وجاهزية كاملة في التعامل مع التحديات التي تواجه المملكة.
وشدد فريحات على موقف الملك عبدالله الثابت من صفقة القرن وما يشاع حولها من تحليلات وتأويلات، مضيفا “المملكة الأردنية الهاشمية كاملة السيادة وسيدة قرارها”. وأكد على أنه لن يكون هناك تنازل عن حق الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، لافتا إلى تحركات الملك عبدالله لحشد الرأي العام لهذه الغاية، مشددا على “أننا سندافع عن سيادتنا وإرثنا التاريخي بكل ما أوتينا من قوة وعزم”. وكانت أنباء تحدثت في السابق عن غضب الملك عبدالله من تجاهل الإدارة الأميركية له ورفضها اطلاعه على التفاصيل السياسية لخطة السلام، واقتصارها على توضيح الجانب الاقتصادي منها.
ويرى محللون أن الهواجس التي تعصف بالمؤسسة الرسمية في الأردن لا تنحصر فقط في مسألة خطة السلام الأميركية -وإن كانت طبعا لها التأثير المباشر والأخطر- بل أيضا في التوتر المتصاعد في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة، وسط قلق من أن أي خطأ في الحسابات قد يقود إلى مواجهة شاملة بين الطرفين تطال نيرانها كامل المنطقة. ولحد الآن لا توجد نية لدى كل من إيران والولايات المتحدة إلى خروج الصراع عن الخطوط الحمراء المرسومة، ولكن مراقبين يرون أن أي خطوة قد تشعل فتيل المواجهة.
ويضيف هؤلاء أن الأردن لن يكون بعيدا عن أجواء هذا الصراع بحكم موقعه الجغرافي المحاذي للعراق وسوريا، حيث توجد قوات للحرس الثوري الإيراني وميليشيات شيعية موالية له، وهذا ما يفسر تأكيد الفريق الركن محمود عبدالحليم فريحات في إطلالاته الأخيرة على أن الوضع على الحدود تحت السيطرة لطمأنة الشارع.
ويقول المراقبون إن الأردن يبدو على صفيح ساخن، وقدرته على امتصاص التوترات القادمة من خلف حدوده ضعيفة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها منذ سنوات، والتي تنذر بالمزيد من التفاقم مع تراجع أولويات الدول الداعمة له في المنطقة، وذلك من الأسباب الرئيسية التي دفعت إلى ظهور رئيس الأركان بشكل متكرّر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى