نيويورك – فشلت بريطانيا المهمشة سياسيا في أوروبا والتي تبحث عن دور عالمي في زحزحة موقف فرنسا وروسيا، واستفزت الأميركيين إلى درجة تعطيلهم مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن يحث على وقف فوري للعمليات العسكرية في ليبيا، في وقت صارت فيه إيطاليا في عزلة أوروبية نتيجة لموقفها الذي يعكس رؤية تركية قطرية للأحداث في ليبيا.
وبدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة الغموض بشأن موقف الولايات المتحدة مما يجري في العاصمة الليبية ومحيطها، حين كشف البيت الأبيض عن اتصال هاتفي بينه وبين قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر. وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب تحدث هاتفيا مع حفتر يوم الاثنين وتناولا “الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والحاجة إلى إحلال السلام والاستقرار في ليبيا”.
وجاء في البيان أن ترامب “أقر بدور المشير الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وتناولا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر”.
وجاء بيان البيت الأبيض حاسما لجهة تحديد الموقف الأميركي تجاه أطراف النزاع، لكن الأهم أن وضوح موقف واشنطن قلب موازين القوى بشكل نوعي، إذ بات قائد الجيش الوطني الليبي يحوز على دعم واضح من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، فضلا عن حاضنة عربية واسعة تضم بدورها دولا ذات تأثير مثل مصر.
وأشار مراقبون إلى أن وضوح الموقفين الأميركي والروسي هو بمثابة ضوء أخضر لحفتر بضرورة إنهاء المهمة في تحرير طرابلس من سيطرة الميليشيات، وتبديد مخاوف الليبيين من مخاطر استمرار وضع ملتبس على حدود العاصمة.
ويشار إلى أن قوات حفتر أحكمت قبضتها منذ أيام على مداخل العاصمة الليبية بانتظار اللحظة الحاسمة التي يصدر فيها القرار بدخول المدينة، وتمركزت القوات في الضواحي الجنوبية لطرابلس على بعد نحو 11 كيلومترا عن وسط المدينة.
وحرص قائد الجيش الوطني الليبي على استثمار تبدل المزاج الدولي لفائدته بالتأكيد على أن قواته تسعى لإنهاء العمليات العسكرية في ليبيا في أقرب وقت، مشيرا في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي إلى أنه حريص على إنهاء العمل العسكري في عدد من مناطق ليبيا في أقرب الأوقات، ولافتا إلى أن قواته بصدد محاربة أطراف مسلحة غير نظامية تسيطر على عدة مناطق في العاصمة دون وجه حق.