الأخبار

رئيس الوزراء اللبناني من دافوس نعول على دعم السعودية والإمارات

رئيس الوزراء اللبناني من دافوس نعول على دعم السعودية والإمارات

الحريري يجتمع مع الجبير في أول لقاء مع مسؤول سعودي رفيع منذ أزمة استقالته.

العرب  

دافوس (سويسرا) – أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن حكومته تعوّل على مساعدة دول الخليج وبالخصوص المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي يعيش على وقعها لبنان.

جاء ذلك في كلمة له، مساء الأربعاء، في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تحتضنه مدينة دافوس السويسرية.

ويشهد الوضع الاقتصادي في لبنان تدهورا واضحا نتيجة تداعيات الأزمة السورية، وما خلقته من أجواء منفرة للسياح في لبنان، فضلا عن وجود أكثر من مليون لاجئ سوري، شكّلوا عبئا كبيرا على خزينة الدولة.

وتأثر الاقتصاد اللبناني بشكل واضح أيضا بتراجع الاستثمارات الخليجية نتيجة تباينات سياسية بسبب طريقة التعاطي اللبناني مع مساعي حزب الله فصل لبنان عن محيطه العربي وجرّه نحو خندق إيران، فضلا عمّا تثيره السياسة الخارجية اللبنانية في عهد جبران باسيل من إشكالات حيث أنها لطالما “غردت خارج الإجماع العربي”، ودعمت توجهات الحزب حليف التيار الوطني الحر الذي يقوده باسيل.

وتعوّل الحكومة اللبنانية على ثلاثة مؤتمرات دولية ستعقد خلال الأشهر القليلة القادمة في كل من باريس وروما وبروكسل، علها توفر حزام أمان لاقتصاد البلاد المتهالك أيضا بسبب الهدر والفساد المستشريين والذي تتحمّل النخبة السياسية في لبنان المسؤولية عنهما.

ويأمل اللبنانيون في أن تكون دول الخليج في مقدمة المساهمين في هذه المؤتمرات، خاصة وأن هذه الدول وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت كانت سبّاقة في دعم لبنان على مختلف الأصعدة وخاصة في المحطات الفارقة التي عاشها بدءا بالحرب الأهلية في ثمانينات القرن الماضي، مرورا بإعادة الإعمار التي تمّت على إثر حرب 2006، واستمر هذا الدعم حتى السنوات الأخيرة، قبل أن يتراجع نتيجة السلوك السياسي الذي بدا عاجزا عن مواجهة تجاوزات حزب الله ضدها.

وقال الحريري “نعتمد على السعودية والإمارات العربية لمساعدة لبنان، ونرغب في أن يستثمروا في لبنان وأن يبنوا شراكة فعلية مع بلادنا”.

وشدد على أن علاقته بالمملكة العربية السعودية على أفضل ما يرام وأن ما حصل في 4 نوفمبر أي الاستقالة بات من الماضي وصدر عنه أمر إيجابي إلى حدّ ما وهي سياسة النأي بالنفس وهي التي ستفيد لبنان.

وأوضح “لدينا مصالح وروابط تاريخية مع الدول العربية ويجب المحافظة عليها، وهناك تحديات كبيرة جداً في لبنان”.

وكان الحريري قد اجتمع في وقت سابق بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في لقاء هو الأول له مع مسؤول سعودي رفيع منذ استقالته التي تراجع عنها.

ونشرت وزارة الخارجية السعودية، على حسابها بـ”تويتر”، صورة للقاء الذي جمع الجبير والحريري، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي تستمر فعالياته حتى الجمعة 26 يناير الجاري، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل.

وكان الحريري قد قدّم استقالته من رئاسة الوزراء في 4 نوفمبر الماضي من الرياض، وأرجع الحريري، آنذاك، قرار استقالته إلى “مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكّن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه”.

وأثارت طريقة تعاطي القيادة اللبنانية مع الاستقالة غضب الرياض خاصة وأنه تمّ تحريف الأنظار عن الأسباب الحقيقية التي أدت إليها عبر الترويج داخليا وخارجيا إلى أن المملكة العربية السعودية ضغطت على الحريري لاتخاذ هذه الخطوة، التي تراجع عنها في ما بعد.

ويرى مراقبون أنّ تصريحات الحريري أمس واللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وقبلها بشهر عودة العلاقات الدبلوماسية، كلها مؤشرات تصبّ في إطار عودة تدريجية للعلاقات السعودية اللبنانية.

وكانت مصادر من تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري قد أكدت أن الأخير سيزور قريبا السعودية، التي تعد الداعم الرئيسي له ولتياره، وهو المقبل على استحقاق مصيري متمثل في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في مايو المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى