الأخبار

خطوات الأسد لا تسعف لافروف في اختراق الموقف الخليجي

خطوات الأسد لا تسعف لافروف في اختراق الموقف الخليجي

مراقبون يرون أن الجهود الروسية في محاولات التخفيف من الوجود الإيراني غير كافية، خاصة وأن الأسد يصر على فرض العلاقة مع طهران كأمر واقع

جهود روسيا لإحداث اختراق في الموقف الخليجي من النظام السوري، تواجه تعثرا في ظل إصرار بشار الأسد على المضي قدما في علاقته مع إيران التي تشكل مصدر خطر للأمن القومي العربي، وتهربه من إجراء تسوية سياسية عادلة.

أبوظبي – اختتم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف جولته الخليجية، الخميس، بلقاء ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، حيث بحث الطرفان، العلاقات الثنائية، مع استعراض عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، أن اللقاء ركز على مساعي البلدين وحرصهما المشترك على دعم مختلف مساعي ومبادرات تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

وبدأ لافروف الاثنين جولة في المنطقة شملت إلى جانب الإمارات كلّا من السعودية والكويت وقطر، وركزت على بحث الملف السوري، ومحاولة إحداث اختراق في الموقف الخليجي إزاء دمشق، بيد أن الأمور لا تزال، وفق كثيرين، تراوح مكانها، خاصة بعدما أظهر الرئيس بشار الأسد تمسكا بحلفه مع إيران من خلال الزيارة التي قام بها قبل أيام إلى العاصمة طهران حيث كان له لقاء حار تناقلته وسائل الإعلام الإيرانية مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.

ويعدّ الوجود الإيراني أحد المعيقات الرئيسية أمام التوصل إلى تسوية للصراع السوري المستمر منذ أكثر من ثماني سنوات وكلف مئات الآلاف من القتلى والملايين من النازحين في الداخل والخارج.

وتشارك إيران بقوات من الحرس الثوري والعشرات من الميليشات، على رأسها حزب الله اللبناني، في الحرب السورية منذ العام 2013. وإلى جانب دعمها لنظام الأسد تسعى طهران إلى مدّ نفوذها في المنطقة والوصول إلى البحر المتوسط، لفرض نفسها كرقم صعب في المعادلة الإقليمية.

ويرى مراقبون أن الجهود الروسية في محاولات التخفيف من الوجود الإيراني تبقى غير كافية، خاصة وأن الأسد يصر على فرض هذا الوجود وهذه العلاقة مع طهران كأمر واقع، وأن على الدول العربية كما الغربية التعاطي معها وفق هذا المبدأ.

الشيخ عبدالله بن زايد: نحن أمام تطور في سوريا يتعلق بزيادة النفوذ التركي والإيراني وغياب الدور العربي

ويقول المراقبون إن ذلك لا يعني أن تتخلى الدول العربية عن دورها في لعب دور متقدم بالمساهمة في حل الأزمة السورية، لأن ذلك سيعني ترك المزيد من المساحة لإيران وتركيا اللذين يملكان طموحات تتجاوز حتى المسرح السوري لتضرب العمق العربي.

وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، أن دولة الإمارات حريصة على أن يكون هناك دور عربي مع سوريا، سواء كان هذا الدور سياسيا، أو دور استقرار، أو دورا أمنيا وقال “نعتقد أن غياب الدور العربي غير مقبول”.

وأضاف خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الأربعاء، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، “لا شك أنه من المهم لتحليل الوضع في سوريا أن ننظر كيف تطور الوضع في السنوات الماضية، وكيف كانت القرارات التي اتخذت، وأثرت على مسيرة الوضع السوري”.

وقال “إننا اختلفنا مع منهج حكومة سوريا في الكثير من الخطوات التي اتخذتها داخليا، لكننا الآن أمام تطور يتعلق بزيادة النفوذ التركي والإيراني وغياب الدور العربي”.

وأضاف “نعتقد أن غياب الدور العربي غير مقبول، لذلك نتعاون مع زملائنا في روسيا ودول أخرى صديقة للبحث في احتواء الأزمة واحتواء سوريا أيضا لتكون جزءا من المنطقة العربية وجزءا من الدور العربي”.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد “مع الأسف نرى سوريا بعيدة عن ذلك، والإمارات قررت إعادة فتح سفارتها في دمشق لبدء هذه المسيرة ونعتقد أننا ما زلنا في البداية، والأمر يحتاج إلى دور من الأطراف العربية وأيضا من الأطراف في دمشق للعمل سويا من أجل دور سوري عربي أكثر قدرة على العمل ناحيته”.

واعتبر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، الذي رافق لافروف في جولته، في وقت لاحق الخميس أن وزير الخارجية الإماراتي محق فيما قاله حول الوجود الإيراني والتركي في سوريا بسبب الغياب العربي، لافتا إلى أن التحرك التركي شمال سوريا جاء بسبب فراغ السلطة.

وكانت الإمارات والبحرين قد فتحتا في ديسمبر سفارتيهما في العاصمة دمشق، فيما رفع الأردن من تمثيله الدبلوماسي لدى سوريا.

ويقول مراقبون إن هناك تغيّرا لافتا في المزاج العربي حيال سوريا، لكن ذلك لا يعني توجها قريبا لتطبيع تام وشامل مع دمشق، وذلك قبل انطلاقة فعلية لتسوية سياسية عادلة، سبق وأن شددت عليها الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى