الأخبار
حيدر العبادي متحديا إيران: باق في المشهد السياسي وعائد إلى السلطة
حيدر العبادي متحديا إيران: باق في المشهد السياسي وعائد إلى السلطة
رئيس الوزراء العراقي السابق يصف المعادلة السياسية لسلفه بالملغومة.
حين يتحدّث رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي عن أجندة أجنبية وراء عدم تجديد ولايته على رأس الحكومة، فإنّ أنظار الملاحظين تتّجه آليا صوب إيران، التي لم تنظر إلى الرجل بعين الرضا ولم تعتبره من ثقاتها الذين يمكن أن يؤتمنوا على مصالحها ونفوذها، فأوكلت لأكبر حلفائها المحلّيين مهمّة إقصائه عن دائرة صنع القرار ومحو بصمته السابقة والعمل على إلغاء دوره المستقبلي.
بغداد – أرجع رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي تراجع دوره في المشهد السياسي منذ فشله في الحصول على ولاية ثانية على رأس الحكومة إثر الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو من العام الماضي، إلى وجود ما سماه أجندة خارجية ومؤامرة حاكها البعض ضدّه.
ولمّح العبادي إلى أنّ مستقبله السياسي هو مدار المعركة الأساسية، متعهّدا من ثمّ إلى استعادة دوره والسعي إلى العودة إلى قيادة البلد من موقع رئيس الحكومة.
ولم يشر العبادي إلى الأطراف المتآمرة ضدّه ولا الطرف الخارجي صاحب الأجندة التي ذكرها، لكنّه غدا من الشائع داخل الوسط السياسي العراقي أن يشار بصريح العبارة إلى إيران وكبار حلفائها المحلّيين من قادة أحزاب وميليشيات شيعية بالأساس، لدى الحديث عن إخراج العبادي من السلطة وتهميش دوره السياسي، على اعتباره لم يكن موضع ثقة طهران ومتّهما من قبلها بموالاة واشنطن.
وسبق للسياسي العراقي الكردي المخضرم هوشيار زيباري الذي كان قد شارك في السلطة من خلال منصب وزير الخارجية ثم وزير المالية في حكومتي نوري المالكي وحيدر العبادي، القول إنّ الأخير “يؤكّد أن إيران حرمته من ولاية ثانية رغم الجهود الأميركية التي لم تكن عملية بما فيه الكفاية”.
وعلى صعيد عملي فقد حُرم حيدر العبادي من المشاركة في حكومة عادل عبدالمهدي، بعد أن كان حسب البعض مرشّحا على الأقل لتولّي منصب وزير الخارجية. ولم يقف الأمر عند ذلك الحدّ، بل إنّ بعض القرارات التي اتخذتها حكومة سلفه بدت موجّهة لمحو بصمته السياسية، وحتى “إهانته” عن قصد، ومن ذلك إلغاء جميع القرارات التي أصدرها خلال الفترة الانتقالية قبل تسليم السلطة لعبدالمهدي، ومداهمة القوات الأمنية للمنزل الوظيفي الذي كان العبادي يشغله في المنطقة الخضراء وسط بغداد وإخلائه بالقوّة.
وعلى عكس سلفه المالكي، فشل العبادي في الاحتفاظ بمنصبه لدورة ثانية، إثر خوضه انتخابات مايو 2018 بتحالف حمل اسم “ائتلاف النصر”، وعدم تمكّنه من عقد تحالفات من شأنها تأمين صدارته للمشهد السياسي بالبلاد.
واكتفى رئيس الوزراء العراقي السابق في توصيف أسباب تراجع حضوره السياسي، بالإشارة إلى خليط من “القراءات الخاطئة للبعض ومؤامرة من قبل البعض الآخر، وعمل آخرين في ضوء أجندات أجنبية”.
وقال في تصريح لوكالة الأناضول إنّه سيكشف المزيد من التفاصيل في الوقت المناسب، موضّحا أنّه لم يرشّح نفسه رسميا، لولاية ثانية على رأس الحكومة، وأنّه قرّر خوض الانتخابات في وقت متأخر.
لكنّ الرجل أكد في الوقت نفسه عزمه على خوض غمار المنافسة على المنصب التنفيذي الأوّل في البلاد مجدّدا، قائلا بهذا الخصوص “نعم وبكل وضوح وقناعة أقولها؛ لدي رؤية وإرادة وتجربة ناجحة لإدارة الدولة التي هي همّنا ومصيرنا المشترك، ولن أهرب من معركة بنائها وقيادتها”.
وتابع “إني هنا أفصل بين الذات والموقع، وليست رغبتي بالبقاء كرئيس للوزراء مسألة شخصية، ولو كنت كذلك لأعددتُ للانتخابات قبل عقدها بزمن، ولسخّرت الدولة وإمكاناتها لخدمة بقائي في المنصب، وهذا لم يحدث”.
اعتراف بالفشل في محاربة الفساد بسبب تعقد الظاهرة وارتباطها بمنظومة سياسية وإدارية تحتاج إلى تفكيك متزامن وشامل