الأخبار

حركة الشباب الصومالية ذراع للمصالح القطرية

مقديشو – قدمت قطر دليلا جديدا على دعمها لجماعات مصنفة إرهابية في العالم، وهذه المرة في الصومال، حيث تقف مع السلطات وفي نفس الوقت تدعم هجمات تنفذها حركة الشباب الإرهابية في مدينة بوصاصو شرق الصومال تستهدف ضرب الاستثمارات والمشاريع الخارجية الهادفة إلى إخراج البلاد من أزمتها، وبينها استثمارات إماراتية.

وقال رجل أعمال مقرب من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مكالمة هاتفية مع السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة هاشم، إن المسلحين نفذوا تفجيرا في مدينة بوصاصو لتعزيز مصالح قطر.

ويأتي هذا الاعتراف ليدعم الأدلة والوثائق التي قدمتها دول المقاطعة الأربع والتي تثبت وجود شبكات دعم وتمويل وتسليح من قطر لجماعة إسلامية متطرفة بما يهدد أمن العديد من الدول، وهو ما يستدعي تحركا دوليا أكثر فاعلية لوقف التورط القطري.

وقال رجل الأعمال خليفة كايد المهندي، في المكالمة التي أجريت في 18 مايو، أي بعد حوالي أسبوع من التفجير “نعرف من يقف وراء التفجيرات والقتل”.

عطية عيسوي: قطر تدير منظومة لتصفية الحسابات مع دول المقاطعة

وأشار في تسجيل كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز، إلى توظيف التفجيرات لإخافة القادمين من دبي ودفعهم إلى الفرار من المنطقة التي تسعى قطر للسيطرة عليها دون منازع.

وقال “أسمح لهم بطرد الإماراتيين حتى لا يجددوا العقود معهم وسأحضر العقد إلى الدوحة”.

وعند سؤاله عن المحادثة المسجلة، لم يطعن المهندي ولا حكومة قطر في صحة التسريب، لكنهما قالا إنه كان يتحدث كمواطن وليس كمسؤول حكومي.

وقالت قطر إنها ستحقق في المكالمة التي جمعت المهندي والسفير. وذكرت في بيانها أنه “سيتحمّل مسؤولية تعليقاته التي لا تمثل مبادئنا”.

وفي المكالمة التي تمكنت وكالة استخبارات أجنبية معارضة لسياسات قطر الخارجية من تسجيلها، لم يعبّر السفير عن معارضته أو استيائه من فكرة تورط القطريين في التفجيرات. وأجاب حسن بن حمزة هاشم “لهذا السبب يهاجمون هناك، حتى يفرّ الآخرون”.

في المقابل أكد المهندي شكوك وكالة الاستخبارات، حيث قال “لقد كان أصدقاؤنا وراء التفجيرات الأخيرة”.

ويعدّ المهندي مقربا من الشيخ تميم وظهرا في صور معا. ووفقا للتقارير الإخبارية والرسائل النصية التي قدمتها وكالة الاستخبارات، فإن المهندي كثيرا ما يسافر مع الأمير.

وفي مقابلة هاتفية قصيرة مع صحيفة نيويورك تايمز، نفى السفير معرفته بالمهندي وأنهى المكالمة بسرعة قبل أن يتورط أكثر.

وفي مقابلة منفصلة، قال المهندي إن السفير كان مجرد “زميل في المدرسة”. وتابع “أنا رجل متقاعد وتاجر. أنا لا أمثل أي حكومة”.

 

وعندما سئل عن سبب وصفه لمهاجمي بوصاصو بأنهم “أصدقاء”، قال المهندي “كل الصوماليين أصدقائي”.

وقال مراقبون إن الاعتراف القطري الخطير يمكن أن يفسر الهجمات التي كانت تستهدف ضرب الاستثمارات الأجنبية، وخاصة الإماراتية في الصومال، وأن الدوحة تلعب ورقة علاقتها بالرئيس الصومالي عبدالله فرماجو لتتخفى وراءها وتهاجم الشركات التي تسعى لمساعدة الصوماليين على الاستقرار.

وفي فبراير، تنكر مهاجمان في شكل صيادين لشن هجوم أسفر عن مقتل مدير ميناء بوصاصو الذي تديره شركة موانئ “بي.آند.أو” الإماراتية، كما أصيب ثلاثة موظفين آخرين.

وأعلنت حركة الشباب الصومالية مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إنها اغتالت المدير لأن الشركة الإماراتية “تحتل” ميناء المدينة. وقال متحدث باسم الحركة عن المدير “لقد حذرناه لكنه تجاهلنا. لقد كان وجوده في الصومال غير قانوني”.

وفي التسجيل، يشير المهندي إلى العقود الحكومية مع موانئ دبي العالمية التي تعتبر واحدة من أكبر مؤسسات هذا القطاع في العالم. ووظف الفرع شركة دبي العالمية لإدارة الموانئ في بوصاصو ومدينة في أرض الصومال. وقال إن أحد أقارب الرئيس (الصومالي) “معه” وسينقل عقود موانئ دبي العالمية إلى قطر.

وقال عطية عيسوي الخبير في الشؤون الأفريقية إن الدوحة تدير منظومة كبيرة من تصفية الحسابات مع دول المقاطعة من خلال تحريض المتطرفين في بلدان عديدة على استهداف مصالح هذه الدول، والتي سبق وأن قدمت قائمة بأسماء إرهابيين ترعاهم قطر وتقدم لهم مساعدات مادية.

ويرى عيسوي أن قطر لا تسعى فقط لتخريب اتفاقية إدارة الإمارات لميناء بوصاصو، لكنها تخطط لأن تحل مكانها وتضع قدما على الساحل الصومالي الحيوي.

وتابع “قطر ومعها تركيا تضخان الكثير من الأموال في أفريقيا تحت بند المنح والمساعدات الإنسانية، لكنهما في الحقيقة تدعمان جماعات متطرفة وإرهابية وتعززان نشاط ميليشيات مسلحة قبلية للانقلاب على الحكومات غير الموالية لهما في بعض الدول الأفريقية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى