الأخبار

تونس تفقد الرئيس السبسي في وقت سياسي صعب

تونس – توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الخميس عن سن يناهز 93 عاما بعد نقله إلى المستشفى العسكري بالعاصمة إثر وعكة صحية هي الثانية له في فترة وجيزة لم تتجاوز الشهر.

وأعلنت الرئاسة التونسية في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك خبر وفاة الرئيس التونسي، وأكدت أنه سيتم الإعلام عن مراسم الدفن في الإبان.

وكان نقل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء إلى المستشفى العسكري بالعاصمة بعد أزمة صحية طارئة.

وبموجب الدستور التونسي من المقرر أن ينصّب رئيس مجلس النواب محمد الناصر في سدة الرئاسة لمدة لا تتجاوز 90 يوما إلى حين إجراء انتخابات رئاسية.

وقال بيان للرئاسة “وافت المنية صباح اليوم الخميس 25 جويلية (يوليو) 2019 على الساعة العاشرة و 25 دقيقة المغفور له بإذن الله رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس”.

وسبق أن أوردت وسائل إعلام محلية إن السبسي نقل للمستشفى بعد طارئ صحي كما نشرت صحف محلية الخبر ذاته.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من رئاسة الجمهورية، لكن حافظ قايد السبسي نجل الرئيس قال إنه نقل للمستشفى العسكري إثر “توعك صحي طارئ ناتج عن مخلفات التسمم الغذائي الذي تعرض له خلال الفترة الماضية”.

وكان طالب رئيس حزب “حركة مشروع تونس” محسن مرزوق الخميس بتوخي الشفافية في الإعلان عن الوضع الصحي لرئيس البلاد، غداة نقله إلى المستشفى العسكري، للمرة الثانية خلال أسابيع.

وقال محسن مرزوق في تدوينة على صفحته الرسمية “سيكون من الحكمة مراعاة أمن البلاد من الإشاعات والمبالغات والمغالطات أن يأذن وزير الدفاع الذي نثق فيه، وبعد التشاور مع رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة والبرلمان، للمستشفى العسكري بإصدار بلاغات (بيانات) طبية شفافة عن الوضع الصحي لرئيس الجمهورية”.

 

فيما أكد المستشار السياسي بالقصر الرئاسي نور الدين بن نتيشة، أن السبسي نقل إلى المستشفى العسكري “بقرار من الأطباء المباشرين له”، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.

والسبسي (93 عاما) شخصية بارزة في تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011، كان له دور فاعل طيلة عملية الانتقال الديمقراطي خلال الـ 9 سنوات الفارطة وكان له دور فعال في خلق توازن على الساحة السياسية وترجيح الكفة أمام حركة النهضة الإسلامية.

وظل السبسي ينظر له حتى بعد وفاة بورقيبة عام 2000 كابنه الروحي وهو طالما كرر ذلك في خطاباته، على الرغم من مغادرته الحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم في عام 1974 لتأييده الدعوات إلى إجراء إصلاحات سياسية قبل أن يعود إلى الحكومة في عام 1980.

وظهر الرئيس التونسي الاثنين، مع وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، في لقاء رسمي هو الأول منذ أكثر من أسبوعين.

كما وقع السبسي في 5 يوليو عقب خروجه من المستشفى، أمرا رئاسيا يتعلق بدعوة الناخبين للانتخابات التشريعية والرئاسية لعام 2019.

وكان من المنتظر، أن يتوجه السبسي بكلمة إلى الشعب التونسي، الخميس بمناسبة إحياء الذكرى الـ 62؛ لإعلان الجمهورية الموافق لـ 25 يوليو 2019.

Thumbnail

ويأتي ذلك تزامنا مع تصاعد الجدل على الساحة السياسية قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقرر إجراؤها. واحتدم الجدل بشأن قانون الانتخابات المنقح الذي رفض السبسي ختمه والمصادقة عليه.

وأطلق السبسي بذلك العنان لحملة من التصريحات التي أعربت عن استغرابها لهذا الرفض، حيث قال رئيس الحركة الديمقراطية أحمد نجيب الشابي إن رئيس الجمهورية خرق الدستور والشرعية الدستورية.

كما أعربت أحزاب سياسة أخرى عن استغرابها من عدم ختم رئيس الجمهورية القانون الانتخابي الجديد المصادق عليه من قبل البرلمان والهيئة الوقتية للنظر في دستورية القوانين التي أقرّت ملاءمته مع الدستور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى