الأخبار

تنامي القلق الألماني من تفاقم جرائم اليمين المتطرف

هانوفر(ألمانيا) – حذر رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى الألمانية شتفان فايل من حدوث أعمال عنف يمينية متطرفة أخرى في أعقاب مقتل حاكم مقاطعة كاسل، فالتر لوبكه، في وقت تفاقمت فيه الجرائم المدفوعة بالكراهية للأجانب في عموم البلاد.

وقال فايل بمدينة هانوفر، شمال ألمانيا “يرى المرء في حالة لوبكه أن الخطر الصادر عن الإرهاب اليميني، لا يمكن تجنبه على الإطلاق”.

وأكد أن الكثير من الساسة المحليين أخبروه بأن اللهجة أصبحت أكثر فظاظة تجاههم، مضيفا “في الواقع تم تجاوز الحد الأقصى للعنف في الكثير من الحالات، أكثر كثيرا من الماضي”.

وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير قال مؤخرا إنه ربما لم تفحص السلطات والأوساط السياسية التعامل مع اليمينيين المتطرفين بشكل دقيق بما فيه الكفاية.

سجلت جرائم اليمين المتطرف في ألمانيا رقما قياسيا عام 2016، على خلفية موجة اللجوء الكبيرة في 2015، لتبلغ 23.555 جريمة

وقتل لوبكه بطلق ناري في الرأس مطلع يونيو الماضي، حيث كان المشتبه به في هذه القضية شتفان إيه على اتصال بالمشهد اليميني المتطرف قبل أعوام.

وتشهد ألمانيا تحولات سياسية واجتماعية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، أولها عودتها إلى موقعها المهيمن على أوروبا عن طريق مؤسسات الاتحاد الأوروبي نتيجة قوتها الاقتصادية الهائلة في القارة، وتلاشي أصوات الأجيال الأكبر سنًا، والتي عاصرت أيام النازية المريرة، لصالح الأجيال الأصغر التي تشعر الآن بثقة أكبر في التعبير عن هويتها الألمانية دون أن تقع بالضرورة في فخ النازية، وعلى الرُغم من ذلك يبدو أن شبح النازية يحوم هذه الأيام حول ألمانيا. ويتبني النازيون الجدد -وهم يمينيون متطرفون يعتبرون أنفسهم امتدادًا للنظام النازي الذي حكم ألمانيا بين 1933 و1945- شعارات الأيديولوجيا النازية مثل الصليب المعقوف، ويعتنقون أفكارًا معادية للمهاجرين والأشخاص غير المنحدرين من أصل ألماني، ويعادون النظام السياسي الحالي في البلاد.

وأعلن رئيس الهيئة الاتحادية لمكافحة الجرائم والتحقيقات الجنائية بألمانيا أن هيئته تصنف حاليا 34 شخصا من التيار اليميني على أنهم خطيرون أمنيا.

وقال هولغر مونش إن هناك 112 شخصا آخر يعتبرون ذوي صلة، لافتا إلى أن الأعداد ارتفعت؛ حيث كان مصنفا 24 شخصا فقط كخطيرين أمنيا في 2016.

وذكر توماس هالدنبفانغ، رئيس الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، أن هيئته تفترض وجود 12700 يميني متطرف يروجون لنشر العنف في ألمانيا حاليا.

وسجلت جرائم اليمين المتطرف في ألمانيا رقما قياسيا عام 2016، على خلفية موجة اللجوء الكبيرة في 2015، لتبلغ 23.555 جريمة.

وفي عام 2017، سُجلت 20.520 جريمة لليمين المتطرف، فيما تناقص العدد إلى 19.105 جرائم، عام 2016.

ويشير الخبراء إلى أن العدد الحقيقي لجرائم اليمين المتطرف أكبر بكثير مما هو مسجل في التقارير، بسبب عدم قيام الكثير من الأشخاص بالإبلاغ عن هذا النوع من الحوادث والجرائم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى