الأخبار

“المتمصدرون”.. ظاهرة جديدة تبث الفتنة على تويتر

تغريدات تنتشر على تويتر الموقع الأكثر شعبية في السعودية يدّعي أصحابها أن لديهم معلومات مؤكدة من مصادر موثوقة عن قرارات حكومية في طريقها إلى الصدور
الإشاعة طريق لتوليد الإحباط من ينشر الإشاعات في السعودية”؟ سؤال حيّر المغردين السعوديين على تويتر في المدة الأخيرة بعد انتشار ظاهرة ما يعرف بـ”المتمصدرين”، وهم مغردون ينشرون إشاعات لا أساس لها من الصحة يقولون إنها من مصادر موثوقة.

الرياض – توعدت النيابة العامة السعودية ناشري الإشاعات بالسجن والغرامة بعد انفلات ظاهرة “بائعي الوهم” أو “المتمصدرين” كما يطلق عليهم مستخدمو تويتر في السعودية. وجاء في تغريدة للنيابة العامة:

bip_ksa@

#النيابة_العامة

إنتاج أو إعداد الإشاعات أو الأخبار الزائفة التي من شأنها المساس بالنظام العام، أو إرسالها، أو إعادة نشرها عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو وسائل التواصل الاجتماعي، جريمة معلوماتية: – يعاقب مرتكبها بالسجن مدة تصل خمس سنوات، وبغرامة تصل ثلاثة ملايين ريال.

وتنتشر على تويتر الموقع الأكثر شعبية في السعودية تغريدات على غرار “قريبا.. الخير قادم”، أو “قرارات تحمل الخير للسعوديين ستصدر قريبا”.. وهذه ليست تصريحات رسمية، بل تغريدات يدّعي أصحابها أن لديهم معلومات مؤكدة من مصادر موثوقة عن قرارات حكومية في طريقها إلى الصدور.

يذكر أن عدد المستخدمين السعوديين لموقع تويتر يقدّر بـ11 مليون مستخدم. ويستحوذ السعوديون على نسبة 33 بالمئة من التغريدات على الموقع في الشرق الأوسط. ويطلق على تويتر في السعودية تسمية “برلمان الشعب” إذ يمكّن مسستخدميه من التعبير عن آرائهم بشأن عدة قضايا.

وكانت تقارير دولية أشادت بالتجاوب السريع من السلطات السعودية مع ما يطرح على تويتر، لا سيما في الشأن الاقتصادي. وتشير الإحصاءات إلى وجود 22 مليون مستخدم للإنترنت في السعودية عام 2017.

وكتب صحافي سعودي “عملت في الإعلام: صحافة وإذاعة عشرين سنة، وأعرف الخبر الصحيح من المزيف من نظرة سريعة وفحص لمصدر الخبر. آمل أن نتكاتف معًا لقتل الإشاعات في مهدها، وفي ذلك مصالح وطنية عليا. المصدر الرئيس للأخبار الرسمية والأوامر الملكية: وكالة الأنباء السعودية (واس)”.

ويساهم عدد كبير من وسائل الإعلام الإلكترونية التي تفتقد إلى الدقة في نشر الإشاعات. وقالت دراسة تحمل عنوان “أكاذيب وأكاذيب كريهة ومحتوى ينتشر بسرعة” إنه “بدلاً من لعب دور مصدر معلومات دقيقة، يساهم عدد كبير من وسائل الإعلام الإلكترونية في التضليل لتحصد مزيداً من الزيارات لموقعها ومن الاهتمام”.

وقال كريغ سيلفرمان في معهد “تاو سنتر للصحافة الرقمية” في جامعة كولومبيا إن المعلومات الكاذبة تثير في أغلب الأحيان اهتماما أكبر من الأخبار الصحيحة، لذلك تنتشر بشكل أوسع.

ولا يعرف من يقف وراء الشائعات في السعودية، غير أن مغردين يقولون إن الهدف من تلك الأفعال إقناع الناس بوجود قرارات تتعلق بتحسين واقعهم الاقتصادي، ما يدفع البسطاء إلى الانتظار من أجل معرفة “الخير القادم” ثم يتملكهم “الإحباط” كي تتولد لديهم ردة فعل ضد السلطات. واتهمت المغردة مريم الكعبي جهات خارجية بالضلوع في ما أسمته “حرب الشائعات”. وكتبت على تويتر:

maryam1001@

حرب الإشاعات التي تشنّها قطر على دول المقاطعة بالرغم من شراستها وقذارتها وحجم البهتان والإفك الذي تحمله، إلا أنها استطاعت أن تكشف عن أقلام حرة ونفوس وطنية ومبادرات فردية لأبطال عاديين قرروا أن يقوموا بدور المواجهة والتصدي لحرب الشائعات ضد أوطانهم في مصر والسعودية والإمارات.

في نفس السياق، أكد معلقون أن هناك حملات مدعومة ومنظمة على تويتر تريد زعزعة أمن البلد بكثرة الإشاعات. ويعتبر واتسآب وفق معلقين المصدر الأصلي لانتشار الإشاعات ثم تنتقل إلى تويتر. وتفاعل مغرد في هذا السياق:

ADjaffal@

أكثر وسائل التواصل نقلا للإشاعات هو السيد واتسآب فهناك من يمرر دون أن يقرأ أو يعرف المحتوى؛ وهناك قطعان جاهزة للنفير والانطلاق ومع الخيل يا شقرا؛ ويصدقون ما لا يصدق؛ لذلك هو أكثر ما يُستَغل.

من جانب آخر، حاول معلق شرح كيفية انتشار الإشاعة وكتب:

jassaskh@

لا تولد الشائعة وتنتشر إلا في: بيئة تميل للتكتم، فلا تسمح بنقل الأخبار الصادقة. وعلاج هذا أن تُنشر الأخبار بوضوح. خاصة أن بلادنا يتربص بها الأعداء.

وكان معلقون هاجموا حسابا موثقا يحمل اسم وائل القاسم نشر تغريدة بارك فيها للسعودية وأهلها الطيبين، مؤكدا “لا أستطيع التفصيل بشيء عن الذي وصلني وتأكدت منه”.

وبعد انتشار خبر السجن والتغريم غرد القاسم بعد يوم “الخير مقبل بإذن الله وبلا أدنى شك، فالمؤشرات تثبت أنّ رؤية 2030 تسير بشكل صحيح”، وهو ما أثار سخرية المغردين.

وانتشر على نطاق واسع هاشتاغ #كيف_نتصدى_للإشاعات لتوعية السعوديين من خطر الشائعات وقدّم ضمنه مستخدمو تويتر نصائح لمحاصرة الشائعات. وكتبت مغردة:

nadaamelyas@

#كيف_نتصدى_للإشاعات. الإشاعات شر في كل مجتمع، زيادة الشفافية ونشر الوعي هما ومن وجهة نظري أكثر وسائل مقاومة الإشاعة فعالية، خاصة أن الإشاعة سلوك مرتبط بقيمة دينية عظيمة في إسلامنا الحنيف الذي أمرنا بالتبيّن والتثبت أولا.

وكتب مغرد:
SalemAlSehman@
#كيف_نتصدى_للإشاعات خذ الأخبار والأحداث من المصادر الرسمية.
ونشر مغردون طريقة الإبلاغ عن المتمصدرين. ويواجه السعوديون شائعات في جوانب عدة من حياتهم، فقبل نحو أسبوع نشرت تصريحات نسبت إلى مفتي السعودية، قال مروّجوها إنها نشرت في صحيفة الرياض. لكن الصحيفة نفت ذلك. وغرد حساب هيئة مكافحة الشائعات الموثق على تويتر:
No_Rumors@
حوار مفتي المملكة العربية السعودية المتداول مؤخراً مفبرك وغير صحيح ومصدره موقع ينتحل هوية الموقع الإلكتروني لجريدة الرياض والحوار الكاذب الهدف منه نشر الأكاذيب ضمن الحرب الإعلامية الموجهة ضد المملكة مؤخرا.
حتى أن مياه الشرب لم تسلم، فقبل نحو شهر اضطرت هيئة الغذاء والدواء السعودية إلى الرد على مقطع فيديو بث شائعة حول المياه المعلبة.
Saudi_FDA@
لا صحة لادعاءات مقطع فيديو بوجود مواد بلاستيكية في مياه شرب معبأة.
يذكر أن مصانع إنتاج الإشاعات تزدهر في أوقات الأزمات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى