الأخبار

التصعيد الإسرائيلي يمنح إيران شهادة حسن سيرة وسلوك

التصعيد الإسرائيلي يمنح إيران شهادة حسن سيرة وسلوك

المعلومات الإسرائيلية تزيد من الضغوط على طهران، لكنها لن تنهي الاتفاق النووي.

واشنطن – منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شهادة حسن سيرة وسلوك لإيران، عندما كشف عن وثائق تعيد التركيز على معلومات قديمة خاصة بالاتفاق النووي الإيراني، لكنها حفزت قوى غربية للدفاع عن التزام إيران بالاتفاق، وشتتت التركيز العالمي على برنامج إيران للصواريخ الباليستية ونفوذها المزعزع للاستقرار في المنطقة.

ومنح نتنياهو فرصة لقوى أوروبية بالتأكيد على أن إيران “ملتزمة بشروط الاتفاق”، في وقت كان يسعى فيه إلى ممارسة ضغط عليها لإقناعها بالعكس.

وقالت مصادر سياسية أميركية مطلعة إن ما كشفه نتنياهو بشأن البرنامج النووي العسكري الإيراني يرفع من الضغوط التي تمارسها المجموعة الدولية ضد إيران بصدد مستقبل الاتفاق الذي وقعته طهران مع مجموعة 5+1 عام 2015.

غير أن هذه المصادر رأت أن معلومات نتنياهو لن تسبب تحولا دراماتيكيا في هذا الملف، خصوصا أن الكشف يغطي مرحلة سابقة على الاتفاق النووي.

وفي هذا الصدد أكد عوزي عيلام، المدير العام السابق للجنة الطاقة النووية الإسرائيلية، أن “كل ما قاله نتنياهو في كلمته كان من التاريخ، ولم يتطرق إلى أي دليل على عدم التزام الإيرانيين بالاتفاق”.

مايك بومبيو: الوثائق التي قدمتها إسرائيل تظهر أن إيران لا تقول الحقيقة
مايك بومبيو: الوثائق التي قدمتها إسرائيل تظهر أن إيران لا تقول الحقيقة

وأضاف أن “الخبر الوحيد (الذي ورد في تصريحات نتنياهو)، هو حقيقة أن أجهزة المخابرات الخاصة بنا، والتي ربما تكون الموساد، قد وضعت أيديها على وثائق بعيدة المدى للغاية، وتمكنت من جلبها إلى إسرائيل”.

ومع ذلك أفاد بيان للبيت الأبيض، صدر مساء الاثنين، أن “الولايات المتحدة تدرك المعلومات التي كشفت عنها إسرائيل، وتواصل دراستها بعناية”.

وأورد البيان أن “هذه المعلومات تقدم تفاصيل جديدة ومقنعة حول جهود إيران لتطوير أسلحة نووية”، وأضاف “هذه الحقائق تتفق مع المعلومات التي كانت لدى الولايات المتحدة منذ فترة طويلة”.

ولفت بيان البيت الأبيض إلى أن “النظام الإيراني أظهر أنه سيستخدم أسلحة مدمرة ضد جيرانه وآخرين، وأنه يجب على إيران ألا تمتلك أسلحة نووية”.

من جانبه أصدر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هو الآخر بيانا قال فيه إن “الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل من داخل إيران، تظهر بما لا يدع مجالا للشك أن النظام الإيراني لا يقول الحقيقة”.

ورغم الترحيب الأميركي بمعلومات نتنياهو الجديدة إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية دافعت عن الاتفاق النووي وأشارت إلى أنها لم تعد تعثر منذ عام 2009 على دلائل ذات مصداقية على أن إيران تعمل على تطوير الأسلحة النووية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد صرح مساء الاثنين، بأن بلاده عثرت على ما وصفه بأنه “دليل قاطع″ على وجود مشروع سري يجرى في إيران لتطوير سلاح نووي، وقال إن ذلك يعد دليلا على أن إيران كذبت على المجتمع الدولي.

وقال نتنياهو إن إسرائيل كشفت عن 55 ألف ملف تحتوي على معلومات “تجريم” بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف أنه بعد التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 مع القوى الدولية، أخفت إيران العديد من الوثائق التي احتوت على معلومات عن برنامج نووي لتطوير ما يعادل “خمس قنابل على غرار قنبلة هيروشيما لوضعها في صواريخ باليستية”.

ورأت مصادر دبلوماسية عربية أن المعلومات التي كشف عنها نتنياهو والطريقة التي قدم بها هذه المعلومات لا تعدو كونها استعراضية تأتي في سياق الحملة التي يقودها ضد الاتفاق النووي، كما في سياق العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل ضد “أهداف إيرانية” داخل سوريا.

وأضافت المصادر أن التصعيد الإسرائيلي يخدم إيران إذ يعطيها شهادات حسن سيرة وسلوك لدى القوى الغربية، عدا الولايات المتحدة، فيما أن المرحلة التي سبقت التصعيد الإسرائيلي كانت تركز على الصواريخ الباليستية والنفوذ الإقليمي، الذي تعتبره دول إقليمية محورية أهم كثيرا من برنامج نووي محكوم باتفاق.

Thumbnail

ورغم اهتمام بعض الدوائر الدولية بمعلومات رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن محللين كثرا يعتقدون أنها لن تؤثر على القرار الذي سيتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في موعد أقصاه 12 مايو المقبل بشأن بقاء الولايات المتحدة كجزء من الاتفاق، أو على المداولات التي يجريها الأوروبيون في محاولة لإنقاذ الاتفاق.

واعتبرت مصادر فرنسية مراقبة أن مناورة نتنياهو تأتي خارج السياق الذي يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلقه على قاعدة اتصالاته الأخيرة مع زعماء بريطانيا وألمانيا وروسيا وإيران من أجل الترويج لمقاربة دبلوماسية جديدة تستبق أي إعلان محتمل لترامب بسحب بلاده من الاتفاق النووي.

لكن وزارة الخارجية الفرنسية قالت، الثلاثاء، إن معلومات إسرائيلية عن برنامج الأسلحة النووية في إيران خلال فترات ماضية قد تشكل أساسا يدعم إخضاع أنشطة طهران النووية لمراقبة طويلة المدى.

وقالت أنييس فون دير مول، المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، في بيان “يجب دراسة هذه المعلومات وتقييمها بالتفصيل، وقد تؤكد المعلومات الجديدة التي قدمتها إسرائيل الحاجة إلى ضمانات طويلة المدى بشأن البرنامج الإيراني كما اقترح الرئيس″.

ورأت المصادر الفرنسية أن نتنياهو يحاول أن يدلي بدلو إسرائيلي في ما هو أوروبي أميركي روسي حاليا. وأضافت أن العواصم الكبرى تأخذ بعين الاعتبار الهواجس الإسرائيلية، لكنها لن تبني مواقفها المقبلة وفق هذا العامل وحده.

وفي هذا الصدد قالت الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، إن إيران “امتثلت بشكل كامل” لالتزاماتها التي يقتضيها الاتفاق النووي المبرم معها.

وأضافت أن الاتفاق النووي “ليس قائما على افتراضات تتعلق بحسن النية أو الثقة، ولكنه قائم على التزامات راسخة وآليات تحقق ومراقبة صارمة للغاية”. وتابعت أن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشرت عشرة تقارير تقر فيها بامتثال إيران الكامل لالتزاماتها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى