الأخبار

إنذار سعودي من سباق تسلّح باليستي في المنطقة

إنذار سعودي من سباق تسلّح باليستي في المنطقة

السعودية تعتزم التعويل على قدراتها الذاتية في مواجهة التحديات والمخاطر التي تطرحها إيران وبرنامجها الصاروخي.

السعودية التي كثيرا ما خبرت إمكانية تراخي المجتمع الدولي في مواجهة الخطر الإيراني وتغير درجة الحزم الأميركي في ذلك وفق توجّهات الإدارات المتعاقبة واختلاف أمزجة دوائر القرار وقوى الضغط المختلفة، توجّه رسالة جديدة بشأن قدرتها على أخذ زمام المبادرة بيدها والتعويل على قدراتها الذاتية في مواجهة التهديدات الإيرانية والردّ عليها.

الرياض – تضمّن التسريب الإعلامي المتداول بشأن شروع المملكة العربية السعودية في تنفيذ برنامج للصواريخ الباليستية، رسائل قوية بشأن عزم المملكة على التعويل على قدراتها الذاتية في مواجهة التحديات والمخاطر التي تطرحها إيران وبرنامجها الصاروخي، في حال فشل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة في وقف ذلك البرنامج الذي يمثّل خطرا على بلدان المنطقة ثبت عمليا من خلال الصواريخ الإيرانية التي يطلقها المتمرّدون الحوثيون على المناطق اليمنية غير الخاضعة لسيطرتهم وأيضا باتجاه الأراضي السعودية.

وينطوي ما أوردته شبكة “سي.أن.أن” الأميركية بشأن حصول إدارة الرئيس دونالد ترامب على معلومات استخباراتية تفيد بتنفيذ السعودية برنامجا صاروخيا بمساعدة الصين، وتعمّدها إخفاء تلك المعلومات عن الكونغرس، على إنذار قد تكون إدارة ترامب بحدّ ذاتها معنية بتوجيهه لمنتقدي سياستها في تسليح السعودية، بأنّ هناك دائما من هو على استعداد لأخذ دور الولايات المتحدة في التعاون الدفاعي مع المملكة وأنّ الأخيرة بما تمتلكه من مقدّرات مالية ضخمة لن تعجز عن إيجاد بدائل عن الأسلحة الأميركية في حال تلكأت واشنطن في تزويدها بما تحتاج إليه للدفاع عن أمنها ولمواجهة التهديدات الإيرانية.

كذلك يتضمّن الإنذار وضع الدوائر الفاعلة في الولايات المتحدة وسائر الدول الكبرى أمام مسؤولياتها بشأن إمكانية انطلاق سباق تسلّح منفلت من الضوابط في منطقة شديدة الحساسية والأهمية لأمن الطاقة في العالم، إذا لم تجد الرياض التجاوب الضروري والتعاون الدولي الفعاّل في مواجهة الخطر الإيراني.

إدارة ترامب معنية بتوجيه إنذار لمنتقديها بأن هناك دائما من هو على استعداد لأخذ دور الولايات المتحدة في تسليح السعودية

وتشدّد إدارة الرئيس دونالد ترامب على أنّها ليست معنية فقط بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكنّها معنية بنفس القدر بوقف برنامجها للصواريخ الباليستية، مقترحة على طهران التفاوض على اتفاق جديد يشمل الملفين معا ضمن حزمة واحدة، وهو ما تتمسّك إيران برفضه.

ولا تكتفي إيران بالتسلّح ذاتيا بهذا النوع من الصواريخ التي تهدّد بلدان المنطقة بما فيها من مرافق ومنشآت نفطية مهمّة للعالم بأسره، ولكنّها أثبتت عمليا استعدادا لتمرير هذا السلاح الخطير لميليشيات غير منضبطة تابعة لها في المنطقة على غرار ميليشيا الحوثي في اليمن.

وخلال الفترة الأخيرة وصل التوتّر بين إيران من جهة، والولايات المتّحدة وعدد من حلفائها من جهة مقابلة إلى أقصاه، ولاحت علامات على إمكانية المرور إلى استخدام القوّة العسكرية ضدّ طهران لإنهاء خطرها على السلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ومع ذلك حرصت واشنطن على توجيه عروض الحوار غير المشروط على طهران.

وكثيرا ما يجري الحديث عن خضوع القرار الأميركي بشأن إيران لدوائر نفوذ وقوى ضغط تقلّل من حزم الولايات المتحدة تجاه طهران.

وفي المقابل كثيرا ما بدت السعودية مستعدّة لهذه الفرضية، مظهرة الاستعداد لتوظيف قدراتها المالية الضخمة لامتلاك القوّة الذاتية في مواجهة إيران في حال تمادى الحليف الدولي الأكبر في تردّده، ومؤكّدة استعدادها للذهاب إلى أقصى مدى في ذلك.

ومؤخّرا راجت أنباء مدعّمة بما يفترض أنّه صور أقمار صناعية عن قرب استكمال المملكة بناء مفاعل نووي قرب العاصمة الرياض، ما اضطرّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى القول إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تسمح للسعودية بأن تصبح قوة نووية وتهدّد إسرائيل.

Thumbnail

ولم تصدر الرياض أو واشنطن، إلى حدود مساء الخميس، أي تعليق على خبر البرنامج الصاروخي الذي قالت “سي.أن.أن” إنّ السعودية بصدد العمل عليه بمساعدة الصين، إلاّ أنّ وزارة الخارجية الصينية قالت في بيان إنّ الصين والمملكة العربية السعودية “شريكان استراتيجيان”.

وأضافت أن الدولتين “تحافظان على تعاون ودي في كل المجالات بما فيها صفقات التسليح، وأن مثل هذا التعاون لا يخرق أي قوانين دولية أو أنه ينخرط في منع انتشار أسلحة الدمار الشامل”.

وقالت الشبكة الإخبارية الأميركية إنها حصلت في 14 مايو الماضي على صور أقمار صناعية لموقع في السعودية، تظهر وجود قاعدة سعودية للصواريخ الباليستية ومنشأة اختبار خارج مدينة الدوادمي بمحافظة الرياض.

وأشارت إلى أن الصور للموقع ذاته الذي نشرت عنه صحيفة واشنطن بوست الأميركية في يناير الماضي، وقالت إنها تشير إلى انتهاء السعودية من بناء مصنع صواريخ باليستية.

واعتبرت المصادر أن ذلك تطور يهدد جهود واشنطن التي امتدت لعقود لمنع انتشار الصواريخ في منطقة الشرق الأوسط. وبحسب “سي.أن.أن” رفضت وكالة الاستخبارات الأميركية ومكتب رئيس الأمن القومي الأميركي التعليق على تقارير برنامج الصواريخ الباليستية للسعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى