الأخبار

إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي يثير تساؤلات حول مستقبله السياسي

إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي يثير تساؤلات حول مستقبله السياسي

  • لا يستبعد الكثير من الليبيين عودة سيف الإسلام القذافي إلى المشهد السياسي بعد الإعلان عن إطلاق سراحه السبت، لا سيما في ظل الدعم الشعبي الذي يحظى به رغم مرور ست سنوات على غيابه عن الساحة السياسية الليبية.

 

الزنتان (ليبيا) – أثار إعلان كتيبة أبوبكر الصديق عن إطلاق سراح سيف الإسلام نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ردود أفعال متباينة وطرح تساؤلات حول الدلالات السياسية للقرار وما إذا كان مقدمة لإعلان عودته إلى المشهد السياسي.

وأعلنت الكتيبة، التي كانت تتولى حراسة سجن القذافي الابن بمدينة الزنتان غرب ليبيا، أنها أطلقت سراحه بموجب قانون العفو التشريعي العام.

ويربط مراقبون بين التغييرات السياسية والإقليمية الحاصلة وخاصة تراجع نفوذ الإسلاميين وبداية انهيار قطر وبين قرار الإعلان عن إخلاء سبيل نجل القذافي.

وكان آمر كتيبة أبوبكر الصديق العجمي العتيري أعلن السنة الماضية أن سيف الإسلام حر طليق، لكنّ ضغوطا داخلية مورست عليه منعته من إخراجه من مدينة الزنتان.

ويعارض المجلسان البلدي والعسكري لمدينة الزنتان إطلاق سراح القذافي. ويدين المجلسان بالولاء لحكومة الوفاق في حين تعلن كتيبة أبوبكر الصديق ولاءها لقوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأدان المجلسان عملية إخلاء سبيل سيف الإسلام “بذريعة تنفيذ قانون العفو العام”.

ويتهم الكثير من الليبيين أسامة الجويلي رئيس المجلس العسكري الزنتان ووزير الدفاع السابق بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.

واعتبر بيان مشترك للمجلسين البلدي والعسكري بالزنتان نشر على فيسبوك أن عملية الإخلاء هي “تواطؤ وخيانة لدماء الشهداء وطعنة للمؤسسة العسكرية التي يدّعون الانتماء لها”.

وكان جدل قانوني ساد ليبيا الأشهر الماضية بعد أن نشرت إحدى القنوات المحلية المؤيدة للنظام الجماهيري وثيقة موقعة من قبل وزير العدل السابق المتوفى المبروك قريرة.

والوثيقة هي عبارة عن تذكير للنيابة العمومية بالزنتان بعدم تطبيق تعميمين سبق لوزارة العدل بالحكومة المؤقتة غير المعترف بها دوليا أن وجهتهما للنيابة وينصان على ضرورة إطلاق سراح سيف الإسلام.

لكن الوزير الذي خلف قريرة في وزارة العدل نفى صحة الوثيقة، وهو ما أرجعه مراقبون إلى وجود مخاوف من إمكانية تأجيج الإسلاميين للشارع ضد السلطات شرق البلاد وفي مقدمتها الجيش الوطني بدعوى معاداة “ثورة 17 فبراير”.

واعتقل سيف الإسلام في منطقة صحراوية قرب مدينة أوباري (200 كم غرب سبها) يوم 19 نوفمبر 2011 خلال أحداث الإطاحة بحكم والده.

وفي 28 من يوليو 2015 أصدرت محكمة الاستئناف بطرابلس حكما بإعدام ثلاث شخصيات محسوبة على نظام معمر القذافي من بينها نجله سيف الإسلام.

وقال حينها محسوبون على النظام السابق وناشطون مستقلون عن المجتمع المدني، إن هذه الأحكام جاءت بضغط من ميليشيات فجر ليبيا الإسلامية التي كانت حينها تسيطر على العاصمة طرابلس.

وبعد ساعات من صدور الحكم أقر مجلس النواب المنعقد في طبرق قانون العفو العام عن كل الليبيين المسجونين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء.

سيف الإسلام يحظى بدعم كبير من قبل مختلف الليبيين حتى الذين كانوا إلى وقت قريب يؤيدون إسقاط نظام والده

ووصفت الأمم المتحدة فبراير الماضي محاكمة سيف الإسلام بغير النزيهة ولا تفي بالمعايير الدولية داعية إلى ضرورة مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وقال الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان إن “هذه المحاكمة فرصة مهدرة لتحقيق العدالة.”

وسيف الإسلام البالغ من العمر 44 سنة هو من بين أبرز أبناء القذافي وتردد أنه كان معدا لخلافة والده قبل الانتفاضة التي اندلعت قبل ست سنوات وأطيح خلالها بنظام العقيد القذافي لينتهي به المطاف مقتولا.

ولم يتضح بعد الدور الذي يمكن أن يلعبه القذافي الابن في ليبيا، حيث تتنافس عدة جماعات مسلحة وحكومتان على الحكم.

وشدد خالد الزايدي، محامي سيف الإسلام في تصريحات صحافية لموقع “بوابة أفريقيا الإخبارية”، على أن موكله أصبح حرا طليقا بموجب القانون، وهو يتواجد حاليا خارج مدينة الزنتان في إحدى المدن الليبية لممارسة دوره من أجل إنقاذ البلاد.

وتضاربت الأنباء حول المدينة التي من الممكن أن يكون نجل القذافي اختارها للاستقرار فيها بعد إطلاق سراحه في ظل رفض المقربين منه إعلان مكان وجوده لدواع أمنية.

وقالت تقارير إعلامية إن القذافي اتجه إلى مدينة البيضاء التي يتركز فيها أخواله من قبيلة البراعصة أكبر قبائل الشرق الليبي.

إلا أن مصادر أخرى أكدت أن القذافي الابن موجود في مدينة أوباري جنوب ليبيا الواقعة تحت سيطرة قوات اللواء علي كنة.

وتتشكل قوات كنة التي تطلق على نفسها اسم “القوات المسلحة الليبية في المنطقة الجنوبية” من ضباط وعسكريين قاتلوا إلى جانب نظام القذافي ومازالوا يدينون له بالولاء.

وتحافظ أغلب مدن الجنوب الليبي على ولائها لنظام القذافي وتعتبر أن ما حصل سنة 2011 ليس سوى مؤامرة دولية تستهدف زعزعة الاستقرار في البلاد.

وتتركز في هذه المدن قبائل القذاذفة التي ينحدر منها معمر القذافي والمقارحة الحليف التاريخي للقذاذفة.

وخرج المئات من المواطنين في عدد من المدن الليبية ليلة السبت في مسيرات احتفالا بأنباء عن إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي من سجنه بمدينة الزنتان.

وأظهرت فيديوهات نشرها نشطاء على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي احتفالات لمواطنين من مدن غات وسبها وأوباري وبراك الشاطئ والجفرة والكفرة وبني وليد يحملون الأعلام الخضراء ولافتات تعبّر عن فرحتهم بإطلاق سراح سيف الإسلام.

ويعتقد مراقبون أن سيف الإسلام بات يحظى اليوم بدعم كبير من قبل مختلف الليبيين حتى الذين كانوا إلى وقت قريب يؤيدون إسقاط نظام والده. ويرجعون هذا الدعم الشعبي الواسع إلى تردي الوضع الأمني والاقتصادي منذ الإطاحة بنظام القذافي.

وينتظر الليبيون خطابا من المزمع أن يلقيه سيف الإسلام خلال الأيام القليلة القادمة يكون بمثابة الإعلان الرسمي عن عودته إلى المشهد السياسي. ويرى زعماء سياسيون ليبيون أن الإفراج عن سيف الإسلام يمكن أن يساهم في بناء مصالحة وطنية تدفع نحو توحيد مؤسسات الدولة وإنهاء الصراع العاصف بالبلاد منذ ست سنوات.

وأفرجت النيابة العامة في طرابلس عن عدد من السجناء المتهمين بقمع “ثورة 17 فبراير” كانوا محتجزين لدى كتيبة “ثوار طرابلس” الموالية لحكومة الوفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى