الأخبار

إدارة ترامب تنأى بنفسها عن أزمة قطر

إدارة ترامب تنأى بنفسها عن أزمة قطر

وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش: إذا لم تقبل قطر مطالب الدول العربية الأربع، فإن البديل ليس هو التصعيد ولكن الفراق.

العرب  

واشنطن – نأت الولايات المتحدة بنفسها عن أزمة قطر مع الرباعي العربي حين أعلنت السبت أن الأزمة داخلية وتحلّ بالحوار بين الدول المعنية، وهو ما يقطع الطريق على بقايا من إدارة باراك أوباما متمركزين في الخارجية الأميركية ويبحثون عن مخرج لقطر، في الوقت الذي لا تجد فيه من حلّ سوى تنفيذ لائحة مطالب خصومها، أو توقع قطيعة دائما، مثلما أشار إلى ذلك مجددا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش.

وأعرب المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، عن اعتقاده بأن ما تعيشه بعض البلدان العربية من أزمة مع دولة قطر يعدّ “شأناً عائلياً”.

وعرض في لقاء صحافي في البيت الأبيض استعداد واشنطن للمساهمة في تجاوز هذه الأزمة في حال طُلب منها ذلك، مشيرا إلى أن “المشكلة هي الأزمة بين البلدان المعنية، وينبغي حلّ هذه المسألة من قِبلهم”.

وقالت مراجع دبلوماسية عربية في الولايات المتحدة إن هذا التصريح أفشل خطة لتوريط واشنطن في وساطة بين قطر والرباعي العربي تتولّى فيها حلقات في وزارة الخارجية الأميركية وضع السعودية والإمارات ومصر والبحرين تحت ضغط علني لإقناعها بالتجاوب مع رغبة قطرية خجولة في التفاوض، لكن دون تقديم تنازلات حقيقية.

وفجر السبت، أعلنت وزارة الخارجية في قطر أنها تسلّمت الخميس الماضي ورقة تتضمن طلبات من الدول الأربع، موضحة أن “الدوحة تعكف الآن على بحث هذه الورقة والطلبات الواردة فيها والأسس التي استندت إليها لغرض إعداد الرد المناسب بشأنها وتسليمه لدولة الكويت”.

وتوقعت أوساط خليجية مطّلعة أن تعكف الدوحة على دراسة تلك الورقة بجدية بعيدا عن التصعيد الإعلامي الذي تتولاه قناة الجزيرة، لافتة إلى أن الدوحة بدأت تستكشف مع مرور الوقت وقع المقاطعة على اقتصادها، خاصة في ظل ثبات الموقف المقابل الذي يخيّرها بين التفاعل الكامل مع ما قُدّم لها من مطالب، أو انتظار مقاطعة دولية قد تنتهي بسحب عضويتها من مجلس التعاون الخليجي.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش السبت إن قطر إذا لم تقبل مطالب الدول العربية الأربع، فإن البديل ليس هو التصعيد ولكن الفراق، مشددا على أنه لا يجب أن تؤذي سياسة قطر المستقلة العمل الجماعي لدول الخليج.

وأضاف في مؤتمر صحافي بدبي أن الدبلوماسية لا تزال أولوية، لكنه لفت إلى أن قدرات الوسطاء قد قوضت بسبب تسريب الدوحة لتلك المطالب.

وتسعى الدول الأربع إلى حلّ للأزمة أكبر من التعاطي القيمي الذي يقوم على مبدأ الجيرة ويجيز للدوحة أن تنقضه وتراهن على سماحة الآخرين وسعة صدورهم، وذلك ببناء اتفاق على قاعدة سياسية وقانونية صلبة وبرعاية دولية حتى تمنع التراجع عنه.

ويقول مراقبون إن هذه الدول تراهن على تفهّم دولي كبير لمطالبها، خاصة أن تورّط قطر في دعم الإرهاب لا تهدد نتائجه أمن الخليجيين ومصر وحدهم بل يهدد العالم ككل، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، وكلاهما يمكن أن يكون له دور مهم في الضغط على الدوحة لعقد اتفاقية ملزمة.

وقال قرقاش “لا نريد وساطة أوروبية، وأعتقد أن الأوروبيين لا يريدون لعب دور الوسيط. دورهم يجب أن يكون الضغط على قطر”.

وأوضح “نحن نرى أن هذه الضمانات تكون بنوع الرقابة الأوروبية الأميركية”، مضيفا “لا بد أن يكون لدينا نظام ضمانات ونظام مراقبة وهناك اهتمام أوروبي أميركي كبير جدا بهذه الفكرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى