الأخبار

أردوغان يستعد لضم باباجان لقائمة “الخونة”

أنقرة تسبب إعلان علي باباجان نائب رئيس الوزراء التركي السابق المسؤول عن الاقتصاد والعضو المؤسس في حزب العدالة والتنمية الحاكم، عن إطلاق حزب جديد والتفاف قيادات تاريخية حوله، بحالة من الذعر داخل الحزب الحاكم.

وذكرت مصادر سياسية تركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان لن يغفر لباباجان والملتفين حوله انفصالهم وتأسيس حزب جديد، ويستعد لوصمهم بالخيانة.

وزاد من استياء أردوغان إعلان أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي السابق عن تأسيس حزب جديد أيضا ليعلن القطيعة بصفة تامة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس أردوغان.

موجغان خالص: حزب علي باباجان الجديد لديه وعد حقيقي بتغيير الأوضاع
موجغان خالص: حزب علي باباجان الجديد لديه وعد حقيقي بتغيير الأوضاع

وأكدت مصادر مؤيدة للحكومة أن أردوغان لن يتردد بوصف كل المنشقين عنه بمن فيهم الرئيس التركي السابق عبدالله غول بالخونة في اجتماعات تعقد بأعلى مستوى في البلاد.

وكان ملفتا أن قيادة حزب العدالة والتنمية لم تدع غول وأغلو وباباجان إلى احتفالية ذكرى تأسيس الحزب، التي أقيمت الأسبوع الماضي، بوصفهم من الكوادر المؤسسة.

واستقال باباجان من حزب العدالة والتنمية، ومنذ ذلك الحين تم تجاهل الحديث عن خططه لإقامة حزب جديد وتم فرض الرقابة على هذه التصريحات من قبل وسائل الإعلام الموالية للحكومة. لكن الأمر تمت مناقشته على نطاق واسع على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وفي قاعات المسؤولين، ويشمل ذلك خطة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو لإطلاق حزبه الخاص.

ونقل موقع “أحوال تركية” عن شخصيات تركية قولها إنها تتوقع تأسيس حزب باباجان بحلول نهاية العام، وربما قبل هذا الموعد.

وعبرت الشخصيات عن عدم تفاؤلها بشأن من سينتمي إلى الحزب بسبب تهديدات أردوغان بالتخوين والمحاسبة الشديدة. ومع ذلك، من المتوقع أن تساهم العديد من الأسماء البارزة من الأوساط الأكاديمية في حزب باباجان. وقالت الكاتبة التركية موجغان خالص “الحزب الجديد لديه وعد حقيقي، ولكنه يحتاج فقط إلى اجتياز بضعة شهور أخرى قبل أن يخرج إلى النور”.

وبدأ العديد من الأكاديميين دراسات حول سياسات حزب العدالة والتنمية والأحزاب السياسية الأخرى، والتي ستوفر بيانات مهمة لتشكيل الخط السياسي للحزب الجديد. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن ينضم عدد من البيروقراطيين الاقتصاديين الذين يتطلعون للمشاركة في إصلاح المشكلات الاقتصادية في تركيا إلى جانب باباجان.

وتقول شخصيات بارزة في حركة باباجان إنها تشعر بمسؤولية تحسين حياة المواطنين الأتراك. فقد كان بعضهم حلفاء سابقين لأردوغان، ويعتقدون أن الجمهور لا يعلم عن اعتراضاتهم الداخلية على سياسات حزب العدالة والتنمية. لكنهم الآن يشعرون بأن حزب العدالة والتنمية، الذي احتفل بعيده الثامن عشر في الأسبوع الماضي، قد تخلف عن المبادئ التي وحدت مؤيديه بعد تأسيس الحزب في عام 2001.

وتمت مراقبة الحركة التي بدأها باباجان عن كثب من قبل حزب العدالة والتنمية، وذكرت تقارير نشرت في وسائل الإعلام الموالية للحكومة أن حزب العدالة والتنمية يأمل في إطلاق “ولادة مبكرة” لحزب باباجان، قبل أن يكون جاهزا على أمل فشله.

ويعزو زملاء باباجان سبب بطئهم في إعلان الحزب، إلى أنهم يركزون على تنظيم مواردهم وإعداد خطة سياسية من شأنها حل مشاكل تركيا.

وعندما سألتهم الكاتبة التركية موجغان خالص عما إذا كانوا يسعون لإضعاف حزب العدالة والتنمية وكسب ناخبيه، قالوا إنهم لا يهدفون إلى وضع الحزب الجديد في موضع العدو لحزب العدالة والتنمية.

لكن خالص ترى من الصعب أن يتمكن حزب باباجان من الوصول إلى السلطة دون أن يهزم حزب أردوغان الذي سيطر على السياسة التركية منذ ما يقرب من عقدين.

مراقبون يتوقعون انضمام عدد من البيروقراطيين الاقتصاديين الذين يتطلعون للمشاركة في إصلاح المشكلات الاقتصادية في تركيا إلى جانب باباجان

وتنفي شخصيات بارزة في حزب باباجان مزاعم الرئيس أردوغان بأنه عيّن باباجان وأتباعه في مناصب مهمة داخل الدولة. وقالت إن مؤسسي حزب العدالة والتنمية أجروا أبحاثا عبر البلاد وقاموا بتعيين هؤلاء الأشخاص بناء على الحاجة والضرورة عند تأسيس الحزب لأول مرة.

وقال أحد قادة حزب باباجان “لقد كان حزب العدالة والتنمية فريقا وحركة جماعية، وهذا كان سبب نجاحه، ولكن رأينا النتيجة العكسية عندما اختل تشكيل هذا الفريق”.

وذكرت تقارير أن الرئيس التركي السابق عبدالله غول، انضم إلى حزب باباجان، لكن مصادر في داخل الحزب الجديد لم تؤكد ذلك.

وقالت المصادر “إننا نجتمع غالبا ونستفيد من أفكاره”. موضحة أنه ليس من المتوقع أن يلعب غول دورا رسميا في الحزب الجديد، لكنه بالتأكيد سيقدم المشورة والنصح مثل الأخ الأكبر.

وتتصاعد التساؤلات في الأوساط السياسية التركية خصوصا المعارضة لسياسة أردوغان عن معايير الاختيار للذين يرغبون في الانتماء إلى الحزب الجديد.

Thumbnail

وتخطط شخصيات قيادية في حركة علي باباجان لاستقطاب كوادر تمثل جميع الطبقات الاجتماعية في تركيا. من دون أن يبدد ذلك المخاوف من أن المحسوبية التي ميزت عصر أردوغان سينتهي بها المطاف إلى أن تسيطر على الحزب الجديد ويصبح نسخة طبق الأصل من الحزب القديم.

وقالت إحدى الشخصيات البارزة في حزب باباجان “في السنوات الأولى لحزب العدالة والتنمية، مُنع الأقارب من تولي مناصب عليا في الحزب. وفي الحركة الجديدة، سوف نتذكر مبادئ حزب العدالة والتنمية ونتصرف وفقا لذلك. سيكون لدينا معياران: أن يكون المرشح شخصا جيدا وأن يؤدي وظيفته على نحو صحيح”.

ومن المتوقع أن ينضم إلى الحزب الجديد عدد من الشخصيات التي قادت جهود حزب العدالة والتنمية لحل القضية الكردية. لهذا السبب وحده، فإن الأكراد قاموا بمراقبة الخطوات التي اتخذها باباجان وأصدقاؤه عن كثب.

وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون الحزب الجديد قادرا على سرقة الأصوات من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، إلا أنه ستكون لديه بالتأكيد القدرة على جذب الناخبين من حزب العدالة والتنمية في المدن الكردية، بالنظر إلى مشاكل المنطقة.

ويثق قادة المستقبل في أن منطقة جنوب شرق تركيا التي تقطنها أغلبية كردية، والتي عانت من المشاكل الاقتصادية في السنوات القليلة الماضية، ستستمع إلى باباجان، رجل الاقتصاد السابق.

ومن المرجح أن تضع يقظة الحزب الجديد وعدم ثقة الكثير من الأكراد بحزب العدالة والتنمية، بعد إنهائه لعملية السلام واستبعاد رؤساء البلديات لحزب الشعوب الديمقراطي، حزب باباجان في وضع جيد لجذب الأصوات الكردية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى