بعد عودتهم من رحلتهم الطويلة إلى العاصمة المولدافية شيسيناو حيث خرجوا الجمعة منتصرين 4-1 في مستهل مشوارهم في منافسات المجموعة الثامنة، يخوض أبطال العالم مباراة لا تخلو من صعوبة ضد آيسلندا التي حققت المفاجأة قبل أقل من ثلاثة أعوام حين وصلت إلى ربع نهائي نسخة 2016 في أول مشاركة لها قبل أن تنتهي المغامرة على يد “الديوك” بالخسارة أمامهم 2-5.
وخلافا لمباراة الجمعة التي جمعت رجال المدرب ديدييه ديشامب بلاعبين متواضعين إلى حد كبير يلعب بعضهم في دوريات مثل أذربيجان، سيكون أبطال العالم الاثنين أمام اختبار حقيقي ضد منتخب يلعب جميع أعضائه خارج البلاد في فرق لها مكانتها، مثل فريقي الدوري الإنكليزي الممتاز إيفرتون وكارديف سيتي وأوغسبورغ الألماني وسسكا موسكو الروسي. ويعرف المنتخبان واللاعبون بعضهم البعض جيدا، إن كان في المواجهات بين فرقهم، أو في المباريات الدولية التي يصل عددها بين المنتخبين إلى 14، آخرها في أكتوبر الماضي حين كانت فرنسا متخلفة على أرضها 1-2 حتى الوقت بدل الضائع قبل أن يدرك كيليان مبابي التعادل 2-2 من ركلة جزاء.
وفي مجموعة تبدو تماما في متناول أبطال العالم الذين فازوا بتسع وتعادلوا في أربع من المواجهات الـ13 السابقة ضد منافسهم المقبل، سيكون التنافس على البطاقة الثانية بين آيسلندا وتركيا في ظل تواضع مستوى المنتخبات الثلاثة الأخرى، ألبانيا وأندورا ومولدافيا. وبدأت آيسلندا وتركيا مشوارهما بالفوز خارج قواعدهما على أندورا وألبانيا بنتيجة واحدة 2-0.
ورأى ديشامب أن “على الورق، يبدو الأمر منطقيا” بأن تنهي المنتخبات الثلاثة، فرنسا، آيسلندا وتركيا، الجولة الأولى بثلاث نقاط، محذرا “لكن لا يجب أن نخسر النقاط في مواجهات من هذا النوع (ضد ألبانيا، أندورا أو مولدافيا) وفي المواجهات المباشرة (مع آيسلندا وتركيا) التي تخلق الفارق أيضا”. وفي مباراة “ستاد دو فرانس″، من المتوقع أن يبدأ ديشامب اللقاء بنفس التشكيلة التي واجهت مولدافيا الجمعة، والشك الوحيد يحوم حول خط الدفاع حيث هناك احتمال بأن يلعب برينسل كيمبمبي بدلا من صامويل أومتيتي الذي لا يحظى بالوقت الكافي من اللعب مع فريقه برشلونة الإسباني.
أما بالنسبة للباقي، سيخوض الظهير الأيسر لافان كورزاوا مباراته الثانية أساسيا في ظل غياب لوكا دينيي المصاب، على أن يتولى ثلاثي التهديف ضد مولدافيا، أنطوان غريزمان ومبابي وأوليفييه جيرو، المهام الهجومية ضد فريق منظم دفاعيا بإشراف المدرب السويدي إيريك هامرين الذي خلف هيمير هالغريمسون بعد مونديال روسيا الصيف الماضي حين خرج الآيسلنديون من الدور الأول من مشاركتهم العالمية الأولى. ومن جهتها، تبدو تركيا مرشحة لتحقيق فوزها الثاني حين تستضيف مولدافيا، فيما ستكون مباراة أندورا وألبانيا مفتوحة على كافة الاحتمالات مع أفضلية للأخيرة.