اقتصاد

آفاق آيفون الغامضة تشطب ربع تريليون دولار من قيمة أبل

آفاق آيفون الغامضة تشطب ربع تريليون دولار من قيمة أبل

قلق شركة أبل يدفعها لحجب بيانات مبيعات الهواتف الذكية، ومايكروسوفت تقترب من انتزاع عرش أكبر شركة في العالم.

لندن – تجمع التقارير وآراء المحللين على أن أسباب فقدان القيمة السوقية لشركة أبل لأكثر من ربع تريليون دولار على مدى أقل من شهرين، تبدأ وتنتهي بهواتف آيفون الذكية وآفاق مبيعاتها الغامضة.

فبعد أن كان سهم أكبر شركة مدرجة في الأسواق العالمية، يعد الملاذ الآمن في أوقات اضطرابات الأسواق، تراجع منذ 3 أكتوبر الماضي بأكثر من 20 بالمئة.

وانحدرت القيمة السوقية للشركة خلال 8 أسابيع من 1.1 تريليون دولار إلى نحو 838 مليار دولار أمس، لكنها لم تفقد مكانتها كأكبر شركة في العالم بسبب تراجع جميع الشركات المنافسة مثل أمازون وألفابيت المالكة الشركة الأم لمجموعة غوغل.

والاستثناء الوحيد كان شركة مايكروسوفت، التي قاومت التراجع الجماعي لأسهم شركات التكنولوجيا، وأصبحت بعد تراجع أبل على مرمى حجر من تجاوزها لتصبح أكبر شركة في العالم.

تيم كوك: لن تحدث قفزة كبيرة في نظارات الواقع المعزز في وقت قريبتيم كوك: لن تحدث قفزة كبيرة في نظارات الواقع المعزز في وقت قريب

وواصل سهم مايكروسوفت أمس سيره عكس تيار شركات التكنولوجيا مرتفعا بنحو 1.4 بالمئة لتصل قيمة الشركة السوقية إلى 793 مليار، أي بفاصل 54 مليار دولار عن أبل.

وكانت أبل قد أعلنت بالتزامن مع نتائج الربع الرابع لسنتها المالية أنها ستتوقف عن تقديم بيانات عن مبيعات الأجهزة والإيرادات الخاصة، الأمر الذي يكشف عن قلق الشركة من تراجع المبيعات.

وحذرت من تراجع المبيعات في موسم أعياد الميلاد ورأس السنة. وقالت إنها ستورّد للأسواق كميات أقل من الأجهزة لتوجه ضربة شديدة إلى معنويات المستثمرين، الذين دفعوا أسهمها إلى هبوط حاد.

واشتعلت التكهنات بشأن تأثير ذلك على سلسلة التوريد، أي الشركات التي تصنع مكونات لأجهزة أبل. وتحدثت عن أن أبل ستقلص طلبات المكونات، ما دفع 4 من مزودي أجهزة آيفون لخفض توقعاتهم للإيرادات.

وقال دانيال إيفز مدير بحوث الأسهم في ويدبوش سيكيوريتيز إنه “شعور سلبي لم يحث لشركة أبل ربما منذ 2014. الجميع بدأ يتحدث بتشاؤم عن شركة أبل، حتى سائق التاكسي في نيويورك يتحدث بسلبية عنها”.

وتأثرت أبل بتشبع الأسواق العالمية بالهواتف الذكية بعد ظهور الكثير من اللاعبين الجدد وخاصة الصعود السريع لشركة هواوي الصينية، التي أزاحت أبل من المركز الثاني في مبيعات الهواتف الذكية.

كما أدى تباطؤ دورات الترقية وطرح منتجات جديدة إلى انخفاض مبيعات الهواتف الذكية في السنوات الأخيرة، بسبب قلة الإضافات الجديدة، التي تجعل الزبائن يحتفظون بهواتفهم الأقدم.

وتشير التقارير إلى تراجع مبيعات أبل في الصين والأسواق الناشئة مثل الهند، وهي أكبر أسواق نمو المبيعات بالنسبة لأبل، الأمر الذي أثار الشكوك حول قدرتها على مواصلة النمو على المدى الطويل.

أبل رهينة مبيعات آيفونأبل رهينة مبيعات آيفون

ويقول محللون إن هاتف آيفون هو محور نجاحات أبل منذ طرحه لأول مرة قبل 10 سنوات، وهو مصدر معظم إيراداتها، لذلك فإن أي تشكيك في آفاق آيفون يزعزع قواعد أبل.

وتبدو أبل بحاجة ماسة للبحث عن مصادر جديدة للإيرادات لتخفيف اعتمادها الشديد على مبيعات آيفون. وتشير بعض التقارير إلى أنها تعمل على تقليص دور مبيعات الهواتف الذكية وتوسيع فئة الأجهزة والخدمات الأخرى.

وتشتمل الخدمات متجر أبل ونظام الدفع وخدمات الحوسبة السحابية (آي كلاود). أما المنتجات الأخرى فمن بينها الساعات الذكية أبل ووتش وسماعات الأذن أير بود وسماعات المساعد الرقمي هوم بود.

ورغم تركيز أحاديث الرئيس التنفيذي تيم كوك على تلك المنتجات بشكل كبير إلا أنها لا تبدو قادرة على تعويض تراجع إيرادات مبيعات آيفون على الأقل في المستقبل القريب.

دانيال إيفز: الجميع متشائم بشأن أبل حتى سائق التاكسي يتحدث عنها بسلبيةدانيال إيفز: الجميع متشائم بشأن أبل حتى سائق التاكسي يتحدث عنها بسلبية

وتشير نتائج أبل في سنتها المالية التي انتهت في سبتمبر إلى أن إجمالي إيرادات الخدمات بلغ 37 مليار دولار، بينما بلغت إيرادات المنتجات الأخرى 17 مليار دولار مقابل إيرادات مبيعات آيفون البالغة 167 مليار دولار.

ويأمل بعض المحللين في أن تتمكن أبل من ابتكار منتج جديد يخفف اعتمادها الشديد على الهواتف الذكية. وترجّح التكهنات أن تقدم نظارات متقدمة مبتكرة للواقع المعزز أو منتجا يتعلق بالقيادة الذاتية للسيارات.

لكن الواقع يشير إلى أن أبل لا تزال بطيئة في تحديث تلك المشاريع. وقد أكد كوك في العام الماضي أن قفزة كبيرة في تكنولوجيا نظارات الواقع المعزز لن تكون جاهزة “في أي وقت قريب”.

لكن أزمة أبل لا تقتصر عليها، ففي الأشهر الثلاثة الأخيرة خسرت فيسبوك 23 بالمئة وتراجعت أمازن بنسبة 20 بالمئة ونتفليكس بنحو 21 بالمئة، وخسرت ألفابيت 15 بالمئة.

وقال مايك هوفمان كبير مسؤولي الاستثمار في شركة روك بوينت أدفايزر، إن ارتفاع أسهم تلك الشركات لفترة طويلة أعطاها إحساسا بالمناعة وجعلها تبدو أقل مخاطرة مما هي عليه بالفعل.

ويبدو ذلك التراجع ضروريا لتتحفز وتبحث عن انطلاقة جديدة في آفاق جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى