مفكرون عرب: المعركة مستمرة مع الأرضيات الفكرية للإرهاب

مفكرون عرب: المعركة مستمرة مع الأرضيات الفكرية للإرهاب
استطاع الخطاب الديني أن يستغل الأدوات الإعلامية بكل أنواعها وأشكالها المتاحة لتمرير مقولاته الدعوية الدينية، وترويج المعطيات أو الأخبار أو المعارف التي تصب في مصلحته المرتبطة بتجييش أكبر عدد ممكن من المريدين والمتعاطفين مع الخطاب.
كان منطلق الندوة كما قال محمد بنعيسى، الأمين العام لمنتدى أصيلة، الدعوة إلى فك الارتباط بين الإرهاب من حيث هو ظاهرة عدمية مدمرة، وجوهر الديانات التي تلتقي في قيم السلم والكرامة الإنسانية وحرمة الأنفس، وهي معان حاضرة بقوة في الإسلام دينا وثقافة وحضارة.
في هذا المبحث اعتبرت رشيدة بنمسعود، الأستاذة الجامعية، وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي، أن عنوان الندوة يضمر أن هناك شعوبا عربية إسلامية تعيش لحظة لا سلم وأن أمنها مهدد، ولهذا اعتبرت أنها تميل إلى تعزيز وبلورة ثقافة الاختلاف التي من ركائزها الاعتراف بالآخر والتسامح والإنصات، حيث لا يمكن مواجهة العنف إلا بتعزيز تلك الثقافة.
فقه السلم والاختلاف
قيم السلم وتعزيزها منوطان بكل الحساسيات داخل المجتمعات العربية والإسلامية، وبداية تعزيز فقه السلم تكون من خلال تركيز قدرة التعليم والتعلم وتجويده ومراجعة وإصلاح مناهج التربية الدينية التي تُعدُّ من الوسائل والآليات الفعالة لمواجهة الإرهاب، كما يرى عبدالله يوسف الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، الذي اعتبر أن تأسيس تلك المناهج على سماحة لا تعرف الانغلاق والتزمت ووفق منهجية في الفكر تدعو إلى إعمال العقل والتأمل والنظر والتأكيد على أن الدين بجانب ما يحمله من عقائد لا تمس، هو أيضا أسلوب حياة وتربية تقوم على التراحم.
لازال موضوع الإرهاب أو التطرف والفكر الديني كعلاقة جدلية تثير العديد من التساؤلات الإشكالية من حيث موضوع التناول أو المقاربات التحليلية من مختلف المنطلقات والتوجهات السياسية والأكاديمية، سواء داخل المجتمعات الغربية أو العربية والإسلامية المعنية مباشرة بالظاهرة الإرهابية وتداعياتها على كافة الأصعدة الاجتماعية والتنموية والاقتصادية والأمنية. هذا الموضوع بتشعباته الكثيرة والمعقدة كان التيمة التي تأسست عليها ندوة علمية تحت عنوان “الفكر الديني الحاضن للإرهاب: المرجعية وسبل مواجهته”، في إطار الدورة 33 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية في إطار موسم أصيلة الثقافي الدولي الأربعين، الذي احتضنته مدينة أصيلة المغربية بين 29 يونيو و20 يوليو الجاري، بمساهمة نخبة من المفكرين والأكاديميين وسياسيين عرب وعجم. وهناك من ربط الإرهاب برؤية الإسلام الثقافية والحضارية التي أنتجت ما اصطلح عليه الإسلاموفوبيا بأسباب متعددة بعضها بدوافع أيديولوجية لجماعات وطوائف ومصالح دولية وإقليمية استراتيجية، في الوقت الذي جعل البعض الأسباب الاجتماعية والنفسية مختبرا لتفكيك الظاهرة.
أحدث التعليقات