اقتصاد

البريكست يدفع مصدري الأغذية البريطانيين للتخزين في الخارج

البريكست يدفع مصدري الأغذية البريطانيين للتخزين في الخارج

تقارير تكشف أن خروج بريطانيا بشكل فوضوي سيعرض المنتجين البريطانيين لخطر عجزهم عن الوصول لبعض أسواق التصدير.

لندن – ذكرت تقارير أمس أن بعض منتجي الأغذية العضوية البريطانية بدأوا بتخزين الجبن واللحوم في الخارج لضمان استمرار قدرتهم على بيع المنتجات إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.

وقالت إن خروج بريطانيا بشكل فوضوي سيعرض المنتجين البريطانيين لخطر عجزهم عن الوصول لبعض أسواق التصدير، حيث لن يستمر الاعتراف بالأغذية التي ينتجونها كأغذية عضوية، وهو وضع يمكن أن يستغرق شهورا للوصول إليه مجددا.

وذكرت وكالة بلومبيرغ أنه رغم تراجع احتمالات الخروج دون اتفاق في نهاية الشهر الجاري، لا تزال بعض الشركات تستعد للأسوأ عبر تخزين السلع في البلدان التي تبيع أو تصنع الأغذية فيها.

وأشارت إلى أن شركة أومسكو التعاونية البريطانية للألبان خزنت ما يكفي لعام كامل من الجبن التشدر بقيمة إجمالية تبلغ 4.6 مليون دولار في نيوجيرسي، لتتمكن من بيعها كمنتج عضوي في الولايات المتحدة بغض النظر عن مصير البريكست.

وتلقي الخطوة بالضوء على التهديد الذي تواجهه تجارة الأغذية العضوية، التي تباع بقيمة أعلى من الأغذية العادية. وفي حالة فقدان الاعتراف بتصنيف الأغذية العضوية البريطانية فإن المنتجين سوف يضطرون لبيعها كأغذية عادية، إلا إذا كانت قد تم تصديرها قبل البريكست.

سويل أسوسييشن: الشركات البريطانية تفكر بالحد من الإنتاج وخفض العمالة أو تغيير النشاط

وقالت فيكي ماكنيكولاس، المديرة الإدارية لشركة هيلين براونينغ أورغانيك لتصدير لحم الخنزير العضوي إلى ألمانيا لتصنيعه قبل إعادته إلى المملكة المتحدة “أي شيء يحدث قبل 29 مارس سيكون على ما يرام لأنه يحمل الأوراق”.

وأضافت أن “أي شركة بريطانية للأغذية العضوية تصدر منتجاتها معرضة للغلق بين عشية وضحاها”.

وخزنت الشركة 6 أطنان من لحم الخنزير العضوي في ألمانيا لتصنيعها لاحقا في وقت لا يزال الاتحاد الأوروبي يعترف بتلك اللحوم كمنتج عضوي.

وسوف يسمح ذلك للشركة بأن تشحن المنتج النهائي بعد ذلك مجددا إلى بريطانيا لبيعه، حيث تتوقع الإدارة البريطانية للبيئة والأغذية أن تستمر في الاعتراف بالمنتج العضوي القادم من الاتحاد الأوروبي حتى بعد الخروج دون اتفاق.

ويرى محللون أن طلب الحصول مجددا على وضع الاعتراف بالأغذية العضوية البريطانية يمكن أن يستغرق تسعة أشهر في حالة الخروج دون اتفاق.

وتقول جمعية “سويل أسوسييشن” وهي مؤسسة للأعمال الخيرية في مجال الأغذية وتقوم أيضا بإصدار شهادات الاعتماد للأغذية العضوية، إن بعض المنتجين البريطانيين يتحدثون بالفعل عن الحد من الإنتاج أو خفض العمالة أو تغيير النشاط إذا لم يتمكنوا قريبا من الوصول إلى حل.

وكتبت الجمعية لوزير البيئة البريطاني مايكل غوف رسالة لتسليط الضوء حول تأثير الغموض المحيط بالبريكست على منتجي الأغذية العضوية. وأشارت وكالة بلومبيرغ إلى أن هناك أيضا مخاوف من أن يتسبب البريكست دون اتفاق في تأخير مرور السلع عبر الحدود وفي بطء حركة التجارة.

وقامت شركة “كليبر تيز ليمتد” للشاي العضوي بتخزين 250 مليون شوال من الشاي في بريطانيا والبر الرئيسي الأوروبي لحماية نفسها من التأخير في الموانئ. وقالت إنها تعمل مع شركائها لمواصلة نقل المنتجات الحاصلة على الشهادات.

ووعدت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بعرض اتفاق منقح للخروج على البرلمان بحلول 21 مارس الجاري، وفي حالة رفض تلك النسخة، سوف يتم إجراء تصويت للنواب حول ما إذا كانوا يوافقون على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق أو تأجيل الخروج.

وقالت ماكنيكولاس إنه “حتى خطوة التراجع عن الخروج بلا اتفاق هي مجرد إطالة للمعاناة… الأمر مرهق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى