أخباررياضية

وثائق جديدة تكشف عن دور المال القطري في شراء تنظيم المونديال

وثائق جديدة تكشف عن دور المال القطري في شراء تنظيم المونديال

أمير قطر السابق دعم تقديم عروض بقيمة مليار دولار إلى الفيفا قبل التصويت على استضافة كأس العالم.

لندن – كشفت وثائق مسربة عرض دولة قطر لمبلغ 880 مليون دولار سرا على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قبل 21 يوما فقط من اختيارها لتنظيم كأس العالم لسنة 2020.

وتظهر الملفات التي اطلعت عليها صحيفة “صنداي تايمز″ البريطانية أن المديرين التنفيذيين في شبكة قنوات الجزيرة القطرية، وقعوا عقدا تلفزيونيا ضخما مع الفيفا، في الوقت الذي وصلت فيه حملات عروض التنافس على استضافة كأس العالم إلى ذروتها.

وتضمن العقد رسوما لم يسبق لها مثيل، ووصلت قيمتها إلى 100 مليون دولار تحولها قطر إلى حساب مخصص للفيفا في صورة ما وقع اختيارها على استضافة المونديال في الاقتراع الذي أجري سنة 2010.

داميان كولينز: على الفيفا تجميد مدفوعات الجزيرة وإجراء تحقيقداميان كولينز: على الفيفا تجميد مدفوعات الجزيرة وإجراء تحقيق

ومثّل العرض تناقضا مثيرا في المصالح بالنسبة للفيفا لأن الجزيرة كانت تدار من قبل أمير البلاد آنذاك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهو المحرك الرئيسي لحملة قطر للفوز بتنظيم كأس العالم في ذلك الوقت من العام 2010.

واطلعت الصحيفة البريطانية على نسخة من عقد ثان يضمن حقوق البث التلفزيوني مقابل 480 مليون دولار أخرى، عرضتها قطر بعد العقد الأول بثلاث سنوات، وقبل فترة وجيزة من إيقاف الفيفا لتحقيقه الذي طال أمده في الفساد في عملية التصويت وإخفاء النتائج التي تم التوصل إليها. وأصبح هذا العقد جزءا من تحقيق الشرطة السويسرية في ما بعد بشأن فضيحة الرشى داخل الفيفا.

واعتبر خبراء قانونيون أنه من الصعب تبرير المبلغ الذي دفعته شبكة بي.إن.سبورت التي استحوذت على شبكة الجزيرة الرياضية لاحقا، لصفقات حقوق البث التلفزيوني بشروط تجارية بحتة، لأن قيمة المبلغ تعادل خمسة أضعاف المبلغ المدفوع سابقا لمثل هذه الصفقات في المنطقة.

وتضاف هذه الوثائق التي كشفتها الصحيفة البريطانية إلى الأدلة المتزايدة على شراء قطر حق استضافة أكبر منافسة رياضية في العالم، والتي ستعقد في الدوحة خلال ثلاث سنوات.

ويمثل العرض الذي منح بموجبه مبلغ 400 مليون دولار قبل التصويت خرقا واضحا لقواعد مكافحة الرشوة الخاصة بالفيفا، والتي تمنع الكيانات التي تربطها مصالح بالاتحاد الدولي من تقديم عروض مالية في ما يتعلق بتقديم العطاءات.

ومن المتوقع أن يتلقى الفيفا، الذي يدعي أنه أصلح نفسه في أعقاب الفضائح التي واجهته في الماضي، دفعات بمليارات الجنيهات من قطر بما في ذلك جزء من هبة نجاح استضافة المونديال البالغة 100 مليون دولار الشهر المقبل بموجب شروط العقد.

وطالب داميان كولينز، مسؤول لجنة الرياضة والإعلام في مجلس العموم البريطاني، الفيفا بوقف العقد حتى تقوم لجنة القيم في الاتحاد بفحصه وتوضيح مدى قانونيته واتساقه مع معايير الفيفا.

وتحركت قطر في تقديم عرضها للفيفا بدعم من الديوان الأميري آنذاك، عندما بدأت حملات المزايدة في مارس سنة 2009.

Thumbnail

وكان العقد الذي يشمل مبلغ 400 مليون دولار والذي عرضته قناة الجزيرة للحصول على حقوق بث كأس العالم 2018 و2022 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قياسيا وفريدا من نوعه، إذ لم يتم الاتفاق على أي من صفقات حقوق البث التلفزيوني الأخرى قبل اختيار الدول المستضيفة للحدث.

ووصفت رسوم العقد بأنها دفع إضافي لتغطية تكاليف “إنتاج البث”، على الرغم من أن أعمال التصوير والتحرير هذه عادة ما يدفعها الفيفا.

وعد رئيس الفيفا آنذاك سيب بلاتر،عشية التصويت، أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا بأنهم سيحصلون على مكافأة استثنائية قدرها 200 ألف دولار لأن كأس العالم كان بمثابة نجاح مالي خلال تلك السنة.

في اليوم التالي، أمسك الأمير نفسه بكأس العالم على خشبة المسرح في زيوريخ للاحتفال بفوز قطر في الاقتراع لاستضافة كأس العالم سنة 2022.

وبعد أسبوع من احتفال أمير قطر آنذاك الشيخ حمد آل ثاني بفوز بلاده بتنظيم المونديال، وقع بلاتر وجيروم فالكه، الأمين العام للفيفا، على عقد حقوق البث التلفزيوني بقيمة 400 مليون دولار. وكجزء من الصفقة، دفع القطريون مبلغا بقيمة 6 ملايين دولار إلى الفيفا في غضون 30 يوما من التوقيع.

وقال المتحدث باسم قنوات بي.إن.سبورت القطرية إن التحقيق في الفيفا أثبت عدم تورط المجموعة في أي أعمال فساد، بينما لم يصدر أي تعليق من الفيفا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى