الأخبار

هل تفك فيسبوك شيفرة الفائز في الانتخابات الأميركية

سان فرانسيسكو – يرسم عملاق وادي السليكون، شركة فيسبوك، ملامح جديدة في تعامله مع الدعايات السياسية، التي قد تؤثر على السباق إلى البيت الأبيض بهدف الابتعاد عن دائرة الانتقاد مثلما حصل في الانتخابات الأميركية السابقة.

وأعلنت فيسبوك الخميس أنها لن تقبل نشر إعلانات سياسية جديدة في الأسبوع السابق على انتخابات الرئاسة المزمعة مطلع نوفمبر المقبل، في إطار سلسلة إجراءات وصفتها الشركة بأنها تهدف إلى تقليل خطر نشر معلومات مضللة والتدخل في الانتخابات.

غير أن خطوتها قوبلت بهجوم من حملة مرشح الجمهوريين الرئيس الحالي دونالد ترامب، بينما لا يزال موقف مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن غير معلوم، لكنه قد يتخذ الحياد في هذه الخطوة على الأرجح.

ومن المبكر الحكم على خطوة فيسبوك، لكن قد تعتبر بمثابة “حسن النية” للمرشحين كونها ستساعد على معرفة الجهات المؤثرة على مسار الحملات وتوجيه الأصوات.

وتتجه الشركة نحو استحداث علامة مميزة حتى تضعها على منشورات المرشحين أو الحملات الانتخابية، التي تحاول إعلان الفوز قبل النتائج الرسمية.

وفي مقابلة مع شبكة سي.بي.إس نيوز، علق الرئيس التنفيذي للشركة مارك زكيربرغ عن تلك الإجراءات بالقول إن “هذا بالتأكيد سيجري تطبيقه على الرئيس بمجرد وضع تلك السياسة موضع التنفيذ.. وستطبق على الجميع بمساواة”.

وكتب زكيربرغ منشورا على فيسبوك أعلن فيه عن التغييرات وقال إنه قلق من تحديات غير معهودة يواجهها الناخبون هذا العام نظرا لجائحة كورونا التي تسببت في زيادة كبيرة بالتصويت عبر البريد.

وقال “وسط ما تعانيه أمتنا من انقسام شديد واحتمال أن يستغرق الانتهاء من نتائج الانتخابات أياما أو حتى أسابيع، يساورني قلق بالغ من احتمال زيادة خطر حدوث اضطرابات مدنية في أنحاء البلاد”.

وتفكك فيسبوك شبكة تلو الأخرى تنشر معلومات خاطئة ونظريات المؤامرة والتحريض على الكراهية وتسجيلات مصورة محورة.

وتستعد لتكتيكات من النوع الذي يقوم على القرصنة ونشر الوثائق (هاك أند ليك) مع توفير كيانات تابعة لدول معلومات مقرصنة إلى وسائل الإعلام واستغلالها للشبكات لنشرها.

من المبكر الحكم على تأثير استخدام علامة مميزة على المنشورات، لكن قد تعتبر بمثابة “حسن النية” للمرشحين

ودافع زكيربرغ من قبل عن قراره السماح بحوارات ونقاشات سياسية حرة ودون أي قيود على فيسبوك بما يشمل الإعلانات مدفوعة الأجر التي تعفيها الشركة من برنامج التحقق من صحة المعلومات مع شركاء خارجيين من بينهم رويترز.

وقال متحدث باسم فيسبوك لوكالة رويترز إن المعلنين السياسيين سيكون بوسعهم استئناف نشر إعلانات جديدة بعد يوم الاقتراع.

وكانت فيسبوك قد واجهت انتقادات شديدة شارك فيها حتى بعض موظفيها بعدما سمحت ببقاء عدد من المنشورات المثيرة للمشاعر كتبها الرئيس دونالد ترامب هذا الصيف دون أي إشارة أو علامة تدعو للتحقق من المحتوى وكان من ضمن تلك المنشورات واحد يحوي مزاعم مضللة عن الاقتراع عبر البريد.

وقال زكيربرغ في منشوره على فيسبوك إنه من الممكن أن تكون هناك “فترة من الادعاءات المكثفة والادعاءات المضادة في الوقت الذي يتم فيه إحصاء النتائج النهائية” للانتخابات.

ولم تعلق حملة المرشح جو بايدن على الخطوة، لكن الحملة الانتخابية لترامب وجهت انتقادات حادة لإعلان فيسبوك عن الإجراءات الجديدة وقالت سامانثا زيجر وهي متحدثة باسم حملة ترامب “ستسكت مافيا وادي السيلكون  الرئيس عندما يكون الملايين من الناخبين يتخذون قراراتهم”.

وستستمر فيسبوك، أكبر شبكة تواصل اجتماعي على مستوى العالم في السماح للحملات الانتخابية وآخرين بنشر الإعلانات السياسية الموجودة على نظام الشبكة بالفعل، وستسمح لهم بتغيير مبالغ الإنفاق وقاعدة استهداف المستخدمين، لكنها ستمنع إدخال أي تعديل على محتوى الإعلانات أو تصميمها.

وقال زكيربرغ إن فيسبوك “ترى بشكل متزايد محاولات لتقويض شرعية انتخاباتنا من داخل حدودنا” بالإضافة لحملات التأثير الخارجي، كتلك التي ذكرت هي ووكالات المخابرات الأميركية أن روسيا نفذتها للتدخل في انتخابات 2016. وتنفي موسكو تلك المزاعم.

وللحد من تلك التهديدات، قال زكيربرغ إن “فيسبوك ستضع علامة على أي منشور يسعى للتشكيك في شرعية نتائج الانتخابات. وكتب يقول إن الشركة ستوسع معايير المحتوى الذي ستحذفه باعتباره مسعى لتكميم الناخبين وستحذف أيضا أي منشورات تحوي معلومات خاطئة عن مرض كوفيد – 19 وعملية التصويت قائلا إنه يمكن استغلالها لإثناء الناس عن ممارسة حقهم الانتخابي.

وسعيا لتعزيز المعلومات الموثوق بها بالإضافة إلى كبح المنشورات المضللة، ستدخل فيسبوك في شراكة مع رويترز لنشر أخبار عن النتائج الرسمية على مركز معلومات الانتخابات الخاص بشبكة التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى