أخباررياضية

نهائي مبكر بين البرازيل والأرجنتين في كوبا أميركا

تتجه أنظار عشاق كرة القدم صوب ملعب جوفيرنادور ماجاليس، حيث ينطلق الدور نصف النهائي لبطولة كوبا أميركا 2019 فجر  الأربعاء، بمواجهة نارية تجمع الغريمين، البرازيل والأرجنتين. وضرب منتخب السامبا موعدا مع راقصي التانغو بعد تجاوز عقبة باراغواي. أما الأرجنتين، فحجزت مقعدها في المربع الذهبي عقب إزاحة فنزويلا.

بيلو هوريزونتي (البرازيل) – تتسم المباراة المرتقبة بين عملاقي كرة القدم الأميركية الجنوبية البرازيل المضيفة والأرجنتين في نصف نهائي مسابقة كوبا أميركا والتي تقام على ملعب مينيراو في بيلو هوريزونتي بطابع النهائي المبكر و”سوبر كلاسيكو” يحمل في طياته رائحة الثأر.

ويقول المهاجم البرازيلي غابريال جيزوس عن اللقاء المنتظر بين المنتخبين “بالنسبة لي، إنها (المباراة) أعظم كلاسيكو. هما عملاقان يملكان تاريخا كبيرا”. ويعتبر جيزوس أفضل مثال على هجرة اللاعبين من أميركا الجنوبية إلى القارة العجوز، إذ غادر بالميراس في سن الـ20 عاما للالتحاق بفريق مانشستر سيتي الإنكليزي.

وتشكل مباراة البرازيل والأرجنتين صراعا بين منتخبين يسعيان إلى مصالحة جماهيرهما. مباراة بين “سيليساو” لا يزال مشجعوه يشعرون بالصدمة للخسارة المذلة أمام ألمانيا (1-7) في عقر دارهم في نصف نهائي مونديال 2014 على ملعب مينيراو بالذات، مسرح الإهانة التي لحقت بهم قبل خمسة أعوام، ومنتخب “ألبيسيليستي” لم يفز بأي لقب كبير منذ 1993 وتتويجه الأخير بكوبا أميركا.

لا مرشح

تبقى البرازيل المضيفة المرشحة للفوز، على الرغم من أنها تخوض البطولة دون نجمها نيمار المصاب الذي يعيش أسوأ فترة في مسيرته
بعد اتهامه من قبل عارضة أزياء برازيلية، إضافة إلى إمكانية مغادرة ناديه الحالي باريس سان جرمان الفرنسي للعودة إلى فريقه السابق برشلونة الإسباني.

في المقلب الآخر سيكون النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي حاضرا، على الرغم من ابتعاده عن مستواه واكتفائه بهدف يتيم من ركلة جزاء أمام الباراغواي في الدور الأول، وهذا ما أقر به أخيرا بقوله “لا أخوض أفضل كوبا أميركا، لا ألعب كما أرغب”.

وقال نجم برشلونة الإسباني عقب الفوز على فنزويلا (2-0) في الدور ربع النهائي “من الصعب القول من سيكون المرشح للفوز بين الأرجنتين والبرازيل في كوبا أميركا حيث أي فريق بإمكانه أن يفوز على الآخر”. وتابع “نحترمهم، ونعرف ماذا تمثل البرازيل. تأهلوا بصعوبة، ولكن يملكون لاعبين بإمكانهم خلق الفارق”.

وبالفعل احتاجت البرازيل إلى طرد شبح ركلات الترجيح للفوز على الباراغواي (4-3) بعد تعادلهما سلبا في الوقت الأصلي وحجز بطاقتها إلى المربع الذهبي، لاسيما أن السيليساو كان ضحية منافسه مرتين في النسخ الثلاث الماضية بهذه الطريقة وفي الدور ذاته.

بخلاف الندية التي تغلف مواجهات المنتخبين، تبرز إثارة من نوع آخر، تتمثل في المواجهات الفردية

وتفوقت الباراغواي على البرازيل (2-0) بركلات الترجيح عام 2011 في ربع النهائي قبل أن تخسر أمام الأوروغواي، ثم كررت السيناريو ذاته بنتيجة (4-3) عام 2015 قبل أن تسقط سقوطا مدويا أمام الأرجنتين (1-6) في نصف النهائي.

واستهل منتخب “السامبا” بقيادة المدرب تيتي مشواره على أرضه بفوزه المتأخر على بوليفيا بثلاثية نظيفة، واتبعه بتعادل سلبي أمام فنزويلا، قبل أن يدك شباك البيرو بخماسية نظيفة، فتصدر مجموعته برصيد سبع نقاط دون أن يقنع أو يفرض تفوقه.

ويشفع للمنتخب البرازيلي أنه حافظ على شباكه خالية من الأهداف في مبارياته الأربع التي خاضها حتى الآن. ولم تكن حال الجار اللدود أفضل، إذ بدأ منتحب الأرجنتين بقيادة مدربه ليونيل سكالوني حملته بخسارة أمام كولومبيا (0-2)، تلاها التعادل أمام الباراغواي (1-1)، قبل أن يفوز على قطر المشاركة بدعوة بهدفين نظيفين، ويتأهل لربع النهائي باحتلاله المركز الثاني في مجموعته برصيد أربع نقاط خلف المتصدرة كولومبيا من العلامة الكاملة.

غير أن كفة الإنجازات تميل إلى البرازيل الفائزة بكأس العالم خمس مرات (1958 و1962 و1970 و1994 و2002)، مقابل مرتين فقط للخصم اللدود الأرجنتين عامي 1978 و1986.

وفي كوبا أميركا يتفوق منتخب الأرجنتين مع 14 لقبا مقابل ثمانية فقط للبرازيل، ولكن آخر نهائيين بين البلدين في المسابقة القارية انتهيا لصالح “سيليساو” إذ فازت البرازيل عام 2004 بركلات الترجيح (4-2) بعد التعادل (2-2) في الوقت الأصلي، وعام 2007 بثلاثية نظيفة.

وحدهما قائدا الأرجنتين ميسي والبرازيل داني ألفيس خاضا نهائي عام 2007، وهي المواجهة الأخيرة بين المنتخبين في مسابقة قارية. ألفيس، الذي يبلغ 36 عاما، كان حينها احتياطيا، ولكنه سجل الهدف الثالث لفريقه بعدما حل بدلا من إيلانو المصاب. اللقاء الرسمي الأخير بين المنتخبين كان على ملعب مينيراو في نوفمبر 2016 ضمن تصفيات مونديال 2018. حينها فاز البرازيليون بثلاثية نظيفة بإشراف المدرب تيتي بعد فترة قصيرة على تسلمه زمام المنتخب.

صراع الإخوة الأعداء

Thumbnail

بخلاف الندية التي تغلف مواجهات المنتخبين على مدار تاريخهما، تبرز إثارة من نوع آخر، تتمثل في المواجهات الفردية المرتقبة بين نجوم البرازيل والأرجنتين الذين يجمعهم ناد واحد، أو سبق لهم أن تزاملوا في أحد الفرق الأوروبية لفترة طويلة، على غرار ثنائية ليونيل ميسي وفيليب كوتينيو كان من المتوقع نجاحها في برشلونة، على شاكلة الانسجام الذي ظهر بين البرغوث ونيمار دا سيلفا، قبل انتقال الأخير إلى باريس سان جرمان.

وتجمع ميسي علاقة جيدة بكوتينيو، إذ دافع عن اللاعب البرازيلي أكثر من مرة في مواجهة الصافرات التي تعرض لها من قبل جماهير برشلونة، بسبب تراجع مستواه.

ويشهد نادي باريس سان جرمان شراكة أخرى بين نجوم البرازيل والأرجنتين، حيث يلعب هناك أنخيل دي ماريا الجناح المميز لراقصي التانغو، ويزامله في الدفاع ثنائي برازيلي مكون من تياغو سيلفا وماركينيوس كوريا.

ورغم أن اللاعبين الثلاثة يشتركون في حلم واحد معا هو تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى مع سان جرمان، إلا أنهم سيفترقون على حلم واحد أيضا هو التتويج بإنجاز قاري مع منتخبات بلادهم في كوبا أميركا، وهو ما يضع إثارة إضافية على اللقاء.

كذلك تزامل داني ألفيس وليونيل ميسي معا في “كامب نو” لمدة 8 سنوات، ونجحا معا في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات أعوام 2009 و2011 و2015. وارتبط ألفيس أخيرا بالعودة مرة أخرى إلى برشلونة، بعد انتهاء تعاقده مع سان جرمان، ولكن النادي الكتالوني لا يزال يضع الأمر قيد الدراسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى