محطات

“نكهودا مانيس”.. أسطورة على نهر بروناي

“نكهودا مانيس”.. أسطورة على نهر بروناي

 

سمير عمر – بروناي – سكاي نيوز عربية
كعادة مجتمعات شرق آسيا متنوعة الأعراق متعددة الثقافات تنتشر الأساطير التي أنتجتها العقول الجماعية لشعوب تلك المنطقة من العالم، والتي لا تخلو في أغلبها من رسائل تحمل في جوهرها قيما إنسانية عليا.

وفي بروناي تقول الأسطورة إن الفتى نكهودا مانيس غادر بلدته متوجها إلى مدينة سولو (توجد الآن في دولة إندونيسيا) بحثا عن الثراء.

وبعد سنوات حقق نجاحا كبيرا وثروة طائلة وتزوج امرأة بالغة الجمال واشترى سفينة كبيرة وعاد إلى البلاد حتى وصل نهر بروناي.

في هذه الأثناء، كانت أمه دانغ أمبون كريمة مع الفقراء وتقتسم مالها معهم حتى صارت فقيرة مثلهم وحين علمت بأن ابنها في طريق عودته إلى البلاد ركبت زورقها الصغير والشوق يقتلها للقاء ابنها، وتوجهت صوب سفينة الابن الذي كان هو الآخر يشتاق للقاء أمه.

وحين اقتربت السفينة وشاهدت زوجة الابن الجميلة زورق الأم، قالت للفتى: هذه السيدة العجوز الفقيرة.. لا أريد أن أراها وعليك أن تطردها بعيدا، فلم يناقشها الفتى ورضخ لرغبتها، وأمر طاقم السفينة بدفع زورق أمه بعيدا عن سفينته.

فحزنت الأم كثيرا بسبب ما فعله ابنها العاق، وبكت حتى هبت عاصفة شديدة أغرقت سفينة نكهودا مانيس قرب الصخرة التي كانت ترسو بجوارها.

وتحمل هذه الصخرة الآن اسم جونغ باتو والتي تشبه سفينة غارقة مع القوس الشائك للخروج من الماء.

إلى هنا، تنتهي قصة الأسطورة التي يعلمها الآباء في بروناي لأبنائهم للتأكيد على قيمة البر بالأمهات.

وارتبطت هذه القصة الأسطورية بنهر بروناي الذي يخترق العاصمة بندر سري جاوان وهناك قصص عديدة يرويها أبناء بروناي عن هذا النهر الذي تصطف على ضفتيه كثير من المعالم المميزة لسلطنة بروناي دار السلام.

ومن أبرز المعالم على هذا النهر، رصيف الملكة إليزابيث الثانية حيث رست سفينتها عنده في زيارتها لبروناي في التاسع والعشرين من فبراير عام 1972، وهناك أيضا متحف بروناي ومتحف التكنولوجيا الملايوي والمتحف البحري.

وكذلك تطل على ضفتي النهر مسجد عمر علي سيف الدين، وهو المسجد الأشهر في بروناي والذي يحمل اسم السلطان السابق ويعد من أجمل مساجد العالم، كذلك مسجد عصر السلطان حسن البلقيه (السلطان الحالي)، وقصره المنيف الذي يضم ألفا 1788 غرفة، بعض أثاثها من الذهب والألماس، كما يحتوي على 650 لوحة فنية لأشهر رسامي العالم.

لكن قرية الماء، أبرز وأكثر المواقع تميزا على نهر بروناي، التي تضم داخلها 42 قرية خشبية، حيث بنيت مساكنها بالخشب ورفعت على أعمدة خشبية في قلب مجرى النهر.

ويعيش فيها وفق الإحصاءات الرسمية نحو 30 ألف نسمة غالبيتهم من الفقراء الذين يعيشون في بلد يعد من أكثر البلدان ثراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى