الأخبار

نجاة ماي من الإقالة لا يمنع سقوطها السياسي

نجاة ماي من الإقالة لا يمنع سقوطها السياسي

رئيسة الوزراء البريطانية تيرزا ماي وإن تجاوزت أصعب أزمة منذ تسلمها الحكم، فإن مشروعيتها قد تكون منقوصة بسبب الحجم الهائل للنواب من حزب المحافظين الذين صوتوا لفائدة إقالتها.

رغم أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي نجت بشق الأنفس مساء الأربعاء من مأزق الإقالة عقب فوزها بأكثرية 200 صوت مقابل 117 في تصويت أجراه نواب حزب المحافظين الذي تنتمي إليه وهو ما جعلها تحصّن نفسها لمدة عام على الأقل ضد ّ أي تمرّد جديد من حزبها، إلا أن كل هذا لن يعبّد الطريق لماي الساعية بكل ما أوتيت من قوة لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمقتضى اتفاق بريكست، كما أن عملية التصويت وإن أسعفتها تشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن جناح المتشددين في حزبها سيزيد في إضعافها وفي ضرب صورتها رغم أنها أعلنت عزمها الانسحاب من الحكم قبل الانتخابات التشريعية المقبلة في العام 2022.

لندن- نجحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في تلافي ضربة موجعة كانت ستؤول إلى إقالتها من منصبها بعدما فازت مساء الأربعاء بأكثرية 200 صوت مقابل 117 في تصويت أجراه نواب حزب المحافظين الذي تنتمي إليه لحجب الثقة عنها.

ورغم أن ماي بدت قبيل عملية التصويت في مظهر المستميت في الدفاع عن خياراته بخصوص اتفاق بريكست، علاوة على إعلانها الخروج من الحكم قبل 2022، إلا أن عملية التصويت تضر وفق العديد من المحللين بمستقبل ومصير ماي التي وإن فازت فإنها وقعت أيضا في الخسارة على عدة أوجه، حيث ستتواصل معاناتها في مقاومة المتشددين من حزبها والذين يقودون انقلابا عليها قد تتجلى صورته خلال عملية التصويت على اتفاق بريكست الذي تم تأجيله الثلاثاء الماضي.

وبعد فوزها بالثقة مجددا، قالت ماي الناجية من انقلاب نواب حزبها إنها ستمضي قدما في مهمتها من أجل إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتباينت المواقف بشأن نجاة ماي من انقلاب حزب المحافظين عليها، بين من يعتبر أن ماي خسرت الكثير باصطفاف 117 نائبا من حزبها لإقالتها من قيادة الحزب وهو ما كان سيجعلها مقالة من منصب رئيس الوزراء وبين من يرى أن نجاحها سيمنحها متسعا من الوقت لإقناع الرافضين لاتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال غرهام برادي المسؤول في حزب المحافظين إنّ نواب الحزب جدّدوا ثقتهم بزعيمتهم بعدما فشل الجناح المتشدّد في الحزب في حشد أكثرية الـ117 صوتاً اللازمة لحجب الثقة عنها.

من جهته، قال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين “تصويت الليلة لن يحدث فرقا في حياة شعبنا. الآن يجب أن تعيد اتفاقها المحزن إلى مجلس العموم الأسبوع القادم حتى يستعيد البرلمان السيطرة”.

جيريمي كوربين: نجاة ماي من الإقالة لن تحدث شيئا فارقا في حياة البريطانيينجيريمي كوربين: نجاة ماي من الإقالة لن تحدث شيئا فارقا في حياة البريطانيين

أما عن المطبات الأخرى التي تخيم على مصير تيريزا ماي فقد عادت عليها صحيفة “الغارديان” البريطانية التي نشرت تقريراً لهيثر ستوريت بعنوان “فشل انقلاب المحافظين، لكن نسبة المعارضة في الحزب تسيء لماي”.

وقالت كاتبة التقرير إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي نجت من التصويت بسحب الثقة عنها في حزب المحافظين إلا أن أكثر من ثلث حزبها صوّت ضدها، مما يعيق إمكانية تمرير اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست) في البرلمان.

وأشارت إلى أن بعض كبار مناصري البريكست أملوا بأن تقدم ماي استقالتها رداً على طلب 48 نائبا بسحب الثقة منها، إلا أنها أكدت بأنها مستعدة لمواجهة التصويت بكل ما أوتيت من قوة.

وتابعت بالقول استنادا إلى تقرير مسرب اطلعت عليه الغارديان، فإنه من المتوقع أن يصدر القادة الأوروبيون بياناً من 6 فقرات يؤكدون فيه أن “الاتحاد الأوروبي سيسعى لتقديم المزيد من المساندة في الأسابيع المقبلة بعد الاطلاع على مطالب الحكومة البريطانية، إلا أنه سيصر على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لا يمكن إعادة التفاوض بشأنه”. ونقلت كاتبة التقرير عن مسؤول أوروبي رفيع المستوى قوله إن “التطمينات موجودة” بالفعل.

وأكدت العديد من المصادر السياسية أن مسودة وثيقة للاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا يجري إعدادها لتقديمها إلى ماي وهي تشمل فقط احتمال أن ينظر التكتل في منح المزيد من الضمانات لبريطانيا بشأن الحدود بين أيرلندا وإقليم أيرلندا الشمالية. وتسعى تيريزا ماي للحصول على ضمانات من زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن ترتيبات الوضع الخاص للحدود بين أيرلندا العضو بالاتحاد وإقليم أيرلندا الشمالية البريطاني.

إلا أن العديد من المتابعين يؤكدون أن ماي وإن تجاوزت أصعب أزمة منذ تسلمها الحكم، فإن مشروعيتها قد تكون منقوصة بسبب الحجم الهائل للنواب من حزب المحافظين الذين صوتوا لفائدة إقالتها. هذا الطريق الملغوم الذي ستسير عليه ماي في قادم الأيام، لخصته أيضا صحيفة “أي” في مقال لكاتي بولز بعنوان “استطاعت ماي ‘بشق الأنفس′ تأجيل استقالتها”.

وقالت كاتبة المقال إن ماي حققت “فوزاً أجوف” في التصويت على سحب الثقة عنها من حزب المحافظين. وأضافت أن نتيجة هذا التصويت تعني أن ماي ستبقى في منصبها لكن من دون سلطة على مستقبلها. وأردفت أن العديد من النواب أكدوا أنه يتوجب على ماي الاستقالة بسبب عدد الأعضاء 117 الذين طالبوا بسحب الثقة عن قيادة الحزب.

وتابعت أن هناك مخاوف من أن ماي ستتبنى نهجاً متساهلاً في ما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في محاولة للفوز بتأييد حزب العمال. وختمت بالقول إن ماي وعدت نواب حزبها بأنها لن تقودهم لإجراء انتخابات عامة، مشيرة إلى وجود الكثير شكوك حول قدرتها على قيادة الحزب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى