أخبارعالمية

محادثات خلفية بين لندن وطهران تنهي أزمة الناقلات

جبل طارق – أفرجت سلطات جبل طارق الخميس عن ناقلة النفط الإيرانية غريس 1 بعد تلقيها ضمانات مكتوبة من الحكومة الإيرانية بأنها لن تفرغ حمولتها في سوريا، فيما ينتظر أن تطلق السلطات في طهران ناقلة النفط البريطانية المحتجزة لديها في وقت لاحق.

وسمحت سلطات جبل طارق للسفينة بالمغادرة رغم طلب الولايات المتحدة تمديد احتجازها للاشتباه بسعيها إلى تسليم حمولتها لسوريا.

وفي وقت سابق، تلقت سلطات إقليم جبل طارق طلبًا من وزارة العدل الأميركية بتمديد احتجاز الناقلة الإيرانية، قبل ساعات من استعداد حكومة الإقليم للإفراج عنها. ونقلت صحيفة جبل طارق كرونيكل أن سبب الطلب الأميركي غير واضح في هذه المرحلة، لكن المحكمة قيل لها إنه طلب من وزارة العدل الأميركية للمساعدة القانونية المتبادلة.

ولفتت الصحيفة (تأسست عام 1801) إلى أن الإفراج عن الناقلة تم تأجيله حتى المساء، بينما تنظر سلطات جبل طارق في الطلب الأميركي.

سانام وكيل: إذا تم الإفراج عن غريس 1 فسيتم الإفراج عن ستينا ايمبيرو أيضا

وقال أنطوني دودلي، رئيس المحكمة العليا بجبل طارق، إنه لولا الطلب الأميركي “لكانت السفينة الإيرانية تبحر الآن”. وعلّقت الخارجية البريطانية على الطلب الأميركي، في بيان، قائلة إنّ التحقيقات المتعلقة بناقلة النفط الإيرانية “شأن يتعلق بحكومة جبل طارق”، دون مزيد من التفاصيل.

وكانت السلطات احتجزت السفينة للاشتباه في أنها تقوم بنقل نفط خام إيراني إلى سوريا بالمخالفة للعقوبات الأوروبية المفروضة عليها.

ويرى محللون أن حكومة بوريس جونسون تسعى إلى التمسك بموقف وسطي يقترب من واشنطن دون الابتعاد عن الموقف الأوروبي المعتمد في أوروبا، وتسعى في الوقت عينه إلى الحفاظ على تواصل مع طهران لحلّ ملفات متنازع عليها بين البلدين، والحفاظ على مستقبل العلاقات الاقتصادية مع إيران بعد حل النزاع الحالي مع إيران.

وأثارت تصريحات إيران الأربعاء باقتراب موعد الإفراج عن الناقلة غريس 1 انتباه المراقبين حول مدى جدية وجود محادثات خلفية بين لندن وطهران لحل أزمة الاحتجاز المتبادل للناقلات، في وقت حثّ فيه مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في زيارته مؤخرا إلى لندن حكومة بوريس جونسون على اتخاذ مواقف أكثر تشددا من إيران.

وعبّرت واشنطن عن ارتياحها للتعزيزات البحرية التي أرسلتها لندن إلى منطقة الخليج وأنها لا تريد الضغط على الحكومة البريطانية عشية الإعداد لتحضير ملف البريكست أمام الاتحاد الأوروبي، ما يعزز إمكانية ذهاب لندن لمعالجة أزمة الناقلات مع طهران.

ولا يستبعد مراقبون وجود تنسيق بين لندن وواشنطن بشأن سبل صفقة تبادل الناقلات مع إيران، إذ يرون أن الضغط الذي مارسته واشنطن لإيقاف الإفراج عن الناقلة غريس 1 كان أقرب إلى البروتوكول منه إلى الضغط الحقيقي.

ويرى هؤلاء أنه كان بإمكان الولايات المتحدة عرقلة عملية الإفراج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة أو حتى تمديد مدة احتجازها لشهر إضافي، إلا أنها لم تفعل ذلك بناء على مفاوضات ومشاورات مع لندن.

وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس إنّ مسألة ناقلة النفط الإيرانية “تمت مناقشتها خلال لقاء جونسون بمستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمن القومي جون بولتون، مطلع الأسبوع الجاري”.

ولم تكشف واشنطن ولندن عن فحوى المحادثات التي تمّت بين الطرفين خلال اللقاء المذكور.

محادثات خلفية بين لندن وطهران تنهي أزمة الناقلات

وسبق للحكومة البريطانية أن رفضت أي مقايضة بين ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق والناقلة البريطانية المحتجزة في بندر عباس. وتعهد جليل إسلامي مساعد شؤون البحرية بمنظمة الموانئ والملاحة الإيرانية الأربعاء أن تقوم طهران بتسريع الإجراءات القضائية الخاصة بالناقلة التي تملكها شركة سويدية والتي كانت ترفع علما بريطانيا.

وتسبب اعتراض ناقلة النفط التي يشتبه بأنها تنقل نفطا إلى سوريا منتهكة بذلك حظرا فرضه الاتحاد الأوروبي، بأزمة بين لندن وطهران.

ورأت سانام وكيل الباحثة في معهد شاثام هاوس في لندن أن إيران احتجزت ناقلة النفط البريطانية في إجراء انتقامي.

وقالت الباحثة “إذا تم الإفراج عن غريس 1 فسيتم الإفراج عن ستينا ايمبيرو أيضا”.

وتابعت وكيل أن طهران ترى أن البريطانيين صادروا سفينتها بطلب من الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب الذي تعتبره إيران المخطط “لحرب اقتصادية طويلة الأمد لمنع إيران من استعادة حصتها في السوق في القطاع النفطي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى