الأخبار

ماكرون يدعو إيران إلى استئناف مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي

طهران – دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين نظيره الإيراني الذي تولى منصبه قبل أيام إبراهيم رئيسي إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 دون تأخير، في خطوة تفتح الباب أمام التساؤل عن استعداد طهران للعودة إلى التفاوض.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان نُشر الاثنين إن ماكرون دعا إيران إلى استئناف المفاوضات على وجه السرعة في فيينا من أجل الانتهاء منها، ووضع حد دون تأخير لجميع الأنشطة النووية التي تتم بالمخالفة للاتفاق.

وجدد الرئيس الفرنسي التزام بلاده بإيجاد حل، فيما طالب الرئيس الإيراني الولايات المتحدة الأميركية برفع جميع العقوبات التي فرضتها على طهران بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018.

وأتت هذه المحادثات بين رئيسي وماكرون في وقت بعثت فيه طهران الاثنين بإشارات إيجابية بشأن إمكانية عودتها إلى التفاوض، بعد أن كانت ترفض هذه الخطوة قبل رفع العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن.

وقالت الخارجية الإيرانية إن رئيسي يرحب بأي مفاوضات من شأنها رفع العقوبات عن الشعب الإيراني، نافية أن تكون طهران قد انسحبت من محادثات فيينا.

وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في إحاطته الصحافية الأسبوعية، بحسب وكالة “إيرنا”.

وقال زادة إن “طهران لم تنسحب من محادثات فيينا، ولكنها كانت مؤجلة حتى تشكيل الإدارة الجديدة وتعيين فريق للمفاوضات”.

ماكرون دعا إيران إلى استئناف المفاوضات على وجه السرعة ووضع حد لجميع الأنشطة النووية التي تتم بالمخالفة للاتفاق

وأوضح أن “الرئيس إبراهيم رئيسي يرحب بأي مفاوضات من شأنها رفع العقوبات عن الشعب الإيراني”.

وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “إذا تم التوصل إلى حل تلتزم فيه أميركا بتعهداتها في الاتفاق النووي، فإن إيران ستوقف إجراءاتها التي اتخذتها ردا على عدم وفاء الأطراف الغربية بالتزاماتها النووية”.

وأبرمت إيران الاتفاق مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، وذلك بعد أعوام من التوتر والمفاوضات الشاقة.

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن مفاعيله باتت في حكم الملغاة مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده منه وإعادة فرض عقوبات تسببت في أزمة اقتصادية ومعيشية حادة في إيران.

وأبدى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تولى مهامه في مطلع 2021، عزمه على العودة إلى الاتفاق شرط عودة إيران إلى احترام التزاماتها بموجبه، والتي تراجعت عن غالبيتها اعتبارا من 2019 ردا على الانسحاب الأميركي منه.

وتخوض إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف إلى إحياء الاتفاق. وأجريت ست جولات بين أبريل ويونيو، من دون تحديد موعد لجولة جديدة.

وسبق لمسؤولين إيرانيين التأكيد أن استئناف المفاوضات سينتظر تولي الحكومة الجديدة مهامها، في حين تحدث مسؤول في الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع الماضي، عن إمكان عودة الأطراف إلى التباحث مطلع سبتمبر.

وكانت التوقعات تشير إلى أن تولي رئيسي السلطة قد يفضي إلى تشدد الموقف الإيراني أكثر من المفاوضات والغرب، خاصة أنه من غلاة المحافظين.

وكان رئيسي أبدى في خطاب أداء اليمين الدستورية الخميس دعمه لـ”أي خطط دبلوماسية” لرفع العقوبات، مع تشديده على أن سياسة الضغوط والعقوبات لن تدفع إيران إلى التراجع عن “حقوقها”.

وأكد لماكرون أن “الأميركيين انتهكوا بوضوح التزاماتهم من خلال فرض عقوبات جديدة”، وحتى وسّعوها “لتشمل قطاع الخدمات الإنسانية”.

وشدد الطرفان على الرغبة بالمشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى