الأخبار

لبنانيون يتهمون حزب الله بتسهيل عمليات تهريب الوقود إلى سوريا

بيروت – ينتظر اللبنانيون حل أزمة الكهرباء بفارغ الصبر، ولا يُعرف إن كانت هذه المعاناة ستنتهي، ولو مؤقتا، مع وعود بوصول شاحنات من النفط الإيراني أو عن طريق استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن ومصر عبر سوريا.

وفيما أرسلت بيروت وفدا على أعلى مستوى من حكومة تصريف الأعمال إلى دمشق، فإن التساؤلات تتجه إلى موقف واشنطن من وصول شاحنات نفط إيرانية إلى لبنان عبر سوريا وبرعاية الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.

واستبعدت أوساط سياسية لبنانية مطلعة أن تقف واشنطن ضد وصول النفط إلى لبنان، مرجحة أنها ستسمح هذه المرة بمرور بضع شاحنات لاعتبارات إنسانية، لكن الأمر لن يكون دائما.

وكان العضو بمجلس الشيوخ الأميركي كريس ميرفي قال في بيروت إن حصول لبنان على نفط إيراني يمكن أن يجعله عرضة لعقوبات، واصفا مساعي إيران لتزويد لبنان بالوقود بأنها “فرصة للاستعراض”.

وحذر خصوم حزب الله من عواقب وخيمة جراء هذه الخطوة وقالوا إنها تجازف بفرض عقوبات على بلد يعاني اقتصاده من الانهيار على مدى نحو عامين.

وقالت مصادر إن الشحنة ستصل إلى سوريا ثم تنقل بالشاحنات إلى لبنان على أن تكون الأولوية الأولى هي توصيل زيت الوقود للمستشفيات لتوليد الكهرباء.

ويزور وفد من حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سوريا اليوم السبت بهدف تمهيد الطريق أمام اتفاق لتخفيف أزمة الكهرباء في لبنان عن طريق استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا.

وقال مصدر في وزارة الطاقة اللبنانية لفرانس برس إن زيارة السبت “تندرج في إطار التأكد من قدرة الدولة السورية على السير بمشروع” استجرار الغاز المصري عبر الأردن ثم سوريا وصولاً إلى شمال لبنان.

وأشار إلى أنه من المتوقع “إعادة إحياء” اتفاقية موقعة في العام 2009 تتضمن نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا.

Thumbnail

وأعلنت الرئاسة اللبنانية الشهر الماضي تبلّغها موافقة واشنطن على مساعدة لبنان على استجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن مروراً بسوريا فلبنان، البلد الغارق منذ نحو عامين في انهيار اقتصادي غير مسبوق شلّ قدرته على استيراد سلع حيوية على رأسها الوقود.

ويعني التعهد الأميركي عملياً موافقة واشنطن على استثناء لبنان من العقوبات الدولية المفروضة على سوريا بسبب النزاع، والتي تحظر القيام بأيّ تعاملات مالية أو تجارية معها.

وكشفت الولايات المتحدة أنها تجري محادثات مع مصر والأردن للمساعدة في إيجاد حلول لأزمة الطاقة في لبنان.

وقالت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا إن هناك إرادة لتنفيذ الخطة.

وكان وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر قال إن حكومته لم تتلقَّ أيّ طلبات للحصول على تصاريح استيراد وقود إيراني.

ويتفاوض لبنان منذ أكثر من سنة مع القاهرة لاستجرار الطاقة والغاز عبر الأردن وسوريا، إلا أن العقوبات الأميركية على سوريا شكلت دائماً عقبة أمام الاتفاق.

وعلى وقع انهيار اقتصادي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.

وتراجعت نتيجة ذلك قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير تغذية معقولة لكافة المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.

ويتهم لبنانيون حزب الله بتسهيل عمليات تهريب الوقود إلى سوريا، واعتبروا ذلك أحد الأسباب المباشرة التي قادت إلى أزمة الوقود في البلاد.

وأوقف الجيش اللبناني خلال الأيام الثلاثة الماضية ستة مواطنين وثلاثة سوريين شرق لبنان وشماله، كانوا يعدون لتهريب المحروقات إلى سوريا، بحسب بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني.

وضبطت وحدات الجيش “خمس سيارات وآلية نوع ‘بيك آب’ وآلية نوع ‘فان’ محملة بكمية من المحروقات المعدة للتهريب إلى خارج الأراضي اللبنانية قدرت بـ 7500 لتر من مادة البنزين، بالإضافة إلى كمية من الدخان والمواد الغذائية”.

وتم تسليم المضبوطات بحسب البيان “وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى