الأخبار

كيف ستتخلّص ماكدونالدز من قناع العنصرية

نيويورك – تواجه ماكدونالدز، إحدى أشهر سلاسل الوجبات السريعة حول العالم، موجة غضب من ذوي البشرة السوداء نتيجة اتباعها لأساليب يقول مراقبون إنها ترتقي إلى التمييز العنصري.

ومثل العديد من الشركات، قامت سلسلة مطاعم ماكدونالدز الشهيرة بدعم موجة الاحتجاجات ضد العنصرية التي انتشرت في العالم، لكن هل هذا يعني أنها فعلا تتعاطف مع المحتجين، فهي فعلا لا تريد أن تخسر زبائنها من ذوي البشرة السمراء، لكن الحقائق التاريخية لا تفيد بأنها ضد العنصرية بدليل أن العاملين منهم في هذه السلسلة لا يحصلون على حقوقهم كاملة.

وتقول مارسيا شاتلين أستاذة التاريخ والدراسة حول الأميركيين السود في جامعة جورج تاون الأميركية “إن دعم ماكدونالدز لأوسع تظاهرات مطالبة بالحقوق المدنية في الولايات المتحدة منذ عقود، غير مفاجئة”.

وذكرت في كتابها “فرانشايز: ذي غولدن آرتشز إن بلاك أميركا”، أن “العلاقة بين ماكدونالدز والأميركيين السود معقدة بطريقة فريدة. فهي قصة تمكين تصطدم بحدود الرأسمالية الأميركية وانعدام المساواة”.

ومرت هذه الشركة بسلسلة من الهجمات طيلة العامين الماضيين من قبل السود بسبب تعاملها المفضوح تجاه المستهلكين وحتى من يتعامل معها من هذه الشريحة الاجتماعية التي تشعر بأنها “منبوذة”، وهو ما لمسه العديد من المراقبين على المستويين السياسي والاقتصادي.

وفي آخر حلقات هذا التوتر، رفع العشرات من السود كانوا يملكون في الماضي تراخيص امتياز ماكدونالدز في الولايات المتحدة، دعوى على سلسلة مطاعم الوجبات السريعة يتهمونها فيها بالتمييز العنصري، لكونها أسندت إليهم فروعا أقل ربحية من سواها، فيما نفت الشبكة هذه الاتهامات.

واعتبر المدّعون في اللائحة التي قدّموها الاثنين الماضي إلى محكمة إيلينوي حيث يقع مقر ماكدونالدز الرئيسي، أن سلسلة مطاعم الوجبات السريعة “تضع أصحاب تراخيص الامتياز السود في أماكن محكومة بالفشل، يكون فيها حجم المبيعات ضعيفا وأكلاف التشغيل مرتفعة، مما يؤدي باستمرار إلى أرباح أقل أو إلى خسائر”.

ورأى هؤلاء في نص دعواهم أن السلسة “تعرقل جهود أصحاب تراخيص الامتياز السود لتنمية أعمالهم” من خلال الاستحواذ على فروع أخرى”، في المقابل لاحظ المدّعون أن هذا “التمييز العنصري” يتسبب بـ”اتساع الهوّة” بين إيرادات أصحاب الامتياز السود وبين العائدات التي يحققها أصحاب وكالات الشبكة البيض.

ضغوط متصاعدة على الشركة الأميركية
ضغوط متصاعدة على الشركة الأميركية

وبلغ معدّل قيمة مبيعات كلّ فرع من الفروع التي يملكها أصحاب التراخيص البيض مليوني دولار سنويا بين العامين 2011 و2016، في حين بلغت القيمة السنوية الإجمالية لمبيعات كلّ المطاعم التي يملكها المدّعون السود 2.7 مليون دولار.

وأشار المدعون إلى أن ذلك أدى إلى انخفاض عدد تراخيص امتياز ماكدونالدز، التي يملكها سود بنحو النصف خلال 20 عاما، إذ بلغت 182 منذ بداية العام إلا أن المجموعة الأميركية أكّدت في شريط فيديو ثقتها بأن الوقائع ستثبت “إلى أي درجة” تحرص الشبكة “على التنوع والتساوي في الفرص” ضمن منظومتها، “سواء أكان ذلك في ما يتعلق بتراخيص الامتياز، أم بالمورّدين أم بموظفي” السلسلة.

وأكّد المدير العام للمجموعة كريس كمبجينسكي في الشريط الموجّه إلى الموظفين والمورّدين عزمه على “التحقيق عن كثب وبموضوعية” في مثل هذه الاتهامات. وأضاف في ضوء المراجعة التي أجريت للملف “لا نوافق على ما جاء في الدعوى، ونعتزم الدفاع عن أنفسنا بحزم”.

وهذه الدعوى تأتي بعدما تقدّم مسؤولان في الشبكة في يناير الماضي بدعوى يتهمان فيها ماكدونالدز بأنها تمارس “تمييزا عنصريا متعمدا”. وسبقت هذه الدعوى قيام حركة “حياة السود مهمة” التي تثير مسألة عدم المساواة في مجال العمل.

وتقاضي الشبكة من جهة أخرى رئيسها السابق ستيف إيستربروك، الذي صرفته في نهاية العام الماضي لتبادله رسائل غرامية مع إحدى الموظفات. وتتهمه ماكدونالدز بأنه كذب في ذلك الحين وأخفى علاقات أخرى، وتسعى تاليا إلى استرداد عشرات الملايين من الدولارات التي دفعتها له تعويضا عن صرفه.

ورغم أن ماكدونالدز تؤيد التظاهرات ضد العنصرية في الولايات المتحدة، حيث نشرت رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في يونيو الماضي جاء فيها، “اليوم نقف إلى جانب السود عبر الولايات المتحدة” مع ذكر أسماء أميركيين سود قتلتهم الشرطة، لكنها في المقابل تتعرض لحملة شرسة من ذوي البشرة السوداء بسبب عدم المساواة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى