أخباررياضية

كوتينيو لاعب موهوب حرّره بايرن

برلين ذكر تقرير صحافي إسباني الخميس أن بايرن ميونيخ يفكر جديا في قرار جديد يخص لاعبه البرازيلي فيليب كوتينيو الذي يلعب معارا من برشلونة هذا الموسم. وبحسب صحيفة “سبورت” الكتالونية، فإن البايرن أبدى استعداده لتفعيل خيار الشراء في عقد كوتينيو خلال الصيف المقبل مقابل 120 مليون يورو.

هذا الخبر بغض النظر عن صحته من عدمها أو مدى اهتمام إدارة بطل ألمانيا في المواسم الماضية بالوافد الجديد، فإن أداء لافتا كالذي قدمه النجم البرازيلي في مباراة توتنهام لا يترك أي خيار أمام المسؤولين البافاريين سوى تفعيل بند الشراء والتمسك بكوتينيو إلى ما لا نهاية.

دعونا من العقود والإعارة والمسائل القانونية التي ينتظرها الوقت لتُحلّ أو تدخل مرحلة التفاوض. ما يهم هو اللاعب نفسه.. فيليب كوتينيو. هذا اللاعب الذي كان في ما مضى لا يغادر دكة البدلاء في فريق عريق وكبير في إسبانيا اسمه برشلونة، أضحى اليوم أيقونة النادي البافاري بأتمّ معنى الكلمة.

عروض خيالية

صحيح أنه لا يمكن الحكم على اللاعب من الجولات الأولى لدوري الأبطال، لكن العرض الكروي الخيالي الذي قدمه في مباراة توتنهمام رفّع من أسهم النجم البرازيلي أضعافا مضاعفة وأخرجه من دوامة العزلة إلى طريق الأضواء.

كوتينيو الذي عرف مسيرة متقلبة في أندية أوروبية عديدة وامتازت حياته الكروية بالترحال منذ سن الـ17 عاما عندما لعب في النادي الإيطالي العريق إنتر ميلان، يذكر أنه احتاج كثيرا إلى استخدام أكثر من حاسة للتأقلم مع كل فريق يأتي إليه. يقول النجم البرازيلي “عندما تستقر في بيئة جديدة بثقافة مختلفة، فهذا ليس سهلا، كما أنك تبدأ في العمل مع نادٍ جديد ولغة جديدة مع زملاء يتحلون باحترافية شديدة، لذا كانت المرحلة الأصعب بالنسبة لي”.

هذا الكلام لا يعكس فقط شخصية اللاعب وقدرته على التأقلم مع كل ظرفية جديدة يوضع بها، لكن فيه إشارات واضحة إلى مرحلة ما في تاريخه مع برشلونة. لنسمّي الأشياء بمسمياتها، ففي فريق عموده الفقري قائم على نجم عالمي اسمه ليونيل ميسي، لا يمكن لنجم آخر مثل فيليب كوتينيو أن يبرز أو يظهر على غرار ما هو عليه الحال في بايرن هذا الموسم.

فرصة وحيدة

في عالم كرة القدم إذا لم تصنع لك اسما وتفتك موقعا بين الكبار، فإنه يتوجب عليك أن ترحل أو تنتظر أول فرصة للخروج.. هذا ما جرى مع كوتينيو الذي وجد نفسه معارا هذا الموسم إلى الفريق البافاري في فرصة قد تكون خلاصه الوحيد من حرب الزعامات في برشلونة وهي كذلك.

ربما يتابع مسؤولو برشلونة نجمهم السابق كوتينيو من وراء الكواليس، ويطرحون أسئلة واستفسارات حول ما يقدمه النجم البرازيلي من مردود أكثر من ممتاز.. لكن السؤال الذي يوجّه إليهم في ظل حيرتهم هذه، لماذا لم يعط المدرب الإسباني إرنستو فالفيردي كوتينيو فرصته كاملة عندما كان في الفريق؟ لماذا يختار أن يعول عليه عندما يقرر هو ذلك وفي مراكز بعينها لا يجيد اللاعب الظهور فيها؟ ليس كوتينيو وحده بل هناك العديد من اللاعبين باتوا ضحايا لسطوة النجم الواحد (ميسي) في برشلونة على غرار عثمان ديمبيلي وغيره.

ربما يكون كوتينيو مثالا للاعب الذي ظل حبيس إرادة إدارة فنية خاطئة ووجد طريقه إلى الخلاص، فتلك هي حكمة كرة القدم وأقدارها ووضعياتها التي تفرض أحيانا على بعض اللاعبين الكبار المغامرة والخروج عن السائد والمعهود للتحرر وإيجاد الطريق الصحيح للإبداع.. وهو ما يعيشه كوتينيو الآن على أمل أن يواصل السير إلى النهاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى