الأخبار

قطر في مرمى الغضب الأميركي بسبب أس-400

قطر في مرمى الغضب الأميركي بسبب أس-400

القطريون يكررون المناورة التركية ويسعون لمجاراة النفوذ الروسي المتصاعد في المنطقة.

الدوحة – وضعت قطر نفسها في وضع صعب تجاه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حين أعلنت الاثنين أنها ما زالت تدرس شراء نظام أس-400 الدفاعي الصاروخي الروسي، في خطوة تبدو من خلالها مقلدة للمسار التركي وغير عابئة بالنتائج، خاصة إذا تزامن ذلك مع تراكمات غضب أميركي من دور قطر في دعم جماعات مصنفة كتنظيمات إرهابية سواء في واشنطن أو في عواصم حليفة لها في المنطقة.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف “هناك مناقشات جارية بشأن شراء عتاد روسي متنوع ولكن ليس هناك تفاهم بعد بخصوص هذا النظام (أس-400) بوجه خاص”.

ووقعت قطر وروسيا اتفاقا للتعاون الفني العسكري في 2017 لكن لم تكن هناك محادثات تذكر بشأن نظام أس-400.

ومن شأن هذا التطور أن يثير غضب واشنطن التي تمتلك في قطر أكبر قاعدة عسكرية لها بالمنطقة، وهو ما يعني تهديدا محتملا لقواتها. كما أنه قد يثير غضب السعودية التي لن تسمح بنشر صواريخ متطورة تهدد أمنها، وهو ما سبق أن نبهت إليه الرياض في وقت سابق عبر قنوات مختلفة.

وأكد وزير الخارجية القطري “بالنسبة لمشترياتنا من روسيا أو أي دولة أخرى فهناك حوار حول شراء معدات عسكرية من روسيا… بالنسبة للسعودية أو الدول الأخرى، فلا شأن لها بالأمر، إنه قرار سيادي لقطر” مضيفا أن لجنة قطرية روسية تدرس الخيارات المثلى أمام الدوحة.

وقال لافروف الذي التقى كذلك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “عندما تصلنا طلبات من رفاقنا القطريين لتسليم عتاد عسكري روسي فسندرسها بالطبع”.

ومن الواضح أن القطريين يكررون نفس مناورة الأتراك في شراء هذا النظام من الصواريخ، بعد أن شعروا بأن الأميركيين لم يحققوا مطالبهم.

لكن مراقبين خليجيين يحذرون من أن تركيا غير قطر، مشيرين إلى أن واشنطن قابلت التحدي التركي بضغوط متنوعة، كانت أبرزها العقوبات الاقتصادية التي نزلت بالليرة التركية إلى مستويات قياسية ما جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبحث عن التهدئة وامتصاص الغضب الأميركي عبر إطلاق سراح القس أندرو برونسون في أكتوبر الماضي.

ويتساءل هؤلاء المراقبون كيف يمكن أن تقابل الدوحة غضبا أميركيا متوقعا، وهي التي تعيش حالة من القطيعة في محيطها الإقليمي، ولا تمتلك بدائل لو أن غضب إدارة ترامب تطور إلى عقوبات تستهدف تصدير قطر للغاز.

وكانت مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطعت علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو 2017 على خلفية اتهام الدوحة بتمويل الإرهاب.

ما الحاجة القطرية لمنظومة أس-400ما الحاجة القطرية لمنظومة أس-400

ويخطئ القطريون في الاعتقاد بأن روسيا يمكن أن تضع بيضها في سلة قطر، وأنها قد تقبل بإغضاب السعودية لأجل صفقة ستظل محدودة مهما بلغت تكاليفها إذا قورنت بحجم التعاون السعودي الروسي في المجالات المختلفة.

وإذا كانت العلاقات الروسية القطرية تقف عند حد صفقات محدودة، فإن العلاقة بين موسكو والرياض تمتد إلى مقاربات سياسية مشتركة للقضايا الإقليمية مثل سوريا واليمن والحرب على الإرهاب، وهو ما عكسه المؤتمر الصحافي المشترك أمس بين لافروف ووزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير.

ويقوم لافروف بجولة خليجية تشمل كلا من قطر والسعودية والكويت والإمارات، وستستمر حتى 7 مارس الجاري.

وقال بيان لوزارة الخارجية السعودية إن لافروف سيجتمع مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية إبراهيم العساف، بالإضافة إلى الجبير، وإنه سيبحث مع القادة السعوديين “توسيع التعاون التجاري والتنسيق لزيارة محتملة من جانب الرئيس فلاديمير بوتين للرياض”، دون تحديد موعد لها.

ويرجع خبراء الأمن والدفاع إقبال قطر على عقد صفقات تسلّح باهظة الثمن وفائضة عن حاجتها إلى ما يعتبرونه حالة من القلق النفسي والشعور بالعزلة تدفعها باستمرار إلى البحث عن حلفاء خارج حاضنتها الطبيعية الخليجية والعربية عبر أقصر طريق وهو ضخّ أموال في قطاعات حيوية لاقتصاديات دول كبيرة من بينها قطاع صناعة السلاح الذي يعرف باستمرار تنافسا شرسا على الفوز بحصص في السوق العالمية، لكنّ دوره يظلّ كبيرا في جلب الأموال وخلق الوظائف.

وبرزت مجدّدا الغايات السياسية وراء صفقات التسلّح القطرية، مع الإعلان عن قرب تسلّم الدوحة لعدد من الطائرات دون طيار من تركيا، وذلك غداة الإعلان عن تسليم فرنسا لدفعة أولى من طائرات رافال المقاتلة ضمن صفقة كانت قد تعاقدت عليها مع قطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى