الأخبار

قطر تغلق صفحة الخلافات مع مصر بتعيين سفير لها في القاهرة

القاهرة – عززت قطر خطواتها السياسية باتجاه التقارب مع مصر وغلق صفحة قاتمة بين البلدين امتدت لنحو سبع سنوات، وقامت الخميس بتعيين أول سفير لها في القاهرة، واختارت سفيرها السابق لدى تركيا سالم بن مبارك آل شافي ليكون سفيرا فوق العادة مفوضا لدى مصر.

ووفق بيان للديوان الأميري لم يقتصر التعيين على سفير قطر في القاهرة، حيث قرر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد تعيين سفراء في كل من ليبيا وتركيا وقبرص الرومية.

وتضمن القرار تعيين خالد محمد زابن آل زابن الدوسري سفيرا فوق العادة مفوضا لدى ليبيا، ومحمد بن ناصر بن جاسم سفيرا فوق العادة مفوضا لدى تركيا، وعلي يوسف عبدالرحمن الملا سفيرا فوق العادة مفوضا لدى قبرص (الرومية).

وتوقف مراقبون عند خطوة تعيين سفير في مصر والتي تؤكد أن خطوات التقارب التي شرع فيها البلدان تسير بوتيرة جيدة، وأنهما تجاوزا الكثير من القضايا الخلافية وعبرا فوق التعقيدات السياسية، وغلّب كلاهما المصالح الاستراتيجية على التوقف عند تفاصيل مختلفة كان يمكن أن تعصف بملامح التقارب.

والتقطت القيادة القطرية علامات متباينة أشارت في مجملها إلى تقارب حثيث بين القاهرة وواشنطن، فضاعفت من رسائلها الإيجابية نحو مصر، واستشعرت الدوحة أن سياساتها السابقة في احتضان ودعم وتأييد جماعات متطرفة لن تكون مقبولة من جانب الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن.

وتفسر هذه الزاوية اختيار سفراء جدد في كل من القاهرة وأنقرة وطرابلس، وهي العواصم التي تشابكت فيها تحركات الدوحة السياسية وتصوراتها الأمنية.

عزت سعد: المصلحة تقتضي استئناف العلاقات ودعم التعاون المشترك

ويشير تغيير السفراء القطريين في هذه العواصم إلى أن هناك تحولا كبيرا في الأداء الدبلوماسي العام للدوحة يتطلب وجوها جديدة ليتسنى لها التعاطي مع حجم التحولات الإقليمية المتعلقة بالدول الثلاث.

وفتحت القاهرة صفحة مع كل من قطر وتركيا، وحكومة الوحدة الوطنية طرابلس مؤخرا، في إطار رغبتها تخفيف حدة الأزمات الإقليمية وتعظيم مكاسبها، وحققت المحادثات مع الأولى تقدما سياسيا لافتا، بينما شهدت المناقشات مع الثانية صعودا وهبوطا وضعها في مربع التجميد حاليا، وتبدو مع الثالثة (طرابلس) متذبذبة.

ويوحي نقل سفير قطر في تركيا إلى مصر بعدم استبعاد قيامه بدور في تلطيف الأجواء بين القاهرة وأنقرة وطرابلس، خاصة أن تركيا تعتقد أن التطبيع الحاصل بين مصر وقطر يصب في صالحها كدليل على ما تتمتع به القاهرة من مرونة سياسية.

وكشفت التطورات التي صاحبت عملية التقارب مع قطر عن عدم تشدد مصر في مسألة ترحيل أو تسليم قيادات إسلامية وتركتها وفقا لتقديرات الدوحة الزمنية، وجرى غض الطرف عن استمرار شبكة الجزيرة في معالجتها لملفات مصرية عديدة، وأن تخفيف اللهجة عند الحديث عن بعض القضايا لا يخلو تماما من سخونة إعلامية.

وحملت بعض التصريحات الرسمية لهجة إيجابية حيال الدوحة وثقة في نواياها السياسية، فمنذ بدء محادثات التقارب ولم تنتقد مصر أو وسائل الإعلام فيها أي خطوات قطرية سلبية أو رمادية، وبدت غير عابئة بما تبقى من علامات قاتمة تظهر عبر قناة الجزيرة كأنها على يقين بأنها سوف تتلاشى تدريجيا.

ويفرض تعيين سفيرين في البلدين بعض القيود على وسائل الإعلام في الدولة الأخرى، وفقا للأعراف الدبلوماسية السائدة، الأمر الذي يقود إلى عدم استبعاد أن يظهر التغيير القطري التام في خطاب الجزيرة وأخواتها قريبا.

وأكد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عزت سعد، أن تعيين سفير قطري لدى مصر يعبر عن أن هناك توافقا بين البلدين على إمكانية حل أي مشكلة بينهما من خلال الطرق الدبلوماسية، وهي إشارة جيدة على وجود نوع من القناعة بضرورة تطويق كل الأزمات التي قد تعرقل جهود تطبيع العلاقات بينهما.

وأضاف في تصريح لـ“العرب” أن الخطوة طبيعية في ظل المشاورات المكثفة التي جرت بين البلدين خلال الفترة الماضية، وقد يكون هناك تقييم من جانبهما بأن المصلحة تقتضي استئناف العلاقات كاملة ودعم التعاون المشترك في مجالات عدة.

وأعلنت مصر في 23 يونيو الماضي تعيين عمرو كمال الدين الشربيني سفيرا فوق العادة مفوضا لدى حكومة قطر، في إطار رغبتها في تحسين العلاقات مع الدوحة.

وبدت هذه الخطوة دلالة مبكرة كاشفة عن اطمئنان القاهرة لما وصلت إليه المناقشات مع الدوحة، حيث يتمتع السفير فوق العادة بصلاحيات قانونية موسعة تشمل توقيع اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلها، وذلك خلافا للسفير العادي، وهو ما حرصت الدوحة على يكون ملحقا بمسمى سفيرها الجديد في القاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى