الأخبار

قائد الجيش المغربي يناقش في واشنطن دعم إيران لبوليساريو

الرباط – واشنطن – مثّل دعم إيران لجبهة بوليساريو ومخاطر ذلك على المنطقة محور مناقشة جمعت الجنرال دوكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، الثلاثاء، مع كبار قيادات الجيش الأميركي، وذلك ضمن مسار الشراكة الدفاعية بين البلدين.

وأوضح بيان للقوات المسلحة الملكية المغربية أن دارمي قد تطرق، خلال هذه الاجتماعات، إلى التحديات التي تنبغي مواجهتها في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، حيث الوضع الأمني أكثر إثارة للقلق بسبب تدخل فاعلين من خارج المنطقة وتعاملهم مع الحركات الانفصالية.

واعتبر مراقبون لمسار العلاقة الدفاعية بين المغرب والولايات المتحدة أن ما رشح عن دور إيراني في إسناد الجبهة الانفصالية بطائرات مسيّرة يمثل تحديا للتحالف الدفاعي بين واشنطن والرباط، مشيرين إلى أن هذا التحالف لا يهتم فقط بالمخاطر التي يمكن أن تهدد أمن أحد الشريكين، ولكنه يمتد ليطال مختلف التحديات التي تهدد الإقليم، خاصة أن الولايات المتحدة لديها حضور في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، ووجود إيران وأسلحتها في المنطقة يمثل تحديا مباشرا لها وليس فقط للمغرب.

وأكد هشام معتضد، الخبير المغربي في العلاقات الدولية والأمنية، المقيم بكندا، أن الحوار الجاري بواشنطن بين قيادة الجيشين المغربي والأميركي يدخل في إطار استمرارية خطة العمل التي تبنتها الرباط وواشنطن من أجل الدفع بآليات الدفاع المشتركة إلى المزيد من الفاعلية على المستوى الميداني.

وقال معتضد في تصريح لـ”العرب” إن أهمية اللقاء المغربي – الأميركي تكمن في تطابق المواقف تجاه التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء، خاصة بعد التهديدات التي أطلقتها قيادة جبهة بوليساريو ووجود أدلة على التوغل الإيراني في شمال أفريقيا وبالتحديد في المحيط الإقليمي للمملكة.

وأضاف أن الحوار بين قادة الجيشين مثّل مناسبة لتمرير رسائل ذات أبعاد عسكرية في المنطقة وذلك لوجود خطاب سياسي يهدد الأمن الإقليمي والمصالح المشتركة للمغرب والولايات المتحدة.

 

هشام معتضد: اللقاء يعكس توافقا بين الرباط وواشنطن ضد التوغل الإيراني
هشام معتضد: اللقاء يعكس توافقا بين الرباط وواشنطن ضد التوغل الإيراني

 

وسبق لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن اتهم إيران بتسليح الجماعات المتطرفة والكيانات الانفصالية داخل المنطقة العربية، بما في ذلك تسليمها الطائرات المسيّرة لبوليساريو، وتجدد هذا الاتهام على هامش حضور بوريطة القمة العربية الأخيرة في الجزائر.

ويقول مراقبون إن انتقال إيران إلى منطقة بعيدة عنها جغرافيا ومحاولة استقطاب ميليشيا على شاكلة حزب الله اللبناني في شمال أفريقيا يمثلان تهديدا مباشرا للأميركيين الذين لن يبقوا مكتوفي الأيدي وسيسعون لمنع تمركز إيران في شمال أفريقيا كمنطقة إستراتيجية.

وقال الجنرال دارمي إن المملكة المغربية تظل مصممة على مواجهة التهديدات المختلفة التي تخيم على محيطها، من خلال تعزيز تحالفاتها و قدراتها العملياتية، بهدف رئيسي هو ضمان الدفاع عن وحدتها الترابية وأمن حدودها، مشيدا بالتميز والطابع الاستثنائي للتعاون المغربي – الأميركي، ونتائجه الإيجابية سواء على مستوى التكوين والتدريب المشترك، أو توريد المعدات والمواد الحربية عالية الأداء مع المواكبة اللازمة.

وتوج التعاون الإستراتيجي بين المملكة المغربية والولايات المتحدة في أكتوبر 2020 بتوقيع مذكرة تفاهم تحدد خارطة الطريق العشرية 2020 – 2030 من أجل توطيد العلاقات الثنائية في مجال الدفاع والنهوض بمشاريع مشتركة للاستثمار بالمغرب في قطاع صناعة الدفاع بهدف التحفيز على نقل التكنولوجيا والبناء التدريجي للاستقلالية الإستراتيجية للمملكة في هذا المجال.

وذكر دارمي بالتزام المملكة الفعال بالسلام والاستقرار الإقليمي، ودورها الرائد كمصدر للسلام والأمن في المنطقة، والذي تم تكريسه، على الخصوص، من خلال نشر أكثر من 1700 من جنود القبعات الزرق المغربية في جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإحداث مركز التميز لعمليات حفظ السلام، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية.

وفي زيارته الأولى إلى المغرب في أغسطس الماضي قال الجنرال تود واسموند، قائد فرقة عمل جنوب أوروبا وأفريقيا التابعة للجيش الأميركي، في تصريحات نقلتها السفارة الأميركية إن الجيش الأميركي ملتزم دائمًا تجاه شركائه الأفارقة وسيواصل تنسيق مجالات التدريب والتعاون في الأمور الأمنية في القارة.

وبدوره أشاد الجنرال في مشاة البحرية مايكل لانجلي، أعلى مسؤول عسكري أميركي يتولى القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، بقوة الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والمغرب خلال زيارته الأولى إلى المملكة، مشيرا إلى مواصلة العمل معًا بشأن مجموعة من القضايا الأمنية الحرجة والاستمرار في ضمان الاستقرار الإقليمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى