أخبارعالمية

فتح سفارة إماراتية بإسرائيل خلال أشهر

تل أبيب – كُشف، الجمعة، عن نية دولة الإمارات العربية المتّحدة فتح سفارة لها في إسرائيل خلال أشهر قليلة، وذلك استكمالا لعملية تطبيع العلاقات المتسارعة بين البلدين منذ الإعلان في أغسطس الماضي عن توصلّهما إلى اتّفاق سلام تاريخي برعاية أميركية.

وقال مسؤول إماراتي وصف بـ”الرفيع” إنّ بلاده ستفتح سفارة في إسرائيل خلال بضعة أشهر. وجاء ذلك وفقا لما نقلته صحيفة “إسرائيل اليوم” عن المسؤول الذي لم تسمّه، والذي قالت إنه من وزارة الخارجية الإماراتية، بينما لم يصدر تأكيد أو نفي رسمي إماراتي للخبر إلى حدود مساء الجمعة.

وحسب الصحيفة ذاتها فإن المسؤول الإماراتي قال “أعتقد أن الإسرائيليين سيكونون قادرين على الحصول على تأشيرات سفر إلى الإمارات من سفارة ستفتح في إسرائيل بعد ثلاثة إلى خمسة أشهر من الآن”.

وكانت الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت، منتصف الأسبوع الجاري، أن مسؤولين من الجانبين بحثوا افتتاح سفارتين في إسرائيل والإمارات خلال محادثات جرت في أبوظبي بمشاركة مسؤولين أميركيين.

كما نقلت الصحيفة الإسرائيلية ذاتها، عن المسؤول الإماراتي قوله، إنّ “أبوظبي تدرس فتح قنصلية بمدينة حيفا أو الناصرة تعمل إلى جانب السفارة بإسرائيل”.

وأضاف “نطمح إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، لكن السلام يتم في الواقع مع جميع الإسرائيليين، ومن المهم جدا بالنسبة لنا أن نكون متاحين للسكان العرب في إسرائيل الذين نعتبرهم شريكًا مهمًا للسلام الدافئ”.

وتابع “نريد لقنصليتنا الرسمية أن تكون متاحة للجمهور العربي في إسرائيل، وبالتأكيد مدينة الناصرة مرشح رئيس، وقريبا سنقرر كيف ومتى ستفتح بعثاتنا الدبلوماسية”.

وتقول الإمارات إنّ اتفاقها مع إسرائيل يخدم السلام الأشمل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويكف يد إسرائيل عن الاستيلاء على المزيد من أراضي الضفّة الغربية.

افتتاح قنصلية في مدينة حيفا أو الناصرة يراعى في اختيار موقعها عامل تقريب الخدمات القنصلية إلى السكان العرب

وتشهد عملية السلام تلك حالة من الجمود منذ إعلان الولايات المتّحدة عن خطة للسلام تضعها تحت مسمّى صفقة القرن ويرفضها الفلسطينيون بشدّة كونها لا تبقي على حظوظهم في إنشاء دولة قابلة للحياة.

وكان قد أعلن في الثالث عشر من أغسطس الماضي عن توصّل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما. وتسارعت منذ ذلك الحين خطوات تطبيع العلاقات بين الطرفين، حيث تمّ في السادس عشر من الشهر نفسه توقيع أول اتفاق تجاري بين الإمارات وإسرائيل لتطوير أبحاث خاصة بفايروس كورونا بالشراكة بين شركة أبيكس الوطنية للاستثمار الإماراتية ومجموعة تيرا الإسرائيلية.

وكان من أهم خطوات التطبيع وأكثرها رمزية إلى حدّ الآن تسيير أول رحلة طيران تجارية مباشرة بين تل أبيب وأبوظبي آخر أغسطس الماضي.

وحملت الرحلة التي انطلقت من مطار بن غوريون قرب تل أبيب وأمّنتها طائرة شركة العال الإسرائيلي وفدا إسرائيليا أميركيا قاده صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر وضم كلاّ من مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، ومائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى جانب نحو عشرين مسؤولا من المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

واستغرقت رحلة طائرة البوينغ 737 قرابة الساعتين ونصف الساعة فقط، وذلك بفضل اختصار مسار الرحلة التي عبرت الأجواء السعودية بموافقة سلطات المملكة، وذلك في قرار لافت للرياض التي أعلنت رفضها تطبيع العلاقات مع تل أبيب قبل التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين.

وشهدت الأسابيع الثلاثة الماضية تكثيف الاتصالات بين الإمارات وإسرائيل. وقامت الإمارات بإلغاء قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1972، منهية 48 عاما من المقاطعة.

وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، كان ضمن الوفد الذي زار أبوظبي ضمن الوفد الأميركي الإسرائيلي المشترك، إن على أجندة العمل الإسرائيلية الإماراتية المشتركة تطوير التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري والثقافي.

وتأمل الولايات المتّحدة الأميركية تعميم تجربة تطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية على أكبر عدد ممكن من الدول العربية، لاسيما دول الخليج.

غير أن أكبر الدول الخليجية؛ المملكة العربية السعودية، تحفّظت على الخطوة وربطت إمكانية الإقدام عليها بتحقيق تقدم في مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي. كما اختارت مملكة البحرين اتخاذ الموقف ذاته.

وعن الموضوع ذاته قال جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّه من الممكن والمنطقي أن تقيم جميع الدول العربية الـ22 اتفاقيات سلام مع إسرائيل في يوم من الأيام.

وأضاف متحدّثا لوكالة الأنباء الإماراتية وام “لا يمكننا حل المشكلات بمقاطعة بعضنا البعض وبالتالي فإن السلام وإتاحة التبادلات الاقتصادية والتجارية سيعززان من قوة واستقرار الشرق الأوسط”، معتبرا أنّ “هناك ألف سبب يفسر لمَ يجب أن يحصل ذلك، وأسبابا قليلة لوجوب عدم حصوله، وآمل أن يكون لدى القادة القوة والشجاعة كي يتخذوا قرارات صحيحة وألا يحبطوا بسبب الأقلية التي تعارض ذلك”.

كما عبّر المسؤول الأميركي عن ثقته في أنّ “الأقلية التي تعارض اتفاقية السلام ستصبح معزولة في المنطقة”.

وكشف المسؤول الأميركي عن قرب توقيع اتفاقية سلام بين دولة عربية -لم يسمها- وإسرائيل، وذلك في “غضون أشهر من الآن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى