الأخبار

غرة مايو.. نصر للعمال أم فرصة لبعث عيد للعاطلين

غرة مايو.. نصر للعمال أم فرصة لبعث عيد للعاطلين

ارتفاع نسب البطالة والتكاسل ناقوس خطر يهدد قيمة العمل وقداسته، وبعض الخبراء والباحثين يحملون ذلك رأسا للنقابات المهنية.
لندن – يحتفي العمال في دول كثيرة من العالم، الأربعاء بعيد العمال الذي يُعد مناسبة تقليدية ترسّخت في عدة بلدان عُرفت طيلة أكثر من قرن من الزمن بزخم وقوة النقابات العمالية التي باتت أشبه بسيف دائم مسلّط على رقاب الحكومات والدول.
وعلى الرغم من رمزية تاريخ 1 مايو لدى جميع عمال الفكر أو الساعد، فإن المتغيرات التي تميز العالم راهنا في علاقة بالعمل وحتى بقيمته كإحدى أهم الخصائص التي تفصل البشر عن بقية الكائنات، تستدعي الوقوف بتأمّل لطرح العديد من الإشكالات التي تحيط بدواعي انتفاء قداسة العمل في مختلف أصقاع العالم تقريبا، خاصة في ظل بروز العديد من مؤشرات التكاسل والتراخي عن العمل أو في علاقة بالارتفاع غير المسبوق لنسب البطالة لا فقط في الدول النامية، بل أيضا في عدة دول متقدّمة استقطبت قبل عقود الملايين من المهاجرين وأمّنت لهم فرص عمل.
وفي قلب التحولات الكبرى الحاصلة مؤخرا والتي سقطت فيها أنظمة سياسية في كل من السودان والجزائر لدواعي اقتصادية واجتماعية مرتبطة بالعمل، أو على وقع تواصل احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا، المنادية في جزء من شعاراتها السياسية بضرورة طرح ملف البطالة على طاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تُطرح أيضا العديد من الاستفهامات حول جدوى احتفال قطاع الشغالين في العالم بعيد العمال في وقت تذهب فيه العديد من الآراء والتقييمات إلى أن المطلوب بات على الأرجح هو الاحتفال بعيد العاطلين أو عيد الكسالى.
علاوة، على تحميل بعض الخبراء والباحثين تراجع قيمة العمل في العالم رأسا للنقابات المهنية التي توصف بأنها تكتفي فقط بطلب الزيادات أو الإطناب في تقديم مطالب عمالية مجحفة على حساب الإنتاج والإنتاجية، فإن البعض الآخر يطرح تصورات مغايرة تماما تتساءل عن ماهية من يدافع عن العاطلين عن العمل الذين يدفعون وفق تصوراتهم فاتورة عجز الحكومات عن إدماجهم في سوق الشغل، وثانيا لإسهاب النقابات في إثقال كواهل ميزانيات الدول لفائدة منظوريها من العمال وذلك على حساب العاطلين عن العمل الذين تتعلل الحكومات بعدم إدماجهم لغياب الاعتمادات المالية الكافية لخلق أسواق شغل جديدة.
وفي الوقت الذي يحتفي فيه طيف واسع من الشغالين بعيد العمال، طرحت مراكز الدراسات، والهيئات الأممية ومنها منظمة العمل الدولية تقارير أشرت على وجود ارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة لا فقط في الدول الفقيرة بل أيضا في الدول العريقة مثل فرنسا وإسبانيا و دول أخرى طالتها البطالة بدرجة كبيرة.. وهو ما يتطلب ضرورة ترتيب الأولويات بإعطاء فرصة للعاطل ضمن التصورات والرؤى قبل العامل المتسلح بقوة نقاباته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى