محطات

علاقة حفتر بموسكو بميزان المحللين

عبد العزيز باشا-طرابلس
من بين صور احتراب الليبيين التي تظهر في الإعلام، لا تكاد صورة منها تخلو من سلاح خفيف أو ثقيل تمتشقه أيدي رجال المليشيات أو الجيش، وتستخدمه لإطلاق النار على الخصم المحلي في الجهة المقابلة، كبنادق كلاشنيكوف، ورشاشات دوشكا الثقيلة، ومقاتلات ميغ من مختلف الطرازات.
يعطي انتشار الترسانة الحربية السوفياتية هذه مؤشرا على عمق العلاقة التي بناها العقيد معمر القذافي على مدى أربعين عاما مع موسكو، قبل أن تطيح ثورة مارس/آذار 2011 بنظامه،ـ وهو يعرف كذلك بالأداة التي تسعى روسيا في عهد فلاديمير بوتين لاستخدامها في مساعيها لاستعادة النفوذ الذي فقدته، منذ استنجاد الثائرين على نظام القذافي بحلف الناتو قبل خمسة أعوام، ومؤازرته لهم في القضاء على القذافي نفسه، وإحلال نظام بديل على الأرض الليبية.
وتحضر هنا صورة العقيد الليبي خليفة حفتر، وهو يتجول على ظهر حاملة طائرات روسية خلال عبورها المياه الإقليمية الليبية في يناير/كانون الثاني الماضي، كما تحضر تأكيدات قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال توماس والد هوسر الشهر الماضي بوجود قوات روسية في ليبيا تدعم حفتر، وهو الأمر الذي نفته موسكو.
وبين شواهد زيارة حفتر إلى حاملة الطائرات “الأدميرال كوزنتسوف”، والشكوك التي يثيرها البنتاغون حول حقيقة الوجود الروسي المستجد على الأرض الليبية، يختلف المحللون بشأن دواعي العلاقة القائمة حاليا بين حفتر وموسكو وآفاقها.

عمر الشيخ: روسيا لم تجد شريكا في غربي ليبيا (الجزيرة)
يقول المحلل السياسي الجزائري محمد العربي زيتوت في هذا الصدد إن النفوذ الروسي عاد إلى ليبيا بدعم من دولة الإمارات التي تمول عمليات شراء الأسلحة الروسية القديمة لحفتر بدعم من النظام العسكري في مصر.
الدولة الفدرالية
وعن أسباب اعتبار موسكو حفتر بوابة لعودتها إلى ليبيا، قال الإعلامي السوري المتابع للشأن الليبي عمر الشيخ إن “روسيا لم تجد شريكا حقيقيا لها في الغرب الليبي، وترى أن الدعوات التي قدمت لها من قبل مسؤولين في غربي البلاد ليست كافية، فاتجهت لتعزيز نفوذ حفتر في الشرق، وهي الآن تدعم حل الأمة الليبية بإعلان دولة فيدرالية”.
وعن آفاق مستقبل علاقة روسيا مع حفتر، يقول الخبير العسكري الليبي عادل عبد الكافي للجزيرة نت إن موسكو تعلم أنه ليس في إمكان حفتر ولا حتى جناحه السياسي (مجلس النواب) أن ينفردوا بقيادة ليبيا نظرا لضعفهم من الناحيتين العسكرية والسياسية.
ويضيف أن زيارة قادة عسكريين من قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني إلى موسكو ترجح إمكانية تغيير روسيا موقفها تجاه حفتر، متوقعا أنها لن تمضي معه أبعد من ذلك، “كون موسكو والدول الغربية تبحث عمن يستطيع تحقيق مصالحهم”.
يشار إلى أن الخارجية الروسية كانت أكدت في بيان في العشرين من أبريل/نيسان الجاري أنها ستتواصل مع جميع الأطراف الليبية لإيجاد حلول مقبولة للطرفين تمكن من استعادة وحدة البلاد، وذلك عقب اجتماعات عقدها قادة عسكريون بقوات البنيان المرصوص مع مسؤولين عسكريين وسياسيين روس في موسكو.

محمد فؤاد: حفتر يقلد بشار الأسد (الجزيرة)
في المقابل، أعرب الناشط السياسي الليبي محمد فؤاد عن اعتقاده بأن حفتر يحاول لعب دور شبيه بدور الرئيس السوري بشار الأسد، من خلال تهديد أعدائه بالتدخل الروسي، لافتا إلى أن ⁠⁠⁠روسيا تريد استغلال ليبيا كورقة في مفاوضاتها مع الدول الغربية.
اتجاهات واشنطن
ولفت الدبلوماسي الليبي السابق حسن الباروني بدوره إلى أن مستقبل العلاقة بين حفتر وروسيا يعتمد على اتجاه السياسة الأميركية في المرحلة القادمة، وتابع أن هذه العلاقة ستتراجع إن تعامل الأميركيون بحزم للوقوف في وجه تمدد الأطماع الروسية في ليبيا والمنطقة عموما.
وتابع الباروني -الذي شغل سابقا منصب سفير ليبيا لدى دول عدة، في تصريح للجزيرة نت، أن تراجع السياسة الأميركية في ليبيا إبان حكم أوباما كان سببا رئيسا في تشجيع روسيا على التدخل في ليبيا.
المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى