أخباررياضية

صراع الهداف ليس الحرب الوحيدة في الدوري الإنكليزي

صراع الهداف ليس الحرب الوحيدة في الدوري الإنكليزي

الحرب تشتعل بين مهاجمي الدوري الإنكليزي من أجل الفوز بلقب هداف البريميرليغ، بعدما توقف محمد صلاح على نحو مفاجئ وتراجع معدل أهدافه.

أدرك الدوري الإنكليزي الممتاز مراحل الحسم بعد الوصول إلى المحطة التاسعة والعشرين من السباق المحموم على اللقب، وتشهد استمرار المنافسة بين ليفربول ومانشستر سيتي، لكن بعيدا عن صراع الأندية على قمة البريميرليغ، هناك صراع من نوع آخر بين اللاعبين، حيث احتدمت المنافسة بين الثنائي محمد صلاح جناح ليفربول وسيرجيو أغويرو مهاجم مانشستر سيتي، على عرش الهدافين بعدما عاد الأرجنتيني من بعيد لإزاحة ملك مصر من مقعده المفضل.

لندن – يواصل النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنكليزي، تألقه مع الريدز في مختلف البطولات التي يشارك فيها خلال الموسم الحالي 2018-2019. ويتصدر محمد صلاح قائمة أفضل هدافي ليفربول هذا الموسم، بعدما سجل 20 هدفا خلال مشاركته في 37 مباراة بإجمالي 3009 دقائق بجميع المسابقات، كما يملك الفرعون المصري 8 تمريرات حاسمة.

وحظي نجم منتخب مصر ونادي ليفربول بإشادة صحيفة “الغارديان” البريطانية بعد الأداء المميز الذي ظهر عليه في مباراة ليفربول وواتفورد. وقالت الصحيفة “على الرغم من غياب محمد صلاح عن التهديف في فوز ليفربول على واتفورد بخماسية نظيفة، إلا أن اللاعب المصري قدم واحدة من أفضل مبارياته مع الريدز هذا الموسم، إن لم يكن أفضلها على الإطلاق”. وأضافت “الكثير من جماهير ليفربول يدركون جيدا ما فعله محمد صلاح أمام واتفورد”.

وبدوره أشاد الألماني يورغن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول بالمستوى الذي قدمه النجم المصري محمد صلاح خلال مواجهة واتفورد. وقال كلوب في تصريحات صحافية عقب نهاية المباراة “محمد صلاح قدم أداء استثنائيا أمام واتفورد على الرغم من قيام الفريق الخصم بتضييق المساحات من أجل إيقافه”. وأضاف مدرب الريدز حديثه عن النجم المصري قائلا “العديد من المدافعين لا يستطيعون إيقاف محمد صلاح في ظل المستوى الذي قدمه”.

ولا يوجد شك في مكانة النجم المصري محمد صلاح بالدوري الإنكليزي الممتاز، فهو من أفضل لاعبي المسابقة في الموسمين الأخيرين، وفاز بجائزتي هداف البطولة وأفضل لاعب فيها الموسم الماضي، لكن إنجازات صلاح الفردية تحتاج لأن تنعكس بالإيجاب على تطلعات فريقه ليفربول الساعي بدوره للفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ العام 1990، وأرقام اللاعب هذا الموسم تشير إلى وجود خلل لا يمكن إغفاله في هذه التركيبة الصعبة.

سجل صلاح حتى يومنا هذا 17 هدفا في المسابقة، وهو يحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين وراء نجم مانشستر سيتي سيرجيو أغويرو. وتفوق المهاجم الأرجنتيني على نظيره المصري لا ينحصر فقط بالأهداف، بل إن هناك أبعادا أخرى أكثر أهمية، ربما تبعث إشارات على أن اللقب أقرب إلى حامله مانشستر سيتي هذا الموسم من ليفربول، رغم أن الأخير يتصدر بفارق ضئيل عن مطاردته مع تبقي جولات على النهاية.

إنجازات صلاح الفردية تحتاج لأن تنعكس بالإيجاب على تطلعات فريقه ليفربول الساعي بدوره للفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ العام 1990

الأمر الأول الذي تتوجب الإشارة إليه، هو أن أغويرو يتمتع هذا الموسم بسجل أفضل في كل النواحي، فقد لعب مباريات أقل من صلاح هذا الموسم. والسبب في ذلك يعود للإصابة التي تلقاها أغويرو في ديسمبر الماضي، وهو ما أبعده 4 مباريات عن فريقه، في وقت بقي فيه صلاح بعيدا عن الإصابات طوال الموسم، ورغم ذلك فإن معدل أهداف المصري أقل من معدل ‘كون’ الذي يسجل هدفا كل 97.9 دقيقة، مقابل هدف كل 139.8 دقيقة لمهاجم ليفربول.

وبشكل عام فإن أغويرو ليس الوحيد الذي يتفوق على صلاح في نسبة تسجيل الأهداف لعدد الدقائق، حيث يبرز أيضا كل من مهاجم أرسنال بيير إيميريك أوباميانغ (هدف كل 131 دقيقة)، وهداف توتنهام هاري كين (هدف كل 138 دقيقة)، وزميله الآخر سون هيونغ مين (هدف كل 138 دقيقة أيضا). أهداف أغويرو الـ18 دون احتساب مباراة السبت جاءت من 87 تسديدة على المرمى بنسبة تحوّل التسديدات إلى أهداف بلغت 20.69 بالمئة، فيما أتت أهداف صلاح الـ17 من 92 تسديدة، بنسبة 18.48 بالمئة.

سمعة مرموقة

يتمتع أغويرو بسمعة مرموقة كمهاجم صاحب لمسة مدمرة داخل منطقة الجزاء، وتدل إحصائيات الموسم الحالي على أنه لمس الكرة في هذه المنطقة لعدد مرات أقل من صلاح. بالنسبة لأغويرو، فإنه لمس الكرة داخل منطقة الجزاء 163 مرة، 87 منها على شكل تسديدات، 33 منها ضمن إطار المرمى و18 منها تحولت إلى أهداف. أما صلاح فقد لمس الكرة داخل المنطقة 231 مرة، 92 منها على شكل تسديدات كانت 45 منها ضمن إطار المرمى، إلا أنه سجل 17 هدفا فقط.

الأمر الذي يقلق أنصار ليفربول هذا الموسم هو اختفاء صلاح في المناسبات المهمة، فقد أحرز اللاعب المصري هدفا وحيدا في المباريات أمام الفرق الخمسة الأخرى الكبيرة (مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، تشيلسي، أرسنال وتوتنهام)، وجاء هذا الهدف بمرمى أرسنال (5-1) في ديسمبر الماضي. وفي الجهة المقابلة، فإن أغويرو دائما ما يكون على الموعد، فقد أحرز 3 أهداف بمرمى تشيلسي ومثلها أمام أرسنال وهز شباك كل من ليفربول ومانشستر يونايتد مرة واحدة.

هذه الأرقام تقودنا إلى خلاصة مهمة، وهي أن أغويرو أكثر حسما من صلاح، وربما يكون الأكثر قدرة على إفادة فريقه بأرقامه على الصعيد الفردي، وأمام النجم المصري 10 مباريات ليقلب الطاولة على غريمه الأرجنتيني ويحول أحلام جمهور ليفربول إلى واقع ملموس.

صراع الهداف

سيرجيو أغويرو يتمتع بسمعة مرموقة كمهاجم صاحب لمسة مدمرة داخل منطقة الجزاء، وتدل إحصائيات الموسم الحالي على أنه لمس الكرة في هذه المنطقة لعدد مرات أقل من محمد صلاح
سيرجيو أغويرو يتمتع بسمعة مرموقة كمهاجم صاحب لمسة مدمرة داخل منطقة الجزاء، وتدل إحصائيات الموسم الحالي على أنه لمس الكرة في هذه المنطقة لعدد مرات أقل من محمد صلاح

مازالت الحرب مشتعلة بين مهاجمي الدوري الإنكليزي من أجل الفوز بلقب هداف البريميرليغ، بعدما توقف محمد صلاح على نحو مفاجئ، وتراجع معدل أهدافه بشكل كبير في المباريات الأخيرة، ليتوقف عند 17 هدفا. ولحق الأرجنتيني سيرجيو أغويرو بالمتصدر من بعيد، قبل أن يتمكن من قلب الطاولة على الفرعون المصري، وأصبح المرشح الأول للفوز بالحذاء الذهبي هذا الموسم، في ظل انخفاض معدل صلاح التهديفي.

من الصعب حصر المنافسة على الثنائي، الصورة مازالت تتسع لتضم الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ مهاجم نادي أرسنال، والذي توقف رصيده من الأهداف عند 16 هدفا قبل مباراة السبت، وفي أي لحظة يبدو الأفريقي قادرا على إحراز هدفين وربما ثلاثة في مباراة واحدة، في سيناريو تكرر الموسم الحالي.

والمستفيد الأكبر من صراع الهدافين حتى الآن، هو المهاجم الإنكليزي هاري كين لاعب نادي توتنهام، والذي غاب لفترة وصلت إلى شهر ونصف الشهر، بسبب الإصابة في الكاحل، لكنه عاد ولم يجد نفسه بعيدا عن صراع الهدافين. ورفع كين رصيده إلى 15 هدفا قبل لقاء السبت، ليجد نفسه طول الغياب عن البساط الأخضر، على مقربة من ثالوث الصدارة، وربما تحمل قادم الأيام النبأ السار، لنجم منتخب الأسود الثلاثة، لانتزاع العرش المفقود منذ الموسم الماضي لصالح هداف ليفربول.

وهناك صراع ثالث بين أغويرو ومحمد صلاح، فبعد صراعي الدوري الإنكليزي بين ليفربول ومانشستر سيتي، وصراع الهدافين بين الثنائي، يتجدد الصراع بين المصري والأرجنتيني، لكن على مستوى صناعة الأهداف. والمتصدر حتى الآن لقائمة أفضل صانعي الأهداف في الدوري الإنكليزي، هو النجم البلجيكي إيدن هازارد بوصوله إلى عشرة أهداف، ولكن خلفه معركة لا تقل أهمية عن معركة الهدافين.

ويتساوى كريستيان إيركسين لاعب توتنهام ورايان فريزر لاعب بورنموث وبول بوغبا لاعب مانشستر يونايتد والثنائي ليروي ساني ورحيم سترلينغ لاعبي مانشستر سيتي، برصيد صناعة 9 أهداف حتى الآن، ويأتي خلفهم أندي روبرتسون ظهير ليفربول الأيسر برصيد 8 أهداف. وهنا يأتي دور صراع صلاح وأغويرو من جديد، حيث يمتلك صلاح في رصيده صناعة 7 أهداف بالتساوي مع جواو موتينيو لاعب ولفرهامبتون، وخلفهما الكون برصيد 6 أهداف.

وفي ظل الصراع الكبير بين ليفربول ومانشستر سيتي، وسعي كل طرف لتحقيق الفوز في كل المباريات القادمة بأكبر رصيد من الأهداف، في انتظار سقوط المنافس، فإن صلاح وأغويرو لديهما فرصة كبيرة لزيادة رصيدهما على مستوى التهديف والصناعة، وهو ما يرشحهما للمنافسة بشكل آخر حتى نهاية الموسم.

صلاح وأغويرو لديهما فرصة كبيرة لزيادة رصيدهما على مستوى التهديف والصناعة، وهو ما يرشحهما للمنافسة بشكل آخر حتى نهاية الموسم

وفي هذا السياق يؤمن مارتن كيون قائد أرسنال السابق أن يورغن كلوب المدير الفني لليفربول لا ينام بسبب تفكيره في كيفية إعادة محمد صلاح نجم الحُمر إلى تألقه مرة أخرى. وتحدث كيون لوسائل إعلام إنكليزية قائلا “مؤخرا لعب صلاح بشكل ثابت على الناحية اليمنى، ولكنه يصبح أخطر بكثير حينما يتوغل في عمق الملعب”.

وأردف “لا أعلم إن كانت واقعة إصابته أثناء تدخل سيرجيو راموس عليه في نهائي دوري الأبطال مازالت في ذهنه وتؤثر عليه، كأنه ينتظر تدخلا لن يأتي أبدا”. وشدد لاعب المدفعجية السابق “إن كنت سأواجه صلاح فسألجأ للعب بشكل بدني فهو لاعب يبث الرعب في أنفس المدافعين”. وأتم كيون “صلاح لعب بشكل جيد أمام واتفورد وإن عاد لأفضل مستوياته فإن ليفربول سيفوز بالدوري”.

وقال كلوب مع مدح جميع اللاعبين من الحارس أليسون بيكر إلى المهاجم محمد صلاح “هذا مثال جيد على كيف يجب أن تكون كرة القدم ودعونا نفعل ذلك مرارا وتكرارا. لعبنا بسلاسة كبيرة حقا. كانت المباراة التي أردتها لأننا فزنا 5-0 ولعب الجميع بشكل جيد”.

وأشار المدرب الألماني إلى أنه كان سعيدا برد فعل اللاعبين بعد التعادل دون أهداف ضد بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا ثم مع مانشستر يونايتد في الدوري. وقال “الأمر يتعلق دائما برد الفعل… نريد اللعب بهذه الطريقة كل يوم. هذا يبدو ممكنا في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى بشكل أقل”. وأضاف “لا أدخل إلى غرفة تبديل الملابس ويأتي شخص لإبلاغي بالنتيجة وأتعرض لنوبة قلبية. هذا أمر طبيعي. لو كنت في صدارة الدوري فمن المحتمل أن يفوز كل المنافسين.. هكذا تسير الأمور. لا أفكر في ذلك حقا”.

وكال كلوب المديح لساديو ماني وفيرجيل فان ديك، الذي أحرز كل منهما هدفين، وديفوك أوريغي لكنه أبقى على مدح خاص لصلاح الذي سدد في القائم وهدد دفاع واتفورد بمهارته طيلة المباراة. وتابع “كيف لعب صلاح… كان لا يصدق ولم يكن يمكن إيقافه. ربما نسيت أحد اللاعبين لكن الأداء كان متكاملا”.

وعجز ليفربول عن هز الشباك في مواجهتي مانشستر يونايتد في الدوري وبايرن ميونيخ الألماني في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن لاعب وسطه الهولندي جورجينيو فينالدوم يؤكد أن فريقه لم يفقد الإيمان بقدرته على إسقاط خصومه رغم التكهنات حول رضوخه لضغوط الصراع على لقب أول في الدوري منذ 1990.

وأسكتت تشكيلة المدرب الألماني يورغن كلوب المشككين بتحقيقها أكبر فوز خلال 12 شهرا. وتابع فينالدوم “لأكون عادلا، شعرت دوما بأننا سنعود إلى المسار. علينا التأكد من ذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى