الأخبار

حفتر يبدد الشكوك: هجوم طرابلس لن يتأخر

بنغازي (ليبيا) – وجه قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، في كلمة له الأربعاء، رسالة إلى المشككين في قدرة قواته على الحسم في طرابلس، ومفاد هذه الرسالة أن الهجوم قادم ولن يتأخر كثيرا، وأن مراعاة أمن سكان طرابلس أولوية كبرى بالنسبة إليه، وهذا ما يفسر التأخير الذي طرأ على موعد الهجوم.

وأكد حفتر أن موعد قواته مع تحقيق النصر في طرابلس “قد اقترب”، جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها من مقر قيادته في منطقة الرجمة شرقي بنغازي، مساء الأربعاء.

وفي رسائل حماسية لقواته، قال حفتر، “موعدنا مع النصر قد اقترب، وقد حانت ساعة الخلاص لكل الليبيين.. الجيش والشعب سيرفعان راية النصر في طرابلس معلنين تحريرها وانتصارنا فيها على الإرهابيين و(أعوانهم)”.

وأضاف “ستكون طرابلس درة ليبيا آمنة مطمئنة دون خوف ودون أن يؤخذ القرار فيها تحت فوهات بنادق الميليشيات التي تحكمها”.

ومن الواضح أن قائد الجيش الليبي سعى في كلمته المختصرة إلى تأكيد أن أهداف المعركة ثابتة، وعلى رأسها تحرير طرابلس من الجماعات الإرهابية وداعميها الخارجيين، في إشارة إلى تركيا وقطر اللتين لا تخفيان وقوفهما إلى جانب الميليشيات المهيمنة على العاصمة الليبية والتي تتخفى وراء حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج.

كما سعى إلى طمأنة سكان طرابلس على أن أمنهم وحرمتهم الجسدية وحرمة عائلاتهم وممتلكاتهم أولوية كبرى بالنسبة إليه، مشيرا إلى أن طرابلس “ستستعيد دورها ومكانتها عاصمة لكل الليبيين وتعمل مؤسسات الدولة فيها دون ابتزاز أو تهديد”.

وأضاف مخاطبا الجنود “أنتم المدفع والدبابة والطائرة القاذفة والزورق الحربي والراجمة والبندقية التي لا يصمد أمامها الإرهابيون مهما بلغ عددهم وعتادهم”.

وحرص حفتر في كلمته على تحفيز المقاتلين التابعين له، وتأكيد أن موعد النصر قادم، حتى لا يتسرب إليهم الشك خاصة في ضوء الإشاعات وحملة الحرب النفسية التي يخوضها الخصوم، وهي حملة تقفز على الوقائع الميدانية خاصة أن الجيش ضيق الخناق بشكل كبير على الميليشيات بعد هجوم خاطف، الاثنين الماضي.

ويعتقد عضو مجلس النواب الليبي، جاب الله الشيباني، أن الخطاب كان موجها إلى الجنود وضباط الصف المرابطين حول طرابلس، وأنه يحثهم على “عدم انتهاك حرمات البيوت والحفاظ على حياة المدنيين”، وكذلك “التأكيد على أن محاربة الإرهاب مستمرة حتى اجتثاثها من ليبيا”.

وتأتي هذه الكلمة في سياق الرد على مزاعم حكومة الوفاق والميليشيات الحليفة بشأن الوضع في طرابلس. كما أنها توجه رسائل إلى الليبيين خارج العاصمة وإلى دول العالم بأن المعركة قادمة، وأن ما يؤخرها حسابات تتعلق بتأمين المدنيين وتقليل الخسائر.

وكان مقاتلو الجيش قد فاجأوا قوات حكومة الوفاق بهجوم كبير، الاثنين، تقدموا من خلاله على أكثر من جبهة، وعده خبراء عسكريون رسالة قوية إلى فائز السراج ومحيطه بأن حفتر جاد في تحرير طرابلس، وأن عليهم التجاوب مع العروض التي تقدم لهم، وبينها مبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة.

واعتبرت أوساط ليبية أن اللقاء الذي جمع السراج بسلامة، مساء الاثنين، كان بمثابة الفرصة الأخيرة أمام رئيس حكومة الوفاق لإظهار موقف واضح من تحالفه مع الميليشيات، خاصة أن الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا لم تعد تتحمس لدعم حكومة تثير ارتباطاتها الكثير من الشكوك وباتت تميل إلى دعم أكبر لمؤسسة الجيش وهجومها على طرابلس.

وأعلنت قوات حفتر، الخميس، إسقاط طائرة مسيرة تابعة لقوات حكومة “الوفاق” المعترف بها دوليا، في مدينة الجفرة وسط ليبيا.

وقال أحمد المسماري الناطق باسم قوات الجيش في بيان عبر فيسبوك، إن وحدات الدفاع الجوي بمدينة الجفرة (وسط) تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة تابعة لقوات الوفاق.

وأضاف أن “إسقاط الطائرة جاء بعد رصدها وتتبعها حتى دخولها قطاع المسؤولية القتالية شمال قاعدة الجفرة الجوية حيث تم التعامل معها وتدميرها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى