الأخبار

حسم معركة شبوة يعيد القوى اليمنية إلى طاولة الحوار في جدة

عدن تجددت المواجهات في محافظة شبوة بين قوات تابعة للحكومة اليمنية وحزب الإصلاح من جهة وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى في أعقاب إعلان الحكومة اليمنية سيطرتها على مدينة عتق (مركز محافظة شبوة) بشكل كامل وتأمين مداخل المدينة الواقعة في جنوب اليمن.

وقالت مصادر خاصة لـ”العرب” من عتق إن قوات النخبة الشبوانية مسنودة بتعزيزات تابعة للمجلس الانتقالي قادمة من عدن ولحج وأبين هاجمت، صباح الأحد، المواقع التي خسرتها في محيط مدينة عتق وتمكنت من إحراز تقدم عسكري لافت بعد تضييق الخناق على قوات الشرعية في المدينة التي وصلتها تعزيزات كبيرة كذلك من مأرب.

جمال شنيتر: قوات النخبة الشبوانية أعادت السيطرة على شارع القصر الجمهوري
جمال شنيتر: قوات النخبة الشبوانية أعادت السيطرة على شارع القصر الجمهوري

وفي اتصال هاتفي مع “العرب” من شبوة، أكد الصحافي اليمني جمال شنيتر تمكن قوات النخبة الشبوانية والمقاومة من السيطرة على نقطة الجلفوز الاستراتيجية على مدخل المدينة الشرقي، واستعادتها للسيطرة على شارع درهم الذي يقع فيه القصر الجمهوري.

وأشار شنيتر إلى أن المواجهات التي وصفها بالعنيفة أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر حزب الإصلاح وأسر سبعة آخرين، لافتا إلى تواصل التعزيزات القادمة لعتق من مختلف المحافظات الجنوبية.

وتوقعت مصادر مطلعة أن يتم احتواء المواجهات في الساعات القادمة في ظل أنباء عن وصول لجنة من التحالف العربي بهدف التهدئة وفض الاشتباك، تمهيدا لعقد حوار جدة الذي دعت إليه الحكومة السعودية وتعثر في الأيام الماضية نتيجة لرغبة الطرفين المدعوين للحوار في تحقيق انتصارات على الأرض تحسن شروط التفاوض.

وزجت الشرعية اليمنية وحزب الإصلاح بثقلهما في معركة شبوة التي وصفها مراقبون بأنها حاسمة في رسم ملامح المرحلة القادمة وإعادة تشكيل مراكز القوة والنفوذ في المعسكر المناوئ للميليشيات الحوثية.

وأكدت مصادر ميدانية لـ”العرب” إرسال حزب الإصلاح لتعزيزات بشرية ومادية هائلة من محافظة مأرب المجاورة والمنطقة العسكرية الثالثة للحيلولة دون سقوط شبوة في قبضة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتصدر مطالبه السياسية ضرورة تحجيم دور حزب الإصلاح في الشرعية وإعادة التوازن لمؤسساتها وفي مقدمة ذلك مكتب الرئاسة اليمنية ومجلس الوزراء.

ويسعى التحالف العربي بقيادة السعودية لاحتواء التوتر وجلب الأطراف إلى طاولة الحوار الذي تعثر نتيجة لرفض الحكومة اليمنية له قبل انسحاب الانتقالي من المناطق التي سيطر عليها في عدن وأبين، وهو الأمر الذي يرفضه الانتقالي باعتباره جزءا من استحقاقات يجب على الشرعية أن تتعاطى معه بواقعية وفقا لمخرجات أي حوار قادم.

وشهدت فترة ما بعد معركة عدن تزايد التصعيد الحكومي ضد المجلس الانتقالي ودولة الإمارات على حدّ سواء، حيث اتهمت بيانات صادرة عن الحكومة اليمنية ووزارة الخارجية اليمنية، دولة الإمارات بدعم ما وصفته البيانات بتمرد المجلس الانتقالي في عدن ومده بالمال والسلاح.

واعتبرت مصادر إماراتية غير رسمية على مواقع التواصل هذه الاتهامات بمثابة محاولة من الشرعية للتغطية على فشلها وتحميل جهات أخرى مسؤولية الإخفاق الحكومي في التعامل بإيجابية مع مطالب قوى ومكونات يمنية فاعلة مثل المجلس الانتقالي الذي بات الحامل السياسي للقضية الجنوبية التي يمتد عمرها إلى العام 1994.

وحسم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الحديث حول وجود تباين في وجهات النظر حول الأحداث التي يشهدها اليمن، مشيرا إلى قوة العلاقات بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، وأن الرياض “هي من تقرر” استمرار دور الإمارات في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من عدمه”.

وقال قرقاش، في تغريدات على تويتر، إن “التحالف السعودي الإماراتي ضرورة استراتيجية في ظل التحديات المحيطة واليمن مثال واضح، فمشاركة الإمارات في عاصفة الحزم وضمن التحالف العربي جاءت استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستمرارنا في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده السعودية الشقيقة مرتبط بهذه الدعوة”.

Thumbnail

وأضاف “من واقع علاقتنا الاستراتيجية مع السعودية الشقيقة فهي التي تقرر استمرار دورنا في مساندة الاستقرار في اليمن ضمن التحالف العربي من عدمه”، وتابع بالقول “ارتباطنا بالرياض وجودي وأكثر شمولا وخاصة في الظروف الصعبة المحيطة وعلى ضوء قناعتنا الراسخة بدور الرياض المحوري والقيادي”.

وقطعت تصريحات الوزير الإماراتي الطريق على محاولات إعلامية لتسميم العلاقة بين السعودية والإمارات، والتكهن بوجود انشقاق في بنية التحالف العربي، باتت رهانات محور قطر إيران والإخوان واضحة عليه في الأيام الماضية.

وجدد بيان صادر عن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، الأحد، الاتهامات لدولة الإمارات العضو الفاعل والرئيس في التحالف العربي بقيادة السعودية بالوقوف خلف المجلس الانتقالي.

وفي ذات السياق وجه محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، الأحد، رسالة لأبناء محافظة شبوة، هاجم فيها المجلس الانتقالي وشكك في نواياه التي اعتبرها “انقلابا رديفا لانقلاب ميليشيات الحوثي”، وانسجمت كلمة بن عديو مع خطاب الحكومة الشرعية الذي يتهم دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم الدعم للانتقالي.

وحذر مراقبون من سعي إعلام الإخوان وقطر لإظهار مواجهات شبوة بأنها ذات طابع مناطقي، مؤكدين على أن استحضار مثل هذه الخطابات المؤججة للعنف والمحرضة على الكراهية تهدف إلى تشويه الحقائق التي تغيب دور النخبة الشبوانية خلال المرحلة الماضية في تجفيف منابع الإرهاب في شبوة وتأمين المناطق المحررة من الحوثي والجماعات الإرهابية المسلحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى